الخرطوم – المجهر
ظل أبناء جبال النوبة يشاركون في الثورات الوطنية ضد الاستعمار في السودان منذ فجر التاريخ وقدموا أرتالاً من الشهداء من أجل أن يبقى السودان علماً بين الأمم، ولكن عندما نال السودان استقلاله ظلت الحكومات الوطنية المتعاقبة لا تهتم بمنطقة جبال النوبة بالمدارات التي عاشت فيها بالرغم من أنها وضعت تحت قانون المناطق المقفولة من قبل الاستعمار لمدة (30) عاماً تأديباً لأهلها ولمشاركتهم في مقاومة الغزو الأجنبي بالسودان.
وقال عضو هيئة علماء السودان «كنده غبوش الإمام» إن منطقة جبال النوبة بعد الاستقلال لم تجد حقها من التنمية والاستقرار والخدمات الأساسية وتعرضت إلى حروب دامية لفترات مختلفة .
وأدت تلك الحروب إلى نزوح جماعي لأبناء النوبة خارج المنطقة، وأشار «كنده» إلى أنه في خضم اتفاقية السلام الشامل بالسودان عام 2005 بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية وبموجبها تم فصل الجنوب وأصبحت قضية جبال النوبة لا مع هذا ولا ذاك وصارت قضية المنطقتين وكانت الحرب الدامية في 6/6/2011م أيضاً قدم أبناء النوبة أرتالاً من الشهداء لم يكرمهم مدير منظمة الشهيد في احتفالاتهم مؤخراً بكادوقلي.
ولفت «كنده» إلى أن محاولات كثيرة جرت حول مفاوضات السلام للمنطقتين استمرت لأكثر من (15) جولة غير أنها جميعها باءت بالفشل، وأشار إلى أنه خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد من المظاهرات والاحتجاجات جرت محاولات من قبل المعارضة بشأن مشاركة أبناء النوبة في تلك الأحداث غير أن قياداتها استطاعوا صدهم ورفض الإغراءات وشعارات «تسقط بس» مطالباً في الوقت نفسه شورى الوطني بأن ينصفوا أبناء جبال النوبة وتعويضهم على ممتلكاتهم وإعادتهم إلى ديارهم وإفساح المجال لقياداتهم بالمشاركة في إدارة الدولة خاصة في مراكز اتخاذ القرار برئاسة الجمهورية.