ربع مقال

“البشير” في كردفان..

د. خالد حسن لقمان

.. ماذا لو كانت وتيرة النشاط والعمل والإنجاز والهمة بمثل ما حدث وشاهده الجميع خلال اليومين الماضيين في شمال كردفان حيث تم وبحضور وقيادة الرئيس “البشير” افتتاح واحد من أطول الطرق البرية في البلاد والذي مثل حلماً كبيراً لربطه أم درمان بمدينة بارا في عمق شمال كردفان، وهو الطريق الذي اختصر لسالكيه من المنتجين في القطاعين الزراعي والحيواني أكثر من نصف المسافة السابقة وأهميته تتلخص في إيصال المنتج الزراعي والحيواني والتعديني إلى أسواقه في الخرطوم ومنها إلى خارج البلاد وبجانب هذا الطريق تم افتتاح مصنع نوعي للحبوب الزراعية والذي سيغطي حاجة هذه الولاية المنتجة بجانب تغذيته المناطق الأخرى من البلاد وفي ذات الزيارة الرئاسية تم ولأول مرة افتتاح مستشفى علاجي ضخم في أهم المجالات كعمليات القلب والكلى وعمليات العظام الدقيقة .. مثل هذه الزيارة يصعب القول بأنها غير ناجحة كما يصعب تجاهل ما حققت، ولكن بالمقابل يدفع ما تم فيها بالسؤال حول ماذا كان سيحدث في البلاد إذا تركز ومنذ وقت مبكّر الجهد الحكومي خلال السنوات الماضية على تنفيذ مثل هذه المشروعات الإنتاجية والتنموية الكبيرة وذلك في كل أطراف البلاد في شرقها وغربها وجنوبها وشمالها ووسطها؟.. بالتأكيد كنّا سنشهد وضعية تنموية حقيقية قافزة تحقق للوطن وشعبه ما يطمع فيه من حياة كريمة ومستقرة لكل أبنائه.. نعم يا فخامة الرئيس “البشير” هذا هو نوع العمل الذي كان يجب أن يتم من زمااااان وجهودكم التي بدأ اهتمامكم بها الآن في القطاع الشبابي وما يتصل بذلك من مشروعات تمويل وتشغيل لهم أيضاً كان يجب أن تتم من زماااان بدلاً من ترك مال الدولة بيد الفاشلين من المسؤولين والفاسدين من المتنفذين والمنتفعين والخونة الذين أضاعوا اقتصادنا ووضعونا الآن في جحر ضب لا ندري كيف يمكن أن نخرج منه.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية