بكل الوضوح

تمشية المعيشة بـ(المسكول) ..!!

عامر باشاب

{ الأزمات الاقتصادية المتلاحقة والتي جعلت بلادنا تعاني أوضاعاً اقتصادية متأزمة ومؤلمة لم تنفع معها كل الحزم والسياسات الإصلاحية ليجد السواد الأعظم من المواطنين أنفسهم في مواجهة إطلاق نيران الارتفاع الجنوني لأسعار السلع خاصة الضرورية، حيث لم تعد هناك تسعيرة تحكم التجار كباراً وصغاراً بل الفوضى أصابتهم بسعر البحث عن الثراء السريع، ونهش جيوب المواطنين مستغلين غياب الرقابة، فباتوا يتحكمون في السلع بالاحتكار ووضع أسعار جديدة بالليل ومضاعفتها بالنهار، وظل الوضع هكذا إلى أن وجد المواطن البسيط أنه ليس أمامه من خيار غير مسايرة حياته عبر إتباع توليفة المعيشة الجديدة ألا وهي عيشة (المسكول)، وهي طريقة شرائية كما ذكرنا من قبل تشبه إلى حد كبير سياسة (قدر ظروفك). التي ظل يتبعها بعض من الفقراء والآن يبدو أن دائرة الفقر توسعت وشملت غالبية فئات المجتمع وبات جميع الذين (تحسبهم أغنياء من التعفف) يشترون احتياجاتهم اليومية بـ(المسكول).
{ (مسكول لحمة) (نص ربع أو ربع ربع الكيلو من اللحمة)، و(مسكول سلطة) يحتوي على ( طماطماية واحدة ونص بصلة وربع عجورة وشيء من ربطة الجرجير وقرنين شطة وليمونة ناشفة.
{ أما (مسكول الزيت) (زيت ملاح مقدار فنجان القهوة الصغير ومرات بالملعقة الكبيرة).
{ هكذا دخل الكثير من السودانيين محطة تمشية الأحوال المعيشية بـ(المسكول) وظلوا يشترون اللحمة والخضار والزيت والبصل والبهارات والفحم وحتى (الكبريتة) أصبحت تباع وتشترى بـ(قشة.. قشة) وكمان الأدوية المعالجة دخلت برنامج (المسكول) وهناك الكثير من الصيدليات فعلت هذه الخدمة وظلت تتعامل بمسكولات الدواء وبدأت بالفعل بـ(المسكول الدوائي) مثلاً فيما يخص (الحبوب والكبسولات) بدأ البيع بالشريط ونصف الشريط ومن المتوقع في المستقبل القريب أن يصل البيع بـ(حبة.. حبة) ما معروف يمكن تصل (خرشة.. خرشة).
{ والمدهش في سودان العجائب والغرائب والمحن في الوقت الذي لا يملك فيه الكثيرون حتى حق (المسكول) هناك ناس (الاسكيل العالي) (مالين البلد) يعيشون حياة الترف والرفاهية والفخفخة والنغنغة وهؤلاء دائماً ما تراهم يتضرعون داخل المولات والمراكز التجارية الضخمة (سمان ووجوههم لامعة والشعر أسود سواداً حالكاً، وهذا السواد يبدو أن له علاقة بـ(السوق الأسود)، تجدهم يخمون احتياجاتهم من السلع (خم الذي لا يخشى الفقر). وطبعاً الضروريات والكماليات كلها عندهم واحد (ادفع وخم) وانقل بالسيارة و(ادفس) الفيلا وخزن في العمارة.. وما دام النقاطة شغالة (مافيش حساب للربح والخسارة).
{ كما تلاحظهم بانتفاختهم ولمعانهم يحتلون صالات المطاعم الفاخرة يردمون في الطلبات تلو الطلبات من المشوي والمحمر والمقمر والمشكل وهناك من تصلهم (أمواج) من الأطعمة الجاهزة حيث تتنزل ساخنة على موائدهم المنزلية.
{ وضوح أخير :
{ صحيح فرق شتى بين ناس (اسكيلا عالي) وناس عايشة بـ(المسكول)..!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية