شهادتي لله

في انتظار الحلقة (الأخيرة)

{ تحتضن العاصمة الإثيوبية “أديس ابابا” اليوم (الجمعة) قمة جديدة بين الرئيسين “البشير” و”سلفاكير”، بوساطة رئيس وزراء إثيوبيا “هايلي مريام ديسالين” لحسم الخلافات حول (تنفيذ) اتفاقية التعاون المشترك بين السودان والجنوب، بالإضافة إلى الاتفاق بشأن ملف “أبيي” الشائك.
{ ورغم أننا كنا نظن أن اتفاقية الترتيبات الأمنية بين البلدين، التي تم توقيعها ضمن حزمة اتفاق التعاون المشترك، قد حسمت أمر (فك الارتباط) بين الجنوب والفرقتين التاسعة والعاشرة (المتمردتين) في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وبهذا قال وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية والسياسية في حينها، إلاّ أن عجائب السياسة في بلدينا جعلتنا نكتشف فجأة أن الاتفاق السابق يحتاج إلى (دعم) باتفاق جديد حول (فك الارتباط)!!
{ لقد طال أمد التفاوض بين السودان والجنوب، وتكاثر علينا الوسطاء، وذاع وعم خبر الشقاق المستمر (قبل) و(بعد) توقيع الاتفاقيات، حتى صرنا نتوقع اتفاقاً بعد كل اتفاق، ثم (لا) تنفيذ، و(لا) تقدم و(لا) تطبيع و(لا) يحزنون!!
{ هذه القمة ينبغي أن تكون آخر القمم في هذا المسلسل (التركي) طويل الحلقات، وصولاً إلى حلقة ختامية مشحونة بالرومانسيات، تنهي مشاهد (الخيانة) والتآمر التي تحفل بها دراما الأتراك!
{ إن اتفاقية (كامب ديفيد)، التي غيرت مسار التاريخ، واتجاهات السياسة الدولية في منطقة الشرق الأوسط، بل وامتدت آثارها وتأثيراتها إلى الكثير من دول العالم، لم تستغرق مفاوضاتها سوى (12) يوماً فقط، فعلام تتفاوض حكومتنا مع حكومة الجنوب لعام ونصف العام بعد إعلان استقلال الدولة الوليدة؟!
{ وقع الرئيسان المصري “محمد أنور السادات” والإسرائيلي “مناحيم بيغن” في سبتمبر 1979 على اتفاقية السلام بين البلدين في منتجع “كامب ديفيد” الأمريكي، بإشراف الرئيس “جيمي كارتر” بعد (12) يوماً من المفاوضات المستمرة والمباشرة، بينما لا يتردد كبار قادة حكومتنا في الذهاب إلى “أديس أبابا” ولو كل (خميس) و(جمعة)، وإلى ما لا نهاية من الأيام والشهور والسنين!!
{ ندعو الله العلي القدير أن تكون آخر قمة بين الرئيسين “البشير” و”سلفاكير” للتفاوض حول القضايا العالقة، لتكون القمم القادمات في إطار تطبيع علاقات الأخوة والصداقة والمصير المشترك.
{ ندعو الله العزيز المقتدر أن يوافق الرئيسان على استئناف ضخ النفط (الجنوبي) في أنابيب (الشمال) أثناء انعقاد القمة، وأن يتفقا على تقسيم مساحة (أبيي) طولاً وعرضاً، وإغلاق هذا الملف نهائياً، وأن تنتهي الاجتماعات إلى ما يسر ويفرح أهل السودان. آمين.
{ جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية