الديوان

(خضروات وفواكه) تباع على الأرض ووسط بيئة قذرة.. (الأمراض تبدأ من هنا)

في تحقيق ميداني لـ(المجهر)

الخرطوم_ زهور سليمان
من بين المستنقعات الآسنة.. وأرتال الذباب والكائنات الصغيرة.. ووسط أنظار ضباط المحلية وموظفيها يفترش كثير من الباعة خضروات وفواكه يشتريها المواطن (المغلوب) من بين عوادم السيارات وذرات الغبار التي تتناثر و(تغبش) وجه تلك الخضروات.
رغم تشديد كثير من المسؤولين على أن صحة المواطن بمثابة خط أحمر إلا أن ما نراه ماثلا أمام أعيننا ويتمشى بين الناس صباحا ومساءً ينبئ عكس ذلك.
جولة لـ(المجهر) كشفت عن كثير من تلك الخروقات الصحية في الشوارع والأسواق ولا تجد من يوقف هذا العبث بأرواح الناس ولاحظت أن اغلب البائعين بعيدون تماما عن الاشتراطات الصحية المطلوبة، ولكنهم رغم ذلك يعملون في بيع هذه المواد للناس دون رقابة أو جهات تتيقن من استيفائهم شروط البيع..
أمراض على الأرض
خضروات.. فواكه.. مواد غذائية.. وفي الأحيان خبز طازج، ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍلأﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮن بعض البائعين لها يحملون بعض الأمراض التي تنتقل عن طريق تلك الأغذية المعروضة على قارعة الطرقات.
تقول السيدة (م. ن): ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﻘﺎ ﺃﻥ ﺗﻨتشر ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺮأى ﻭﺴﻤﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺑﻮﺍﺟﺒﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ.
ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﺸﻮﻩ ﻣﻨﻈﺮ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺗﺠﺪ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺒﺎﻋﺔ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻣﻜﺎنا ﻟﺒﻴﻊ ﺧﻀﺮﻭﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺤﺎﺭﻗﺔ ﻭﻋُﺮﺿﺔ ﻷﺩﺧﻨﺔ ﻭﻋﻮﺍﺩﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻐﺒﺎﺭ، أﺻﺒﺤﺖ إﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﻓﻜﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍلأﻣﺮﺍﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍلأﺧﻴﺮﺓ ﻭﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍلأﻣﺮ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺳﻴﺌﺔ. وأضافت: ﻳﺠﺐ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺟﻮﺩ ﺳﻮﻕ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ إﺫﻥ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺷﻜﻼ ﻭﻣﻀﻤﻮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍلأﺭﺻﻔﺔ ﻭﺿﻤﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ
ﻭﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺭﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﻮلين ﻟﻠﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺸﻮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﺞ ﻫﻮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍلأﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﺪﺧﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺰﺩﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻠﻮﺙ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺤﻜﻢ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ أﻣﺎﻛﻦ ﻋﺒﻮﺭ ﻟﻠﻤﺎﺭﺓ ﻭﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺑﺎﻋﺔ ﻟﻠﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺳﻮﻕ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﺨﻀﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﺃﻭﺿﺢ “أحمد محمد” ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ، ﺃﻥ ﺍلأﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﻭﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺿﺎﺭﺓ أﻭ ﻣﻮﺍﺩ ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺳﺎﻣﺔ أﻭ ﺗﻠﻮﺕ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﺑﻀﺮﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ ﺑﺄﻣﺮﺍﺽ ﻋﺪﺓ ﺍﻗﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻤﻢ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ، ﻭﺗﺎﺑﻊ ﺃﻥ ﺍﻟتلوث ﻫﻮ ﺗﻨﺎﻭﻝ أﻏﺬﻳﺔ ﻣﻠﻮﺛﺔ ﺑﺎﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ أﻭ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺟﺪا ﻭﻳﺠﺐ ﻋلى ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺤﺎﺭﺑﺘﻬﺎ ﻭﻳﺠﺐ ﻋلى ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ أﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ أﻥ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﺣﺪﻭﺙ ﺍلأﻣﺮﺍﺽ ﻭﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻻﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟتلوث ﻟﻬﺎ أﺿﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﺒﻜﺘيرﻳﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ لأﻥ ﻛﻞ ﺑﻜﺘيرﻳﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻣﺮضا ﻣﻌﻴنا ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻹﺷﻌﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻱ، ﻭﺃﻛﺪ ﻭﻣﻦ أﺑﺮﺯ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ
ﺍﻟﻤﻜﺸﻮﻓﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺴﻤﻢ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﻓﻴﺘﺴﺒﺐ ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ بأﻣﺮﺍﺽ ﺣﺎﺩﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﺪﺓ ﻭﺍلأﻣﻌﺎﺀ.
ﻭﺗﺎﺑﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻭﻳﺠﺐ أﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻋﻲ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺗﻠﻮﺙ ﺍلأﻏﺬﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية