تقارير

بمعاونة الاستخبارات الأردنية: الأجهزة الأمنية تتمكن من تحرير ضابطين أردنيين في منطقة كبكابية

ببشرتيهما الصفراء التي حولتها شمس كباكبية بولاية شمال دارفور إلى اللون البرونزي، دلف ضابطان أردنيان بقمصانهم الصفراء وشعر رأسيهما الذي بدا أنه هُذّب على عجل إلى قاعة كبار الزوار بمطار الخرطوم الدولي وهم محاطان بعدد من أفراد بعثة (اليوناميد) وبعض ضباط يتبعون للأجهزة الأمنية الأردنية ودبلوماسيين من السفارة الأردنية وضباط أجهزة الأمن السوداني، حيث ينتظر الصحفيون ومراسلو الوكالات العالمية المختلفة منذ الساعة الواحدة ظهراً بعد أن وجهت لهم الدعوة من قبل مكتب الإعلام التابع لجهاز الأمن الوطني.
وبينما عقارب الساعة تزحف نحو الثالثة عصراً وعيل صبر بعض الصحفيين انتظاراً، جاء أحد ضباط الأمن وأخبرهم أن الطائرة قد غيرّت مسارها وحطت رحالها بحاضرة ولاية شمال دارفور الفاشر، لكنها الآن في سماء الفاشر وتتجه للخرطوم. وفي الأثناء جاء الضابط نفسه ليخبرهم أن إدارة الإعلام لديها بعض التنوير بشأن الموضوع، وبعد أقل من دقيقتين دخل للقاعة مسؤول الإعلام محيياً الصحفيين ومعتذراً عن التأخير، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية أحرزت نجاحاً في عملية تحرير اثنين من ضباط الصف الأردنيين الذين يعملون في بعثة (اليوناميد) في الإقليم، مشيراً إلى أن الضابطين الأردنيين تم خطفهما من قبل عصابات مسلحة منفلتة من شهر أغسطس العام الماضي وأنهم بمساعدة البعثة تم تحرير الرهينتين بسلام.
وبعد نصف ساعة تقريباً دلف للقاعة القائم بالأعمال الأردنية “رياض النجاد” وتوجه للمنصة مشيداً بالمساعي التي بذلتها الحكومة السودانية ممثلة في أجهزتها الأمنية والشرطية في عملية تحرير الضابطين “حسن مزاودة” و”جاسم السرحان”، مطمئناً أن الرهينتين يتمتعان بحالة صحية جيدة.
ولفت “النجاد” إلى أن عملية إطلاق سراح الرهائن جاء نتيجة لجهود بذلتها الأجهزة الأمنية السودانية بجانب الأجهزة الأمنية الأردنية التي جاءت للإقليم للمساعدة في عملية التقصي والتحقيق خلف اختفاء الضابطين الأردنيين، مرسلاً التحايا والإشادة لبعثة (اليوناميد) وأجهزتها التي بذلت جهوداً كبيرة في تقديم يد التعاون حتى تتم العملية بصورة ناجحة.
ويبد أن عملية تحرير الرهينتين تمت دون إلقاء القبض على الجناة وهو ما أكده ممثل (اليوناميد) “محمد يونس” خلال مطالبته السلطات في الخرطوم ببذل مزيد من العمل للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة. وأكد ممثل البعثة في المؤتمر الصحفي عقب وصول الرهينتين أن البعثة بالتعاون من الأجهزة الأمنية السودانية بذلت جهوداً جبارة في عملية فك الضباط الأردنيين التابعين لها.
وقد أعلن رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي السابق “إبراهيم قمباري”، في تصريحات سابقة أن ما يتعرَّض له موظفو منظمات الإغاثة الدولية في دارفور يثير القلق حتي بدا ظاهراً أن أياً من موظفي المنظمات الدولية والأجانب في حاضرة ولاية جنوب نيالا إذا أراد أن يشتري شيئاً من مطلوباته يتحرك معه رتل من عربات (الدفع الرباعي والكمندرات) من حاملات الجنود.
وقد تعرضت بعثة (اليوناميد) منذ أن وطئت أقدامها أرض دارفور لعدد من عمليات الاختطاف وكان أشهرها اختطاف اثنين من الموظفين المدنيين التابعين للبعثة من مقر عملهما في زالنجي في 29 سبتمبر من العام 2011 وفي 17 أكتوبر العام الماضي أصيب ثلاثة من أفراد شرطة (اليوناميد) بجروح خطيرة وتم إختطاف سيارتهم في منطقة “فبو” في جنوب دارفور، وفي مطلع أبريل من عام 2010 كان أربعة من عناصر قوات حفظ السلام في الإقليم تعرضوا للاختطاف، هما رجلان وامرأتان من جنوب أفريقيا، وجاء إطلاق سراح الأربعة بعد أكثر من أسبوعين من اختفاء أثرهم في جنوب دارفور.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية