فوق رأي

والنفسيات ثالثكما

هناء إبراهيم

لما تكون شغال بي تلفون إصدار حديث رهيب عجيب ثم فجأة تجد نفسك (شايل ربيكا استعمال عاشر) سندت بطاريته بورقة ملفوفة ومطبقة عدة طبقات كي تملأ الفراغ بين البطارية ومقعدها وتكمل المجلس…
وألصقت شاشته بـ(صباع أمير) حتى لا تطير فتكشف حجاب الرسائل..
وأن هنالك (لستكة قروش) تعمل على لم شمل الغطاء حتى لا تتبعثر المكالمة ويتبعزق الحديث..
أما التلفون من المنظور الداخلي فهو في حقيقة الأمر لا يستطيع التعرف على شريحتك بسهولة ففي كل مرة تفتحه يطلب منك أن تدخل بطاقة ال إس اي إم (التقول القاعدة جواه دي بطاقة طالب) المهم أن التعامل معه يحتاج إلى كم هائل من الصبر وقدرة عظيمة على التحمل..
تماماً هذه هي الصورة التي ترد إلى مخيلتي عندما أقرأ أو أجد من يتحدث عن تاريخنا الاجتماعي الذي ينحدر من جذور التقدم إلى أن يصل إلى أسفل سافلين..
إذا قمت بقراءة تاريخ أي دولة وطلب مني اختصار وتلخيص ما قراءته بكلمة واحدة لكتبت (تقدم) أو (تطور) أو ما شابه من قراءات..
أما مصيبة أجيالنا هذه أنها تعاصر عهد الذين عجزوا عن توفير ما توفر لهم عندما كانوا في عمر هذه الأجيال..
أنقذونا من المجانية (لأنو الملح دا بقتلنا) وربما لأننا نعاني من الضغط..
فإن كان هذا التخلف (من يوم يومنا… البطن ما فيها وجعة) لكن المبكي هذا التراجع الذي شمل حتى (الإتيكيت الفطري للإنسان)..
والله جد..
صورة أخرى: كأن ترث ثروة أخلاقية وفنية ورياضية ومالية ونظامية وصحية، ثروات عظيمة بلا حدود ترثها من جدك ووالدك ثم تبددها استهتاراً وجهلاً، وغيرك في عالم آخر يرث جهلاً فيبحث عن العلم والبناء فيبني ويبني ويخترع وحين يقرأ تاريخه يعتز بزيادة معدلات التطور عاماً عن عام، وأنت إذا اجتمعت مع تاريخك كانت النفسيات (ثالثكما)..
والله جد..
كمان داير تكذب..
قايلني ما عارفة دموعك ولاّ ما شفت المنديل.
أقول قولي هذا من باب الوجعة والكحة الاكتئابية
وإن كان عن نفسي أنا شخصياً: بفكر فيك وأتأمل
و………
وكل حاجة فيك واحشاني
لدواعٍ في بالي

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية