تقارير

“عوض بن عوف” ضابط الاستخبارات والدبلوماسي

يدخل القصر.... في وظيفة الرجل الثاني

الخرطوم : وليد النور

أصدر رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” أمس (السبت) مرسوماً جمهورياً بتعيين الفريق أول ركن “عوض محمد أحمد بن عوف” نائباً أول لرئيس الجمهورية مع احتفاظه بحقيبة وزارة الدفاع ، إلحاقاً للقرارات التي أصدرها “البشير” عشية (الجمعة) لإصلاح الوضع السياسي الراهن ، وتهيئة المناخ للانتخابات المزمع إجراؤها في العام المقبل 2020.
وشغل “عوض بن عوف” منصب وزير الدفاع منذ الثالث والعشرين من شهر أغسطس 2015م ، ولم تشمل رياح التغيير التي أطاحت بحكومتي الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” ، ولاحقاً حكومة “معتز موسى” ، تغيير ” ابن عوف” ، وكلا الحكومتين لم تكمل أي منهما عاماً واحداً، وكانت حكومة “بكري” كونت بموجب مخرجات الحوار الوطني ، الذي استمر ثلاث سنوات ، وشارك فيه أكثر من (50) حزباً سياسياً ، و(37) حركة مسلحة، ومثل برنامج المصالحة السياسية للرئيس “البشير” مع القوى المعارضة بشقيها المدني والعسكري ،بيد أن حكومة “بكري” لم تنجز أهدافها ، ولحقت بها حكومة “معتز” ، عشية أمس الأول ، بعد أن هبت عليها رياح الاحتجاجات ، منذ منتصف ديسمبر الماضي ، فطوت صفحتها ، دون أن تحدث اختراقاً في معالجة أي من الأزمات التي حاصرتها ، أزمة دقيق الخبز والوقود وشح السيولة .
في حديث مقتضب لـ (المجهر) قال المحلل السياسي “الطيب زين العابدين” ، إن الرئيس “البشير” ظل محتفظاً بولائه للجيش، مشيراً إلى أن الفريق أول “عوض بن عوف” قريب عهد بالجيش ولذلك تم تعيينه، ومقراً أن احتفاظه بمنصب وزير الدفاع لأن منصب النائب الأول دائماً ما يمنح الرئيس جزءاً من صلاحياته ومهامه للنائب الأول .
وغادر “ابن عوف” القيادة العامة للقوات المسلحة عقب تقاعده للمعاش، وظن أن حياة العسكرية والانضباط قد انتهت بالنسبة لمسيرته كضابط عظيم بالقوات المسلحة، وانتقل إلى العمل بالخدمة المدنية مستفيداً من خبراته السابقة وكان يعلم أن معارك أخرى في انتظاره، لكن هذه المرة فيها كثير من التكتيك والإستراتيجيات المختلفة ليعمل في وزارة الخارجية، حيث عُين عقب تقاعده سفيراً بالخارجية وعمل مديراً لإدارة الأزمات بالوزارة ، قبل أن يُدفع به سفيراً للسودان بسلطنة عمان ليعود في العام 2015م وزيراً للدفاع خلفاً للفريق “عبد الرحيم محمد حسين” الذي عُين والياً لولاية الخرطوم .
أمس أعلن “ابن عوف” للعمل في منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية خلفاً للفريق أول “بكري حسن صالح” الذي تولى المنصب خلفاً لـ”علي عثمان محمد طه” ، والذي شغل المنصب لأطول فترة يشغلها شخص نائباً أول للرئيس ، شغل المنصب ، خلال فترتين الأولى عقب استشهاد الفريق أول “الزبير محمد صالح” في العام 1998م قبل أن ينتقل المنصب عقب توقيع اتفاقية السلام للدكتور “جون قرنق” الذي شغله لمدة (21) يوماً قبل وفاته ثم شغله النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب حتى منتصف العام 2011م وعقب الانفصال شغل المنصب “علي عثمان محمد طه” للمرة الثانية في تاريخه.
يقول مقربون من “ابن عوف” أنه يعمل في صمت شأنه شأن ضباط الاستخبارات العسكرية الذين لا يميلون إلى الثرثرة، وجاء “ابن عوف” لوزارة الدفاع عقب الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” الذي مكث أكثر من عشر سنوات في وزارة الدفاع، وعمل “ابن عوف” في سفارة السودان بسلطنة عمان.
ولد “ابن عوف” في خمسينيات القرن الماضي بقلعة “ود مالك” من قرى منطقة شمال الخرطوم بحري، والتحق بالكلية الحربية وتلقى تدريبه العسكري بمصر وتخرج في الدفعة(23)مدفعية عمل معلماً بكلية القادة والأركان ،من أبرز أبناء دفعته القائد الشهير بمتحركات العمليات بالجنوب الفريق أول “محمد عبد القادر”، ووزير الداخلية السابق الفريق أول “عصمت عبد الرحمن” .. شخصية “عوض” مازجت بين العسكرية والأمنية والسياسة في آن واحد، حيث عمل مديراً لمكتب سكرتير الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي “عوض مالك”، ثم انتقل بعدها مديراً لجهاز المخابرات الخارجي عندما كان الجهاز منفصلاً «خارجي وداخلي»، كانت مغادرة “عوض” إلى منصب السفير إشارة صريحة إلى تقدير القيادة له فقليل من الضباط يواصل عمله في الخدمة – والتي كان له سهم فيها – في محطات أخرى مثل المجال الدبلوماسي.

السيرة الذاتية
السيرة الذاتية لـ”ابن عوف” إلى أنه من أكفاء الضباط الذين خدموا في الجيش، وعمل مديراً للاستخبارات العسكرية والأمن الإيجابي، نائباً لرئيس أركان القوات المسلحة، وسفيراً للسودان في سلطنة عمان.
وشغل “ابن عوف” سابقاً منصب رئيس الاستخبارات العسكرية وشغل أيضاً منصباً ‏دبلوماسياً في سلطنة عمان بعد تقاعده من الجيش منذ سنوات.‏
ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ أول ﺭﻛﻦ “ﻋﻮﺽ ﻣﺤﻤﺪ أحمد ﺑن عوف”
ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ (23)
ﻗﺎﺋﺪ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ
ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎﻡ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ
ﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻻستخبارات ﻭﺍلأﻣﻦ
ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍلأﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ
ﺳﻔﻴﺮ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻣﺪﻳﺮ إﺩﺍﺭﺓ ﺍلأﺯﻣﺎﺕ
ﻗﻨﺼﻞ ﻋﺎﻡ لسفارة ﺍﻟﺴﻮدان ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ
ﺳﻔﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺴﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎﻥ
وشهد عهده طفرات نوعية في سلاح المدفعية الميدانية والصاروخية
حيث أدخلت في عهده منظومات الصواريخWS-1/WS-2/PHl03 مما صنف السودان وقتها صاحب أطول الأنظمة الصاروخية في القارة الأفريقية.
وشهد عهده أيضاً حصول السودان على مدافع الهاوترز الصينيPLZ-54 صاحب العيار155 ملم
والمدفع الروسيMSTA من أوكرانيا

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية