تعظيم سلام للبيأكلو الكوجا!
واحدة من أهم إفرازات الحراك الشبابي الأخير أنه جعل من كل البيوت السودانية ساحات للنقاش السياسي الساخن بسبب تباين الآراء واختلاف الأمزجة السياسية وأصبحت معظم البيوت هلال مريخ بطعم السياسة وهذا الاختلاف على فكرة مؤشر عافية ودليلاً واضحاً أن أهل السودان هناك ما يربطهم ويوحد وجدانهم حتى لو اختلفت أهواءهم السياسية وتشعبت أيدلوجياتهم الفكرية إلا أن هناك روابط نراهن على أنها لن تجعل هذا النسيج القوي يتهتك أو تتقطع أوصاله، وهذا أدعى أن يجعلنا نسأل أهل السياسة أنتو متناكفين في شنو ومقومنها حريقه ؟، وكل المشاكل والاختلافات إن وجدت إرادة حقيقية ستتنزل إلى حوار جاد وبناء وخالص لوجه الله تعالى، وستجعلنا نخرج بهذا البلد إلى بر الأمان.
أمس سمحت لي الظروف أن أكون شاهدة على (ونسة )وفر ظرف الزمان والمكان لها مناسبة اجتماعية ضمت عدداً لابأس به من الشباب والشابات وبعضاً من أصحاب اللحى والرؤوس البيضاء أداروا حواراً حول الأحداث والاحتجاجات الأخيرة وتداعياتها، ورغم أن النقاش كان تحت لافتتين لا ثالث لهما فإما تقعد بس أو تسقط بس ، إلا أن ذلك لم يفسد أبداً للود قضية، ولم يقفل أحد أذنه عن سماع الآخر ، لكن لفت نظري اتفاق كلا الطرفين على إيجابية تعيين ولاة عسكريين في الولايات باعتبار أنهم لن يختاروا إلا أن يكونوا في خانة الانحياز المطلق لمواطني هذه الولايات، ولن يستسلموا أو يرضخوا لحالات الاستقطاب التي يمكن أن تمارس عليهم من الأحزاب، وضرب أحد الحضور مثلاً على ذلك ما قال إنه جاء في إحدى الصحف أمس الأول ، إن والي كسلا الفريق “محمد مناي عنجر” رفض تلبية دعوة إفطار من قيادات بحزب المؤتمر الوطني وقيادات حزبية أقامت وليمة له بها ما لذ وطاب لكن الرجل اعتذر بطريقه ظريفة، وقال ليهم أنا عسكري بأكل (كوجا )وبصراحة هذا الحديث أعجبني وجعلني أقطع حالة الصمت التي ظللت عليها، وأنا استرق السمع، وقلت للشباب أهو ده التغيير الذي نتحدث عنه أن تكون هناك قيادات تشبه المرحلة ما بعد الاحتجاجات، وهي مرحلة القطع الناشف لأصحاب المصالح والأجندة الخاصة، والقطع الناشف ده لا يفعله إلا أمثال هؤلاء الجنرالات الذين يعلمون ويقدرون عظم المسؤولية التي وضعت بين أياديهم، لكن كمان لابد أن أقول إنني والله استغرب وأتعجب على إصرار بعض قيادات المؤتمر الوطني أن لا تفهم ، أن الرئيس عندما أعلن تخليه عن رئاسة الحزب كان جاداً وعازماً أن تكون كل القوى السياسية على قدم المساواة، وبالتالي ليس هناك لاستعمال الطرق القديمة في الالتفاف على المسؤولين والولاة إما ترغيباً أو ترهيباً وبالتالي يصبح عجينه في يد متنفذي الحزب هم الذين يمسكون خيوط اللعبة، ويدوروا الشغل من خلف الكواليس على حسب مصلحتهم وفوائدهم، لذلك آن الأوان أن يصبح حزب المؤتمر الوطني حزباً سياسياً مثله مثل سائر الأحزاب بلا تفضيل بلا تمويل بلا بلف قروش فاكي وماعنده ضبة ليصبح هذا التغيير حقيقياً، وتنعكس نتائجه على أرض الواقع وعلى فكرة من مصلحة حزب المؤتمر الوطني أن يعيد هز شجرته ويعيد ترتيب أوراقه وترتيب عضويته ليصبح حزباً فاعلاً في المجتمع ومنافساً على الساحة بأفكاره وبالكفاءات التي يقدمها حتى لا تصبح المناصب مرتبطة بالولاء الحزبي الأعمى أو بأساليب أخرى فاسدة تشهد عليها الولائم أو الخرفان، لتكون سبباً في تعيين فلان وتوظيف علان، وعلى فكرة أمثال هؤلاء كانوا سبباً أساسياً في الضعف الذي ظهر عليه الحزب منذ ديسمبر، واتضح أن الحزب يعاني من مشكلة كفاءات تملك القبول والكاريزما والإقناع، ومعظم الذين ظهروا مدافعين عن الحزب لم يحصدوا إلا السخط والغضب من الشارع السوداني لذلك ستكون مهمة مولانا “أحمد هارون” صعبة في تنقية الحزب من الذين طوروا فقط قدراتهم في الحفر والدفر، ومن الذين أخذوا كورسات متقدمة في مسح الجوخ والهتافية فحولوا الحزب إلى راكوبة كشفتها أمطار خريف ديسمبر العاصف.
فالتحية لسعادة الفريق المدفعجي الذي نريده ورصفاءه الولاة آكلي كوجا يعيشون مع مواطنيهم في الحارة والباردة، الجميع عندهم سواسية بمختلف أحزابهم وانتماءاتهم، خلونا نصنع سوداناً جديداً مبنياً على الكفاءة والمنافسة قال وليمة قال !!!!!!
كلمة عزيزة
الأحداث الماضية أكدت دخول لاعبين من الوزن الثقيل في ملعب المعارضة وهم يمثلون قوى شابة ومؤثرة على رأسها حزب كالمؤتمر السوداني ومعارض كالباشمهندس “عمر الدقير” ، هذه القوى هي التي تستحق أن تتقدم الحوار الوطني وتستحق أن تطرح خيراتها الشابة لتولي المناصب وتستحق أن تجد الفرصة أن تطرح رؤيتها وفكرها لحكم السودان.
كلمة أعز
اللهم احفظ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء