تقارير

إعادة توحيد الحركة الشعبية الفريضة الغائبة

انقسمت إلى ثلاث مجموعات

الخرطوم: فائز عبد الله
بعد أن طوت جوبا، ملف الحرب، التفتت إلى إصلاح التصدعات التي ضربت الحركة الشعبية الحاكمة، وإعادة توحيدها، بعد أن انقسمت إلى ثلاث مجموعات، على خلفية مطالب بإصلاحات سياسية، دفع بها ما عرف لاحقا بمجموعة المعتقلين السياسيين، تزعمهم الأمين العام السابق للحركة “باقان أموم”، ومستشار الرئيس “ربيكا قرنق”، و”دينق الور”، ومجموعة نائب الرئيس السابق “رياك مشار”، والمجموعة الحاكمة الموالية للرئيس “سلفا كير”.
ودفعت كل من تنزانيا، وجنوب أفريقيا، بمبادرة لإعادة توحيد الحركة الشعبية، من أجل الدفع لإنهاء الحرب التي أججها أطراف الحركة المنقسمة، وبعد مضي نحو عامين من الاقتتال أبرمت اتفاقية أروشا إلى استضافتها تنزانيا، كما وقعت الأطراف على وثيقة إعلان القاهرة لتوحيد الحركة، وثمة محاولة بذلت من كمبالا، بيد أنها باءت بالفشل.
فزاعة الانتخابات
ودفع “دينق الور” بمبادرة لإعادة توحيد الحركة، بعد لقاء جمعه بالرئيس “سلفا كير” بالقصر الرئاسي، يوم (الثلاثاء) الماضي، عسى ولعل تعيد لم شمل فرقاء الحركة، بيد أن قيادات داخل الحركة الشعبية ترى أن الحركة قد ماتت وتشتت بسبب سياسات الرئيس “سلفا كير” وتغوله على دستور وقوانين الحركة وتدخل مجلس أعيان الدينكا (كاسل) في قرارات “سلفا كير”. وأكدت قيادات لـ(المجهر) أن اتفاق أروشا إذا التزمت به الحكومة في وقته لكان الوضع مختلفا الآن، وارجع خوف بعض القيادات من توحيد الحركة بقيام الانتخابات والتي قد تؤدي نتائجها إلى إقصائهم من السُلطة لذلك أجهض “سلفا كير” اتفاقية (أروشا).
ويرى بالجبهة الديمقراطية “جونسون دينق لول” أن الحركة الشعبية بعد الحرب لن تعود كما كانت بسبب المرارات القديمة ووصف مبادرة “دينق ألور” بأنها غير مجدية في الوقت الراهن بحجة أن هناك قيادات ترفض الوحدة، وأضاف لـ(المجهر) أن الحركة ماتت منذ أن سيطر الرئيس “سلفا كير” على الدستور وسياسات الحركة وأقصى قياداتها.
قبضة “سلفا كير”:
القيادي بالحركة الشعبية “فيليب أقوير” ارجع فشل اتفاقية (أروشا) إلى سياسات الرئيس “سلفا كير” وتدخل مجلس أعياد الدينق في نظام الحزب والحركة وتحويلها إلى (إثنية) محددة، وأضاف “أقوير” أنه بعد وفاة زعيم “جون قرنق” فشل “سلفا كير” في توحيد قيادات الحركة وأجرى تعديلات في دستور السياسات، وصف قيادات الحركة.
وقال عضو الحركة الوطنية “وليم واتيق” إن دستور الحركة وقوانينها عدلت وفق رؤية “سلفا كير”، الذي رفض إجراء تعديل وإصلاح في هيكل وتنظيم الحركة، خلال أعمال المؤتمر العام للحركة، وطرح رؤيته للمجلس الثوري مما أدى إلى تفاقم المشكلة وانقسام الحركة، واعتقل “باقان أموم ودينق ألور” وآخرين وطالب “باقان أموم” الذي ترأس مجموعة المعتقلين بعد توقيع اتفاقية أروشا بوقف الحرب أولا ثم توحيد الحركة، إلا أن “سلفا كير” استمر في المواجهات العسكرية بقرار من مجلس أعيان الدينكا.
بنود وأجندة (أروشا):
جاءت اتفاقية (أروشا) تلبية لدعوة من الرئيس التنزاني “جاكايا كييكيوتي” للتوسط من أجل حل النزاع القائم الجنوب، وتم برعاية تنزانية ولأول مرة التقت قيادات الحركة بعد اندلاع الحرب، شملت الاتفاقية خمسة أهداف، مواجهة جذور المشكلة، وقف الحرب وإعادة الاستقرار والسلام وإعادة تنظيم قيادة الحركة الشعبية (الأم) التي رئيسها “سلفا كير” ونائبه دكتور “رياك مشار” والأمين العام “باقان”، وتضمنت الاتفاق على الانتقال السلس للسُلطة، ورئاسة الحزب الحاكم وتشكل لجنة لإعادة الإعمار والتنمية، ومحاكمة الفاسدين ومحاربة الفساد داخل المؤسسات.
مؤشر إيجابي
رحب كبير المحللين السياسيين السابق للرئيس “سلفاكير” والقيادي بالحركة، “يوهانس موسى” بالمبادرة التي قادها “دينق الور” و”سلفا كير”، واعتبرها مكملا للمصالحة الوطنية بين قيادات السياسيين في الجنوب.
وقال لـ(المجهر) إن المبادرة مؤشر إيجابي في طريق عودة الحياة السياسية إلى سابق عهدها قبل الأحداث التي أفضت للحرب.
وقال عضو المكتب السياسي “بيتر لول” إن فتح باب وساطة جديدة لاتفاق جديد غير اتفاق (أروشا) سيؤدي إلى عرقلة تنفيذ اتفاق السلام، وأضاف أن الإيقاد فشلت في حل النزاع بين قيادات الحركة الشعبية في عدة وساطات، منوهاً أن مشكلة الجنوب بدأت بالحركة الشعبية، ولكنها تفشت في جميع أنحاء البلاد، وأن المقاتلين من الجانبين لا يمثلون الحركة الشعبية.
وأوضح أن الحركة انقسمت إلى ثلاث مجموعات، ولا يمكن أن تترشح في إطارها القديم للانتخابات القادمة.

لجنة لتوحيد الحركة:
أصدر الرئيس “سلفا كير”، قراراً بتكوين لجنة تحضيرية لتوحيد حزب الحركة الشعبية الحاكم،. “سلفا كير”، الذي يتزعم الحزب منذ العام 2005، بعد رحيل زعيم الحركة التاريخي “جون قرنق”، وافق على توحيد الحزب مجدداً، مع فصيل المعتقلين السابقين بقيادة “باقان أموم”،
ونص قرار “سلفا كير”، على تكوين لجنة لصياغة آليات وخطوات إعادة توحيد الحزب .
وكلف الرئيس “سلفا كير” نائبه “جيمس واني إيقا”، والذي يشغل منصب نائب رئيس الحزب رئيس اللجنة لتوحيد الحركة، وعضوية “جيما نونو كومبا” والأمين العام المكلف للحزب، و”بول ميوم أكيج ومايكل مكوي لويث”، على أن تقدم اللجنة تقريرها في غضون أسبوعين.
ويرى المحلل السياسي وأستاذ الفلسفة السياسية بجامعة جوبا، “جيمس أوكوك”، إن قرار اتخاذ خطوات التوحيد في الوقت الحالي يرجع إلى مخاوف قيادات الحركة الشعبية نفسها لفقدانهم السُلطة حال أجريت انتخابات شرعية وحقيقية ونزيهة في الجنوب.
واستبعد “أوكوك”، أن يكون لقرار توحيد الحركة أثراً على سير تنفيذ اتفاقية السلام وتسوية النزاع.
انشطار (أروشا)
القيادي بالحركة الشعبية المعارضة (أقوك ماكور) قال في اتفاقية أروشا تم وضع شروط لتوحيد الحركة الشعبية إلا أنها لم تنفذ هذه البنود بسبب عدم الالتزام وكانت هناك مجموعة تتطالب بوقف الحرب، ومن ثم توحيد الحركة، وأشار (ماكور) إلى أن اتفاقية أديس أبابا التي تم توقيها في يناير من العام الماضي بشأن توحيد الحركة يجب أن يتم تطبيقها وفق الشروط المدرجة، وقال إن أروشا فشلت بسبب تجاوزات وخروقات من قبل الحكومة وأوضح أن توحيد الحركة أهم شيء في المرحلة المقبلة كقيادات لابد من توحيدها وإعادة المواطنين إلى مناطقهم وتوحيد جيش الحركة الشعبية وقومنته، واعتبر “أقوك” أن الجزء المهم من هذا التوحيد يتعلق بالالتزام بتنفيذ أتفاق (أروشا). وتوحيد جيش الحركة الشعبية كجيش وطني قومي.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية