.. تعرفون القصة يوم أن قام خمسة رجال من قريش هم “هشام بن عمرو، وزهير ابن أميه، والمطعم بن عدي ،وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود”، وقد عابوا على قومهم ما فعلوه ببني هاشم من حصار شديد فاتفقوا على نقض صحيفة المقاطعة، فطاف “زهير” بالبيت سبعاً ونادي في أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع منهم ..؟؟ !! .. والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة، فعارضه “أبو جهل” فقام أصحاب “زهير” الأربعة ووافقوه على رأيه، وقالوا : إنهم لا يرضون ما كتب في الصحيفة ولا يقرونه، فقال “أبو جهل” هذا أمر قضى بليل وقطع فيه بغير هذا المكان، فقام “المطعم” ليشق الصحيفة فوجدها على الصورة التي أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم عنها: قد أكلت الأرضة كل ما فيها إلا اسمه تعالى، وبذلك خرج بنو هاشم وبنو المطلب من الشعب وعادوا إلى مكة في السنة العاشرة من البعثة .. وشاهد الأمر هنا أن فوجئ الناس هكذا بغتة بأن عدداً من الصحفيين قد تمت دعوتهم إلى حضرة السيد الرئيس “عمر البشير”، وقد جلسوا متحلقين حوله يستمع إليهم في هدوء وصبر وهم يتبارون في نقل قضايا الصحافة وأزمة الراهن السياسي والرجل في هدوئه يستمع ويدون على صحيفة أمامه و إذا أخرج كلاً منهم آخر ما في جعبته ( بضم الجيم ) تحدث صاحب الدعوة مجيباً عليه سؤاله.. آلام الصحافة الورقية ودورها و أدوات خنقها الجمركية والجبائية و الوضع الأمني والتظاهرات و قانون النظام العام والقوانين المقيدة للحريات والإجراءات العقابية ضد منتسبي الصحافة والعمل الإعلامي .. واستجابة فورية من الرئيس بإطلاق بعض من هؤلاء من رهن الاعتقال وحديث منه اتجه لطمأنة الحضور المشارك بتجاوز المشهد الحالي إلى آخر معافى سياسياً وإعلامياً واجتماعياً وشهادة رئاسية بدرجة (180) سقوط في تطبيق قانون النظام العام وورقة بختم الرئاسة يمسك بها سعيداً منتصراً رئيس اتحاد الضيوف ليقابل بها في الصباح أهل الجمارك والجبايات .. والجميع خرج مباركاً من يلبس منهم العمامة الكبيرة وتلك الطاؤوسية بذيلها المزخرف بألوانه و هذا ببنطاله وقميصه (الزاهر المخطط ) و ذاك الذي اكتست حلته بوهج النجوم وأهل النخبة .. شيء عظيم فلننتظر إذاً المشهد القادم و لنرى ما سنشاهد فيه وإن كان الذي تم بالأمس لم نشاهده إلا سماعاً .. لا صوت ولا صورة ولا صحيفة على الجدار و صوت “أبو جهل” البغيض لا زال يشق صمت الزمان .. أمر دبر بليل .. و صفحة أخري تضاف إلى الصحيفة المرفوعة للكبار بأجندتها الثلاثة .. الحريات الدينية وحرية الرأي والقوانين المقيدة للحريات .. مبروك فخامة الرئيس .. كنت حقاً قمراً مضيئاً في سماء بلا نجوم ..
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
اللهم أحفظ السودان .. !!
2021-06-12
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12