أخبار

الحرب على قوش

هل استشعر  سماسرة  الدولار  وتجار السياسة أن مصالحهم  باتت  في  خطر؟ أم  أشهر فاقد  الإصلاح  آخر سكاكينهم ويريدون  غرسها  في  كبد  الرجل  الذي  يتحمل  عن  البشير  وعن  الدولة  والحكومة  والحركة  الإسلامية  الكثير  من الخطايا  والأوزار  والمشكلات  ويمسك  لسانه حينما  يمد الجميع  ألسنتهم ؟ يرمونه  بكل  البيض؛  فاسده  وصالحه  يبرئون  كل  قادة  الدولة  من الأخطاء  ويرمونها  في  ثيابه  غير  مبالين
تعتبره  المعارضة  خطراً دائماً عليها  لا بقوة شخصيته  ولا  ببطشه  كما  يزعمون  ولكن  بوعيه ؟
لماذا  كانت  أحداث  سبتمبر  ٢٠١٣ أكثر دموية  وأشد  تنكيلا  بالذين  خرجوا  لمدة  يومين  فقط  بينما  احتجاجات  ١٩ ديسمبر  الأطول  عمراً والأقل  خسائر  مقارنة  بتلك  الأحداث؟.
قد  يقول  البعض  إن  سبتمبر  كانت  هبة  شعبية  غير  منظمة  ولا يقودها  عقل سياسي  كما  هو  الحال  الآن  وأن  رفع  شعار  سلمية  وانضباط  معظم  المتظاهرين  قد جنب  البلاد  مهالك  العنف  والعنف  المضاد.
ولكن  الصحيح  أيضا  أن قيادة  جهاز  المناعة  والمقاومة  الإنقاذي  في  راهن  اليوم  أكثر  معرفة  ووعياً  بتداعيات  الفعل العنيف خارجياً  وداخلياً
ولذلك  استهدفت  المعارضة  الفريق  “صلاح قوش”  أكثر  من استهدافها  لرجال  آخرين  في  الدولة  أرفع  منه مقاماً  وأكثر  قرباً  من الرئيس
والمعارضة  تقرأ  الميدان  جيداً  وتعلم  من  هم  المسؤولون  الذين ( فكوا) الحبل  من عنق  النظام  قبل  أن يلفظ  أنفاسه  أيام  أن بلغت  أزمة  الوقود  والخبز  الحلقوم  ؟ كيف  تصرف  صلاح  قوش  داخلياً  بتدخل  قوات  الأمن  مباشرة  في مراقبة  طلمبات  الوقود  ومنافذ  توزيع  الرغيف  وأثر  ذلك  على إجهاض  الثورة  الشعبية  التي  انطلقت   في  المدن
وإقليمياً  شكلت  ثلاثية “قوش”  و”ابن
عوف”  و”الدرديري” مصدر  إلهام  لتحقيق  سلام جنوب السودان  الذي  لم ترض  عنه  دول  لا ترى  في السودان  إلا  بلداً  مريضاً  لا يرفع  عينيه  إلا  بقدر  أن تطعمه  هي  من فتات  ما تجود  به  عليها  دول  أخرى.  ومنذ  أن عاد  صلاح  قوش  لمنصب  الرجل  الأول  في جهاز  الأمن  جعل من مطلوبات  عودة  السودان  للأسرة  الدولية  هدفاً ومن أجل  ذلك  حارب  الهجرة  غير الشرعية  وأوصد  أبواب  تجارة  السلاح  العابرة  لحدود  البلاد.
تحرك “صلاح  قوش”  في المساحة  بين  قطر  والسعودية  ومصر  والإمارات وتركيا  لم يغلق  نافذة  ليفتح  باباً وكان  عصياً  على الاستقطاب  لصالح  محور  وضد  الآخر
وإذا  كانت قضية  الفساد  قد  أصبحت  مفردة  ذات  حمولة  ثقيلة  فقد  تولدت  منها  وصفة  القطط  السمان  حينما  أدرك  الرجل  بعد  العودة  للجهاز  الحكومي  بأن  القضاء  على الفساد  الحكومي  وإشهار  سيوف  السلطة لمحاربة  من أثري  في  كنف  السلطة  وفي حكرها  قد يوفر  أسباب  بقائها  ومد  عمرها
ونيابة  عن الدولة  كانت  معركة  القطط  السمان  التي شهدت  صراعات  بين  الحق  والقوة  ومثلت  وحدة مكافحة  الفساد  التي  أطلق  الرئيس  يدها  لتعيد  المسلوب  من الحقوق  كواحدة  من آليات  ومغاسل  ثياب  الدولة
كل هذه  المحطات  دفعت  المناوئين  لسياسات  الرجل  لإشهار  سيوف  عديدة  زعموا  أنه  ضد ( فلان  ولا يحب  علان  وأنه  سبب  في  إعفاء  زيد  وطرد  “عمرو”  وأدان  “خديجة” )
فلا عجب أن بثت  قناة  الجزيرة  خبراً عن لقاء  مزعوم  بين  “صلاح قوش”  ومدير  المخابرات  الإسرائيلية  في  ميونخ  لتقول  الجزيرة بلسان  حال  الأشقاء  في  قطر  كلنا في أحضان  دولة  الكيان  الصهيونى  سواء  ننعم  ببعض  ما يشعرون  به
[٣/‏٣ ٣:٣٥ م] “كمال علي”: المسالة  ليست  قناة  الجزيرة  ومصداقيتها  ولا  تقاطعات  الإقليم  ولا  مشروعية  ما يحدث  في  الساحة  من انتقال  من دولة  الحزب  لدولة  كل الأحزاب
لكن  القضية  أن جهات  عديدة  تلاقت  مصالحها  في الحرب  على “قوش”  فالرجل  وجوده  في  السلطة  القائمة  مصدر  قوة  لها  وفاعليته  تهزم  مشروعاتهم  لذلك هو  الآن   في  مرمى  النيران  ينسجون حوله  القصص  الناعمة  الملمس  المطلية  بمزاعم  المشفقين  والحادبين  ومعركتهم  في  فضاء  مكشوف  ويعلمها  كل من له  بقية  من عقل  يتدبر  به  كيف  تكون  معارك  تحالف  المخابرات  والتجار  وسماسرة  السلاح  ورأسمالية  الدقيق  والوقود  وأبواق  الإعلام  المخدوع  والمدفوع.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية