شهادتي لله

المغاربة.. بعيداً عن (العنصرية)!!

{ لولا أنّ رحلة الطيران إلى الدار البيضاء “كازابلانكا” تمتد إلى (8) ساعات بالإضافة إلى زمن (الترانزيت) في “القاهرة” أو “دبي” أو ” الدوحة” لكانت “المغرب” وجهة السودانيين السياحية الأولى، بلا منازع.
{ فغير جمال الطبيعة الأخاذ، فإنّ طيبة معشر أهلنا (المغاربة) وتهذيبهم وأدبهم الجم، ورُقي تعاملاتهم الإنسانية واتّساع صدورهم المرحابة للقادمين إلى بلادهم من كل الأصقاع الأفريقية والعربية والأوروبية، يُشجّع السياح على تحمّل مشاق السفر للوصول إلى شواطئ الأطلنطي الساحرة.
{ وإذا كان عدد من أبرز نجوم العالم في مجالات السياسة والفن والرياضة على رأسهم وزيرة خارجية أمريكا السيدة “هيلاري كلينتون” قد خططوا لقضاء عطلة رأس السنة في “مراكش” المغربية (شقيقة كلينتون مقيمة هناك) فإنّ هذا مما يؤكد استحقاق تلك المدينة العربية الرائعة للمركز (السادس) بين جميع مدن وعواصم العالم في استقطاب السائحين، (عفواً هؤلاء لا علاقة لهم بمجموعة (سائحون) السودانية)!!
{ لقد شكّل ملتقى العلاقات السودانية – المغربية الذي احتضنته “الرباط” وشاركت فيه نخبة من رؤساء تحرير الصحف السودانية فرصة مناسبة للتواصل بين السودان والمغرب في مجال الاستثمار حيث كان السفير “أحمد شاور” الأمين العام لجهاز الاستثمار القومي حاضراً ومشاركاً في الملتقى، ونجحت سفارتنا بقيادة السفير “الطيب علي أحمد” والقنصل العام الدكتور “أحمد المبارك” في تنظيم لقاء جمعه بمجموعة من رجال الأعمال المغاربة للترويج لمشروعات اقتصادية واعدة في بلادنا، علماً بأن هناك شركات “مغربية” كبرى تعمل الآن في السودان في مجال التعدين والتنقيب عن الذهب، وأخرى تستثمر في زراعة وصناعة السكر.
{ وكانت زيارتنا للمغرب فرصة للقاء بوزير الإعلام المغربي السيد “مصطفى الخلفي” الذي استقبل رؤساء التحرير السودانيين في مكتبه وتحاور معهم لأكثر من ساعة فاتحاً صدره للإجابة بتمهُّل على جميع الأسئلة ومحاور النقاش المفتوح دون ضيق أو ملل.
{ وزير الإعلام المغربي عمره لا يتجاوز “الأربعين” وهو من إسلاميي حزب العدالة، وعمل صحفياً قبل أن يتم تعيينه وزيراً قبل عام بعد فوز الإسلاميين في المغرب بأغلبية البرلمان، ليصبح زعيمهم “بن كيران” رئيساً للحكومة الائتلافية التي تجمع في بطنها عدة أحزاب وتنظيمات سياسية.
{ في “الرباط” التقينا أيضاً بنقيب الصحفيين الأستاذ “يونس مجاهد” وهو من قبيلة (اليسار العلماني)، بينما نائبه في النقابة (إسلامي)!! لكنهما لا يختلفان مطلقاً في قضايا (الحريات) والدفاع عن وحدة التراب المغربي.. فلا مجال للمزايدة وإفساح أي مجال لأي مطالب أو إشارات (انفصالية) في قضية (الصحراء الكبرى) وتمرد (البوليساريو)، أما عندنا في السودان فكل من هبّ ودبّ يمكنه أن يهدد بالحكم الذاتي والانفصال و(المتمردون) بعدد الحصى والرمل!!
{ المغرب بلد جميل.. لكن شعبه أجمل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية