تقارير

هل تنجح بتسوية القضايا العالقة .؟

زيارة البشير إلى جوبا

الخرطوم – فائز عبدالله
يبدو أن (الخرطوم) أعلنت أخيراً استجابتها لدعوة زيارة (جوبا) بعد مرور أكثر من شهرين ونصف الشهر؛ تلبية لدعوة الرئيس “سلفاكير” للرئيس “البشير” لزيارة جوبا، والتي حملها مستشار الشؤون الأمنية للرئيس “سلفاكير” “توت قلواك” إلى الخرطوم لاسيما أن الرئيس البشير سيجري مباحثات رسمية مع الرئيس “سلفا كير ميارديت” بشأن الملفات العالقة بين الجانبين (السياسية والاقتصادية والأمنية ) .بجانب التطورات الراهنة في عملية السلام الموقعة بين فرقاء دولة الجنوب.
اتفقت (الخرطوم) و(جوبا) على معالجة الملفات العالقة بين البلدين قبل نهاية العام الماضي (2018) وحسم القضايا المؤجلة ، وتم تشكيل لجان أوكل لها مهام عدة في الجانب السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري، وتم تبادل الزيارت، أجريت مباحثات بين الجانبين في التعاون المشترك؛ التجاري والسياسي.
واتفق الجانبان على حسم الملفات العالقة قبل نهاية 2018، بيد أن ذلك لم ينجز، وأنجزت الخرطوم أهم ملف في الخطوة الصحيحة للوصول إلى جوبا، هو رعاية اتفاقية السلام بين فرقاء الجنوب في سبتمر الماضي، وشهدت السنوات الثلاث التي تلت الانفصال تأزماً في عملية تنفيذ الملفات العالقة، أدت إلى تبادل الاتهامات من الجانبين إلا أن العام الماضي شهد تغيّراً في ملامح الرؤية السياسية للرئيسين “البشير” و”سلفاكير” بشأن تطوير العلاقات بين الجانبين وسبق الزيارة المتوقعة لرئيس الجمهورية “عمر البشير” رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمدي والرئيس الإريتري أسياس أفورقي بعد غياب الأخير عن زيارة جوبا طوال الـ(8) سنوات الأخيرة منذ انفصال الجنوب.
وقالت حكومة جنوب السودان أن زيارة الرئيس “البشير” هي استجابة للدعوة التي قدمها الرئيس “سلفاكير” مسبقاً إلى “البشير” لمناقشة الملفات العالقة (الأمنية والتجارية) بين البلدين واتفاقية السلام والمتغيرات الراهنة التي طرأت على دول الجوار.
وقال مستشارالشؤون الأمنية بجنوب السودان “توت قلوك” لـ(المجهر) إن الزيارة التي سيقوم بها البشير إلى جوبا هي استجابة للدعوة التي قدمها الرئيس “سلفاكير” مسبقاً. وأضاف أن الزيارة ستناقش الملفات العالقة (الأمنية والتجارية) بين البلدين وتطور العلاقة الثنائية بين الدولتين، وبحث القضايا الاقتصادية. وزاد أن هناك عدداً من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية تم توقيعها بين (الخرطوم) و(جوبا) ؛النفط وتجارة المعابر والملف الأمني. وأشار “قلواك” إلى أن المباحثات ستتناول أيضاً سير عملية السلام التي تم توقيعها بين الأطراف الجنوبية، وقال إن الرئيس “سلفاكير” يرحب بهذه الزيارة من أخيه “البشير” إلى (جوبا). وأوضح أن الاتفاقية الآن تسير وفق الجدول الزمني المحدد لها وليس هناك صعوبات حال تم تجاوز قضية الدعم المالي بين الجانبين. وقال إن القيادات الآن يعتمدون على أنفسهم في نجاح عملية السلام، وأضاف “توت” أن الزيارة ستناقش عدداً من الملفات ذات الصلة المتعلقة بالسلام في الجنوب والعلاقات الثنائية بين الدولتين.
وقطع مدير الإعلام والعلاقات العامة “فوك بوث” بأن الزيارة لم تتضح بعد معالمها وأضاف لا نتوقع ماهي الملفات التي ستتم مناقشتها؟ وهي في علم الغيب لجهة أن أجندة زيارة الرئيس “البشير” إلى جنوب السودان لم يتم الكشف عنها بعد، وأضاف “فوك” نتمنى أن تتضمن أجندة المباحثات بين (الخرطوم) و(جوبا) اتفاقية السلام الموقعة بين الأطراف ويلعب السودان دور التجسير بين الفرقاء في التوفيق بينهم. وأشار إلى ان هناك بعض الملفات العالقة ولكن أهمها ملف السلام الذي قطعت فيه الأطراف شوطاً بعيداً في ترسيخه ودعمه. وقال إن هناك بعض الأجندات على الورق تضمنت الاتفاقية والآليات التي تم تكوينها، وأن هذه الأجندات ظلت حبيسة الأدراج. وأضاف أن دور السودان كبير في القضايا القومية الإفريقية وخاصة مساره في قضية الجنوب التي كانت تشكل أحد التحديات. وأشار إلى أن تكهنات الزيارة غير وضحة وأجندتها التي ستناقش لم تتضح ملامحها بعد وتوقع أن يكون ملف اتفاقية السلام هو الأولوية بين “البشير” و”سلفاكير”.
وتوقع ممثل الجبهة الدايمقراطية “فيليب أقوير” أن الخرطوم وجوبا توصّلا الجانبان بعد جولات من المفاوضات في أديس أبابا إلى اتفاق تعاون في عام 2012. وأضاف أن الاتفاق تتطرق إلى تطبيع العلاقات بين الدولتين ، وقال “أقوير” إن عملية تنفيذ الملفات العالقة مرت بمراحل من التأزم وتبادل الاتهامات من الطرفيين.
واضح أن الزيارة ستناقش قضايا التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية وتكوين القوات المشتركة.
وقال إن التحديات التي تواجه الاتفاقية ستتم مناقشتها وتوقع تطوير العلاقة بين (جوبا) و(الخرطوم) بعد الدور الكبير الذي لعبه الرئيس “البير” في عملية السلام وإعادة الاطراف إلى السلام بعد أن فشلت (الإيقاد) في حل الخلافات بين قيادات الحركة الشعبية، وقال إن الرئيسين سيؤكدان على أهمية التواصل وتبادل الزيارات وفتح المعابر بين الدولتين وأوضح أن العلاقة المميزة بين القيادة العليا للجنوب منحت بناء الثقة التي كانت غائبة بين (الخرطوم) و(جوبا).
وقال إن تكوين القوات المشتركة أدى إلى ترتيب بقية الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وأعقبتها زيارة وزير الدفاع لجنوب السودان “قبريال” بجانب دور السودان في إقناع قيادات الحركة الشعبية بالتوقيع على اتفاقية الترتيبات الأمنية وتبادل قسمة السلطة ، وقال إن قيادات الجنوب توصلت إلى قناعة بأهمية التعاون مع السودان بحجة أنه الوحيد الذي أعاد الاستقرار إلى الجنوب والمضي في تعزيز العلاقات مع السودان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية