العاقل من اتعظ بغيره. أيها السودانيون: راجعوا أخبار الدمار في اليمن، تجدونها في الفضائيات وفي غوغل، أو عند من هاجر إليكم من أهل اليمن، واتقوا الله في السودان.
“حنان الميسري” من اليمن غردت في تويتر قالت: (عدن تذبح من الوريد إلى الوريد، وتعبث بها المليشيات بطريقة لم يشهدها تاريخ المدينة مذ خلقها الله. عدن كل يوم اغتيال وبسط ونهب، عدن تختطف فيها النساء ويغتصب فيها الأطفال، ويقتل دعاتها، ويهجر مصلحوها من قبل المليشيات). (انتهى كلام حنان الميسري).
أقول، أنا الهاشمي، معلقاً على كلامها:
حدث هذا الذي تصفه من أمور مرعبة تشيب لها الولدان رغم أن اليمن من قبل ثورته المشئومة لم تكن فيه حركات مسلحة كثيرة على حدوده عدا جماعة “الحوثي”، وكانوا أقلية محاصرة في جبال صعدة. اليوم، كما ترون بأعينكم: حرب أهلية وقتل وجوع وفقدان للأمن ودمار فوق حدود الوصف.
أما أنتم في السودان، فتتربص بكم حركات مسلحة منذ سنين. ولو دخلوا الخرطوم منتصرين فلن يرد الحزب الشيوعي أذاهم عنكم. أصلا الشيوعيون حلفاء تقليديون لأكثر الحركات المسلحة.
وتجمع المهنيين كيان هلامي غير ديمقراطي من الأساس، لم ينتخبه أحد من المهنيين، ولم يفوضه أحد من الشعب، وكل العالم يعرف أنه واجهة للشيوعيين.
فهل من عاقل يقامر بوطنه، بعد الذي صار في اليمن وليبيا وسوريا والصومال من قبل؟ هل من عاقل يطعن نفسه؟ هل من عاقل، يتجاهل كل ما غمر الله الكريم به بلاده من نِعم الأمن والاستقرار والتآلف والوحدة، ويسلم قياده لكيانات هلامية متحالفة مع الحركات المسلحة، بينما باب التغيير والإصلاح متاح للجميع عبر (130) حزباً مسجلة مرخصة، وصحف كثيرة، وانتخابات برقابة دولية على الأبواب.
أكرر: العاقل من اتعظ بغيره. فيا أيها السودانيون: إياكم أن تنخدعوا بدعايات تجمع المهنيين واجهة الشيوعيين، وحلفائه من الحركات المسلحة، إياكم، فإن الندم لو أصبح السودان كاليمن اليوم لا قدر الله، الندم حينها سيلازمكم لأجيال لكن لن ينفعكم بشيء. إنما العاقل حقاً من اتعظ بغيره.
رئيس قناة المستقلة في لندن