تقارير

تطلعات النهضة والتطوير بجنوب دارفور

في انتظار حكومة "أبو شنب"

تقرير- عبد المنعم مادبو

تسلم والي جنوب دارفور الـ(15) الفريق “أحمد عثمان أبوشنب”، مهام منصبه بالولاية ، خلفاً للوالي “آدم الفكي محمد الطيب”، الذي بارح الولاية ـ صباح يوم (الأحد )، و قضى “الفكي” نحو ثلاث سنوات وتسعة أشهر كأطول فترة حكم يقضيها والٍ بجنوب دارفور، منذ أن تأسست الولاية في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وعلى الرغم من أن فترة حكم “الفكي” لجنوب دارفور شابها الكثير من الشد والجذب بين “الفكي” وسياسيي الولاية إلا أنها تعد الأكثر فعلاً وحراكاً تباينت وجهات النظر حوله، فالبعض يصف الوالي السابق “الفكي” بأنه الأنجح من بين الولاة الذين سبقوه بينما يرى آخرون غير ذلك.
أرسى “الفكي” نموذجاً ونهجاً في إدارة الولاية استند على مبدأ المنافسة بين حاضرة الولاية نيالا وبقية مدن البلاد ووضع إستراتيجية بسقف زمني لإعلان جنوب دارفور الأجمل بين ولايات السودان بحلول العام 2020م، إلا أن الظروف التي مرت بها البلاد أنهت فترة حكمه للولاية على الرغم من أن رئيس الجمهورية كان متمسكاً ببقاء “الفكي” إلى 2020م ، وأعلن ذلك أكثر من مرة، فالرجل ترك بصمته بنيالا من خلال المشروعات التنموية التي تم تنفيذها بجانب التحول الكبير في الذهنية الجمعية لمواطني الولاية،ونقلها من مرحلة الصراعات والنزاعات إلى السلم والاستقرار والوحدة إنزالاً لشعاره الذي رفعه منذ اليوم الأول لمجيئه للولاية (سلام وحدة تنمية).

“الفكي” غادر الولاية وفي جعبته كثير من الخطط والبرامج والمشروعات التي ينوي تنفيذها والتي كشف عنها عقب تشكيل حكومته الأخيرة و تم حلها بقرار رئيس الجمهورية قبل أن يمضي على إعلانها أسبوع، وأعد “الفكي” منهجاً في كتيب من (30) صفحة لكيفية إدارة شئون الولاية في المرحلة المقبلة حدد فيه صلاحيات كل مؤسسة ومسؤول المشروعات التي ينبغي تنفيذها خلال الفترة المقبلة، وبهذا المنهج يرى الصحفي “علي منصور” رئيس مجلس إدارة صحيفة الشارع السوداني، أن “الفكي” وضع العربة أمام الحصان، وما على الوالي الجديد الفريق “أبوشنب” إلا الانطلاق بها لتحقيق رغبات إنسان جنوب دارفور في التنمية والخدمات، وأشار إلى أن طيلة الفترة الماضية كانت الولاية تفتقر للمنهج الموحد للإدارة، وانعدام معايير قياس أداء الحكومات المتعاقبة على الولاية، وقال “منصور” إن “الفكي” وضع الفريق “أبوشنب” أمام تحدٍ كبير، خاصة أنه أرسى مبدأ المنافسة ورسخه في أذهان مجتمع الولاية ورفع مستوى سقف طموحات المواطنين في مشروعات التنمية والخدمات، وأبان أن المنهج الذي وضع لإدارة الولاية إذا اهتدى به الوالي الجديد وطوره، وأضاف إليه بحسب وجهة نظره يمضي بالولاية للأمام أما إذا بدأ كغيره من جديد سيكون الأمر تكراراً لذات التجارب الفاشلة.
وذكر “منصور” أن خطة الأمن والاستقرار وضع لبناتها الأولى الوالي الأسبق اللواء “آدم جار النبي آدم” وأكملها “الفكي” وحسم كل التفلتات الأمنية والصراعات، و التحدي الذي يواجه الفريق “أبوشنب” المحافظة على ما تحقق من استقرار أمني وتطويره بإزالة- ما وصفها- بالهنات هنا وهناك، ونوه إلى أن الوالي الجديد كي يظهر بصمته في الولاية ويتفوق على “الفكي” لابد أن يقيم مشروعات تنموية وخدمية لم يسبقه عليها أحد، مثل إنشاء كوبريي الفنية والسريف اللذين تبرع بهما “البشير”، وإكمال بعض المشروعات مثل طرق “عد الفرسان- رهيد البردي- أم دافوق، ونيالا- قريضة- برام، نيالا- الفاشر” وإضافة طرق داخلية بنيالا، ومشروع مياه نيالا من حوض البقارة الذي ظل ينتظره إنسان الولاية لأكثر من عشرة أعوام، خاصة أن بعض هذه المشروعات تم تمويلها من قبل الحكومة الاتحادية فقط تحتاج لدفع فروقات ناتجة عن تذبذب سعر الدولار، وأضاف “خلاف كدا “أبوشنب” سيكون في وضع لا يحسد عليه لأن الموطن سيقارن أداءه بأداء “الفكي” بجانب أن سقف توقعات وتطلعات المواطن مرتفعة وإذا لم يحققها الوالي الجديد سيضعه في خانة الفشل.
الصحفي “حسن حامد” يرى ضرورة أن يبدأ الوالي الجديد بالاستفادة من موارد الولاية في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية ، وكي يضع قدمه على عتبة النجاح لابد من الاستثمار في مجال الثروة الحيوانية بتشغيل مسلخ نيالا الحديث الذي ظل متوقفاً لعدة سنوات دون أي أسباب حقيقية، وإضافة مسالخ جديدة تمكن الولاية من تصدير اللحوم إلى الأسواق العالمية، و تشغيل المدبغة الحكومية للاستفادة من ما تمتلكه الولاية من كميات هائلة من الجلود التي يتم ترحيلها إلى الخرطوم لدباغتها ومن ثم إعادتها للولاية بأسعار مضاعفة أكثر من عشر مرات، في وقت توجد فيه مدبغة بالولاية تكفي لدباغة الجلود بولايات دارفور الخمس، وأشار “حسن حامد” إلى أن المطلوب من الحكومة الجديدة رفع مستوى الاهتمام بالشأن الزراعي والتقانات الزراعية الحديثة ، و أن تضع الحكومة يدها على نشاط التعدين عن الذهب بالولاية من خلال توفير الرعاية الصحية للمعدنين ومعالجة قضية المواد المستخدمة في استخلاص الذهب التي لا تقف آثارها عند الإنسان وتتعداه إلى إحداث الضرر بالتربة، بجانب الإحاطة بالكميات المنتجة من الذهب وضرورة إدخالها خزينة الدولة، ونبه إلى ضرورة فتح تجارة الحدود في المرحلة المقبلة لمنع تهريب المنتجات والبضائع السودانية خاصة الصمغ العربي عبر المناطق الحدودية بين الولاية ودول الجنوب وأفريقيا الوسطى وتشاد، وضرورة تفعيل أجهزة الرقابة على الأسواق بالاستفادة من قانون الطوارئ المعلن بالبلاد والذي يهدف إلى معالجة الاختلالات الاقتصادية، والاهتمام بفتح مراكز البيع المخفض بكل الأسواق والمحليات ومعسكرات النزوح ليظهر أثرها المباشر.

الصحفي “علي فضل المولى”، قال: على الوالي إعطاء أولوية لبعض المشروعات ، أبرزها مشروع مياه نيالا من حوض البقارة وتوسعة الإمداد الكهربائي بمدينة نيالا لتغطية بقية الأحياء حيث تتمتع فقط(20%) من أحياء المدينة بالإمداد الكهربائي، وذكر أن هناك خطة للحكومة السابقة لإدخال نحو(100) ألف منزل في شبكة الكهرباء، وأن مشروع جمع السلاح في حاجة إلى جدية أكبر خاصة أنه اتضح أن هناك تراخياً في إنفاذه في الآونة الأخيرة. وأن التحدي أمام الفريق “أبوشنب” سيتوقف على مدى قدرته على متابعة تنفيذ المشروعات القومية التي تحتاج لعلاقات تنسيقية مع المؤسسات المركزية خاصة طريق نيالا الفاشر، والاستغلال الأمثل والتوظيف الحقيقي لموارد الولاية ، وقال “فضل المولى” ،إن الطرق الرابطة بين المحليات تعتبر الأخرى تحدياً كبيراً للوالي ، وأمن على أهمية الاهتمام بتطوير المجال الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي، وقال إن الولاية بها نحو عشرين مليون فدان لم يتم زراعتها حتى الموسم الماضي إلا بما يتجاوز الثمانية ملايين فدان إضافة إلى أن هناك (16,4) مليون رأس من الماشية لم تستطع الولاية الاستفادة منها بصورة حقيقية حتى الآن، علاوة على أن التحدي الأكبر- بحسب “فضل المولى” يكمن في أن شريحة الشباب برزت الآن كلاعب جديد على الساحة وتصدرت أولويات الدولة لذلك يبقى التحدي إلى أي مدى تستجيب أفكار الوالي الجديد لقضايا هذه الشريحة من خلال خلق مشروعات تستوعب طموحات وطاقات هؤلاء الشباب وفق رؤى علمية وواقعية.

الناشطة “آمنة ضيف الله” ترى أن على الوالي الجديد أن يبدأ بمراجعة المشروعات التي تم تنفيذها من قبل الحكومة السابقة والتي تحوم حولها شبهات فساد مالي، مثل مشروع مركز المال والأعمال والحساب البنكي الذي عرف إعلامياً بحساب الوديعة، فضلاً عن رهن مبنى وزارة الزراعة والغابات ومخازن الوزارة للبنك الزراعي مقابل تمويل، بالإضافة إلى مراجعة عقودات الشركات المنفذة لمشروع مياه نيالا من حوض البقارة الذي أجمع على أهميته من شملهم الاستطلاع في هذا التقرير، وطالبت “أمنة” بضرورة مراجعة تعرفة مياه الشرب التي أقرها المجلس التشريعي ضمن ميزانية هذا العام البالغة (220) جنيهاً في الشهر، كما طالبت بمعالجة قضايا العطش التي تواجه سكان محليات الردوم وعد الفرسان وبرام، التي قالت إنهم يعانون العطش بشكل مخيف- على حد وصفها- وذكرت أن مشروع حوسبة مرتبات العاملين الذي نفذه الوالي السابق “آدم الفكي” يحتاج إلى مراجعة لجهة أنه ألحق الضرر بكثير من الموظفين الذين تم إيقاف مرتباتهم لما يقارب العام، أما فيما يلي الخدمات قالت: لابد من القيام بإجراءات تنعكس على معاش الناس بصورة واضحة علاوة على أن مستشفى نيالا التعليمي يحتاج إلى وقفة قوية من الوالي “أبوشنب” خاصة في أقسام الطوارئ وتوفير وتأهيل الكوادر الطبية.

الوالي الجديد منذ أول تصريحات له في لقائه بقيادات جنوب دارفور في الخرطوم أعلن أنه سيسعى إلى أن تكون جنوب دارفور أجمل ولاية ومدينة نيالا أجمل مدينة في إشارة إلى توجهه لعكس الوجه المشرق للمدينة وقد جدد الوالي توجهه هذا في لقاء جامع بمدينة نيالا في حفل استقباله ووداع الوالي السابق ، وقال إن توجيهات حكومة الطوارئ أن تولى قضايا الشباب اهتماماً كبيراً ، وأضاف “الشباب جاييهم خير كثير”

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية