.. لا أدري لماذا يلوذ الزعيم “محمد عثمان الميرغني” زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي، بكل هذا الصمت الغريب تجاه قضايا الراهن السياسي، على نحو يشعر الناس بعدم وجوده تماماً في الساحة، وهو زعيم الحزب التأريخي الأكبر في تأريخ البلاد، بل وإنه يمثل وعبر تخلخله الكبير في النسيج الاجتماعي للمجتمع السوداني، حزب الوسط الذي استطاع أن يوجد له مكاناً مرموقاً وسط المثقفين وأصحاب الياقات البيضاء، بمثل ما احتل مكاناً متقدما بين عامة المجتمع بمختلف إثنياتهم وثقافاتهم وبيئاتهم الجغرافية بأكثر من ما حصل عليه أي تكوين تنظيمي آخر، وهي الوضعية النادرة التي تجعل لهذا الحزب امتدادات تكاد أن تصل لكل المجموعات البشرية بوحداتها الأسرية الكبيرة والصغيرة، وذلك عبر انتماء متوارث يجد له شرعية وقبول من جيل إلى آخر يليه وآخر يرثه على وجه سلس لا خلاف فيه ولا جدال .. وبالطبع فإن مواصفات كهذه تعطي وبلا شك لقادة مثل هذا التنظيم فرصاً كبيرة للأخذ بزمام المبادرة في قيادة القطاعات الشعبية وتوجيهها إلى ما تراه منسجماً مع أهدافها التي تهدف هي الأخرى لخدمة البلاد وشعبها .. ولكن يبدو أن “الميرغني” قد آثر ومنذ وقت الابتعاد عن هذه الدائرة والتعامل بأطراف أنامله مع أحداثها ومستجداتها، إلا أن ما يقلق هنا أن يظل “الميرغني” ملتزماً هذه الحالة صامتاً فيها كما وجماد الأرض حتى ولو وصلت الأمور إلى حد الخيار الصفري الذي يحتاج معه الناس لشيء من الحكمة .. أياً كان هذا الشيء .. أي شيء يا أبو جلابية حتى ولو كان (دخان مرقة) أو (وجع ولادة كاذب) ..