ود مدني : زهر حسين
كشفت جولة (المجهر) داخل عدد من المستشفيات الكبيرة ،والريفية ،والمراكز الصحية ،والوحدات الصحية ،وصيدليات الخط الأول للتأمين الصحي، والصيدليات التجارية المتعاقدة مع التأمين الصحي، كشفت عن ندرة في أصناف كثيرة من الدواء، بولاية الجزيرة على مستوى الأصناف لعلاج الحميات والملاريا والالتهابات وغيرها من الأمراض .
بجانب ندرة في أدوية الأمراض المزمنة الضغط والسكري بصيدليات التأمين الصحي ،فعمدت إدارة التأمين الصحي لتوجيه المرضى لصيدليات الخط الثاني (التجارية ) المتعاقدة مع التأمين بدلا عن صيدليات الخط الأول المخصصة للتأمين . وكشف ذلك عن أزمة عامة بالدواء بحاضرة ولاية الجزيرة ود مدني في عدد كبير من الصيدليات سواء داخل المستشفيات والمراكز وخارجها عبرت عنها الصفوف المتراصة داخل الصيدليات للحصول على أسط أنواع العقاقير المسكنة .
بجانب الندرة سجلت أسعار الدواء ارتفاعاً وصف بالجنوني ، يمكن تضمين أسبابه ضمن مجموعة الأزمات التي تمر بها البلاد . أحد أصحاب الصيدليات الكبيرة داخل السوق الكبير بود مدني أغلق أبواب الصيدلية في وجه المرضى ظهر (الخميس) الماضي بحجة أن لديه سقف محدد لصرف الدواء بالنسبة لمتلقي الخدمة عبر التأمين الصحي خلال اليوم. و ذلك لأسباب عامة متعلقة بارتفاع أسعار الدواء ومرد ذلك اللازمة العالمية والأزمات الداخلية التي يمر بها السودان .
الدكتور (خ .أ) أحد أصحاب الصيدليات قال في حديثه لـ(المجهر) إن هناك مشكلة في عدم توفر الدواء ترجع لعدم كفاية التصنيع الداخلي ( المحلي )لأصناف كثيرة من الدواء، كما أن الاستيراد (الشركات الخارجية) يعتمد على العملات الصعبة وهذا غير متوفر في السودان حالياً ، فإذا استوردنا الدواء من الخارج وخصوصاً هذه الأيام سوف يؤدي هذا لرفع أسعار الدواء وهذا ما لا يتحمله المواطن حتى في حال التعاقد مع إدارة التأمين الصحي بالولاية من أجل توفير الدواء. سيكون بسعر أعلى من السعر الذي يحصل عليه المريض من صيدليات الخط الأول التابعة للتأمين الصحي . المواطن “النعيم مصطفى” اشتكى من عدم توفر كثير من الأدوية في صيدليات التأمين، وقال إن هذه الصيدليات تقوم بتحويلهم للصيدليات التجارية في السوق عن طريق تذكره صغيرة تتضمن الصنف المعني من الدواء والمبلغ ، بيد أن هناك فرقاً كبيراً في السعر بالإضافة إلى أن الموظف المعني في الصيدلية يطلب منك إجراءات إضافية كأن يطلب منك تحويله وختم من صيدلية التأمين بالإضافة لفرق السعر بين صيدلية الخط الأول والخط الثاني وارتفاعه بصورة كبيرة بالرغم من حرص التأمين على تقديم الخدمة للمؤمن عليهم إلا أن ذلك يتطلب المزيد من أجل تجويد الخدمة . و هذه الصيدليات تبعد في أحيان كثيرة عن أماكن تلقي الخدمة (المستشفيات والمراكز) .
المواطنة “بخيتة علي” ذكرت أنها تعاني من مرض الضغط ،وتشكو من عدم توفر الحبوب المنظمة للضغط في صيدليات التأمين، بعد نقلها لصيدليات الخط الثاني واجهتها مشكلة التحويل وارتفاع السعر على الرغم من اختلاف الشركات المصنعة له ،فهناك اختلاف كبير في السعر من صيدليات التأمين، وقالت “بخيتة” إنها تستخدم لتنظيم الضغط حبوب (zartan16 ) الشريط الواحد سعره (50) جنيهاً في الصيدلية التجارية إلا انه في صيدلية التأمين يصرف لها atcan16 من شركة أخرى لانخفاض سعره وتوفره .
من جانبه أكد دكتور “عباس” المدير التنفيذي لإدارة التأمين الصحي بولاية الجزيرة ، أن أسباب ارتفاع الدواء تعود لأسباب خارجية وهي المشكلة الاقتصادية بصورة عامة فالتضخم وارتفاع أسعار الدولار زادت أسعار الدواء.
وقال إن الأهم توفير الخدمة للمواطن لجهة أنها واجب وذلك بتوفير احتياجاتهم من الأدوية ، لذا توسعت إدارة التأمين في صيدليات الخط الثاني رغم ارتفاع أسعارها ،ولكن يمكن القول إن ارتفاع سعر الدواء شكل زيادة على كل الصيدليات وقد قمنا بزيادة الصيدليات ونفذنا الحاجة بنسبة (100%) وأي نقص نحوله لصيدليات الخط الثاني مباشرة، وهناك تذبذب في كمية الدواء مرة يزيد ومرة ينقص حسب الوفرة على حد تعبيره . وأضاف إن هناك فرقاً كبيراً في أسعار الدواء بين صيدليات الخط الأول التابعة للتأمين الصحي بالولاية وصيدليات الخط الثاني التجارية وتسبب في فجوة كبيرة و تشكل عبئاً على الميزانية لا يمكن تغطيته لكن كل ذلك من أجل توفير الخدمة للمؤمن لهم . دكتور “وليد الصديق محمد” مدير الخدمات الصحية بالإدارة التنفيذية للتأمين الصحي بولاية الجزيرة كشف عن أسباب التعاقدات على مستوى الصيدليات والمراكز يرجع للتغطية السكانية وذلك لأن عدد المؤمن عليهم زاد من (42-47.2)% من السكان، ومن المتوقع أن نصل إلى (2300) بطاقة كما أن هناك زيادة في الطلب على الخدمة، لذلك فإن الصيدليات لا تستوعب الطلب على الخدمة والتردد المتزايد لذلك زدنا عدد مواعين الخدمة من المراكز الصحية والمستشفيات وجميعها تهدف لزيادة التغطية بحلول 2020 بالتالي يتطلب هذا العدد زيادة في مواعين الخدمة. وان نعطي الأولوية للقطاع العام من مراكز صحية ووحدة رعاية صحية أولية (شفخانات) ، أكد وليد أن الإدارة تستهدف هذه السنة زيادة عدد المرافق لتقديم خدمة طبية ممتازة عبر(73)صيدلية . وعن فرق أسعار الدواء في الصيدليات التابعة للتأمين الصحي والصيدليات التجارية قال دكتور وليد إن الإدارة تحصل على الدواء عن طريق الإمدادات الطبية بكميات كبيرة وبأسعار أقل، فالفرق ليس في الجودة بل لاتفاقهم مع الإمدادات الطبية بتوفير الدواء وبأسعار أقل من أجل خدمة ومصلحة المؤمن عليهم. وقال إن الفترة الماضية تأثر الدواء بصفة عامة وذلك بسبب المشكلة الاقتصادية بصفه عامة مما أثرت على الدواء وإن شركات الإمدادات الطبية أحجمت عن شراء الدواء مما سبب مشكلة تدني نسبة التنفيذ لتصل إلى (54%).حسب الوضع الاقتصادي و أدى لتدخل بنك السودان المركزي بإلزام الشركات بأن تمنحه الدواء بسعر أقل .
تحدث دكتور “وليد” بصفه عامة عن التغطية للسكان بالتأمين الصحي بولاية الجزيرة، وقال إن نسبة التغطية وصلت إلى (47.2%) إلى شهر ديسمبر الماضي، وذلك لإدخال الشرطة ضمن التأمين الصحي ما زاد نسبة التغطية إلى(50%) . أما عن الأدوية التي تقع داخل وخارج التأمين الصحي، ذكر دكتور “وليد” أن هناك قائمة بالأدوية يتم تحديثها سنويا ففي العام 2018 كانت تحتوي على(602) صنف تم تحديثها في العام 2019 إلى (690) صنفاً بزيادة (88) صنفاً مع أن قائمة منظمة الصحة العالمية تحتوي(280) صنفاً، ولكن كل ذلك من أجل إرضاء المؤمن لهم . وأضاف نقدم بصفة عامة في المستوى الأول خدمات الرعاية الصحية الأولية (الشفخانات) ومراكز صحة الأسرة والمستشفيات الريفية مجاناً ما عدا الدواء الذي يساهم فيه المؤمن عليهم بنسبة (25%) والمستوى الثاني المستشفى الريفي أو المدينة كل العمليات والفحوصات المعملية والتشخيصية مجاناً للمرضى عدا الدواء يتحمل فيه المريض نسبة (25%) .
والمستوى الثالث المستشفيات المتخصصة (الكلي -القلب-الذرة ) فالعمليات الدقيقة مثل القلب المفتوح وجراحة الشرايين والأطراف الصناعية والعظام كلها خارج التأمين.