{ أين تقع الثقافة والفنون في خارطة اهتمامات الدولة ؟ سؤال طرحناه مراراً وتكراراً ومازلنا ننتظر الإجابة عنه بصورة عملية. فهل نتوقع أن نسمع قريباً ما يسعدنا ويسعد أهل الثقافة ورموز الإبداع ؟!!.
{ أنا شخصياً لا أتوقع في القريب العاجل ولا حتى في البعيد أن أسمع ما يسعد المبدعين ويخرجهم من مدار الإحباطات المتواصلة لأن من يقودون وزارات الثقافة الآن لا علاقة لهم بهذا القطاع، فهم كما يعلم الجميع أتت بهم موازنات سياسية وترضيات حزبية لذلك نراهم جالسين في كراسيهم بكل جمود وبرود ويدورون حول أنفسهم في الفاضي .
{ الإعلامي القدير “حسين خوجلي” هو بحق من طراز فريد ونوعية نادرة من الإعلاميين الموجودين في الساحة الآن، ليس فقط لكفاءته المهنية وثقافته الموسوعية التي جعلته أفضل من يكتب بالقلم، وليس لقدراته الفائقة في إدارة الحوار وعبقريته المتوهجة التي جعلته أحد الذين أجادوا فن إعداد وتقديم البرامج على المحطات الفضائية والإذاعية، وإنما لقناعاته الفكرية وحبه الشديد للإعلام بأضلعه الثلاثة (مقرو ومرئي ومسموع) بالإضافة لتقديره للإبداع بشتى ضروبه واحترامه لأهل الفن (المأصلين والمفصلين) كبارهم وصغارهم .
{ ألف رحمة ونور تنزل عليك في قبرك أيها الراحل المقيم “صلاح محمد عثمان يس” راعي المبدعين ومؤسس منتدى نادي الخرطوم العالي من بعدك الحكاية (خربت) والشغلة (جاطت ) ، والمنتديات أصبحت مجرد ليالٍ للغناء الهائف والتسلية والتهريج والتكسب من وراء دعاوى تكريم المبدعين، بل إن معظم هذه المنتديات فشلت حتى في التسلية الرخيصة ، فظلت تصيبنا بالرتابة والملل والبلاهة. بل وتزيد طين الإحباط في دواخلنا ، و( العائلي ) في هذه الأيام المظلمة فقد قيمته وتحولت لياليه الباهرة في أيامك إلى حراك أشبه بـ( لعب العيال ).
{ حقاً افتقدناك في هذه الليالي الظلماء أيها البدر “صلاح يس”
{ وضوح أخير :
{ كيف يمكن أن تنصلح الأحوال في الأوساط الثقافية، وكيف للمبدعين أن يجدوا حظهم من الرعاية والاهتمام مازالت أمانة الفكر والثقافة بالحزب الحاكم يقودها ( الفاتح عز الدين ) رغم سقطته الأخيرة والشهيرة ( التهديد والوعيد ).
{ وكيف يمكن أن يشتعل الحراك الثقافي والإبداعي من جديد بمسارح الخرطوم وإدارة الثقافة بولاية الخرطوم يجلس في كرسيها “عابد سيد” بعد فشله في ( إدارة فضائية الخرطوم ) وفشله حتى في إدارة برنامج تقليدي بفضائية أنغام .
{ حقاً هذا زمانك … !!