.. قبل أيام قليلة فقط ودعت الكلاكلة أحد وجوهها المحبوبة وأحد أبنائها البررة المشهود لهم بالصلاح والاستقامة وحسن الخلق الذي أهله ليكون نجماً بين أهله وذويه ومعارفه وزملائه في كل مكان، وإن فاز بصحبته أكثر خلال سنواته الأخيرة جيرانه وأهل مسجدهم الذين حولوا سرادق عزائه إلى رقعة بشرية دافئة بتعديد مآثره التي امتدت من جهد والده الشيخ العابد الزاهد التقي “الحاج أبايزيد عمارة” صاحب الجهد الأوفر في بناء هذا المسجد، الذي استدار الزمان لينقل صلاح الأب إلى الابن فأصبح من أصحاب الرقاب الطويلة يوم القيامة كما بشر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لمن تعهد بإقامة الأذان للصلاة، وقد شهد الجميع بالأمس أن الراحل “محمد أبايزيد” كان أحد هؤلاء الذين يعلو صوتهم بدعوة الله الخالدة فجر كل صباح ليتجه بعدها لملء صهاريج مياه المسجد بنفسه ودون أي معاون معه ليتوضأ بمياهها الناس .. ولا غرو أن يفوز مثل هذا الرجل المتواضع مع الجميع بمحبة الناس، وهو الذي سجل اسمه في سفر نشاط العلاقات العامة بالبلاد يوم أن تلقفته شركة كنانة للسكر (وهو لازال يافعاً يحمل في يديه شهادته الجامعية ضمن قلة درسوا آنذاك علم العلاقات العامة ) ليؤسس لها مع نفر قليل معه إدارة للعلاقات العامة، فنجح في مهمته حتى أضحت هذه الإدارة أنجح إدارة علاقات عامة في تاريخ البلاد، وبهذا النجاح أصبحت الوجهة الأولى لطلاب العلاقات العامة عندما يطالبون عبر جامعاتهم بتقديم بحوث تخرجهم حول نموذج ناجح لإدارات العلاقات العامة، ومن حظ هؤلاء أن كان هذا الرجل هو من يشرف عليهم ويضع بصمته المهنية على تجربتهم .. جدير بمثل هؤلاء أن يكرموا من قبل الجهات التي استفادت من بذلهم وعطائهم وصدق عملهم وتفانيهم فيه حتى أفنوا زهرة شبابهم ليعلو قدر هذه الجهات ويزدهر حالها .. رحم الله “محمد أبايزيد” وأكثر من أمثاله خلقاً وصدقاً وتفانياً في خدمة البلاد وأهلها .. وليصبر المولى عز وجل كنانة والكلاكلة لفقده الجلل ..
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
اللهم أحفظ السودان .. !!
2021-06-12
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12