حوارات

(المجهر) في أول حوار مع المدير العام للهيئة العامة لوقاية النبات المثير للجدل “الخضر حبريل” 2-2

خرج إنتاج الفول المصري من منطقة مروي بسبب الحشرات الزراعية

الحرب القادمة هي حرب التقاوى والشتول وبذور من إسرائيل كانت السبب في تدمير محصول القاليا
أنا و”المتعافي” لم نكن سمناً على عسل ولكن هو من أسهم في إشهار شخصيتي
أبدتُ كميات كبيرة من فسائل النخيل بعد أن أعادني السيد الرئيس إلى منصبي بالوقاية
تعرضت إلى حرب وضغط شديد من قبل مسؤولين كبار وشركات بسبب التقاوى

*توقفنا الحلقة الماضية عند قرار فصلك وإعادتك مجدداً مديراً لوقاية النباتات، وعن علاقتك برئيس الجمهورية، فدعني اسألك من هي الجهة الجهة التي تصدر القرارات، يعني من الذي يصدر قرار فصلك؟
أنا بقيت بين يوم وليلة مصدر لي صراعات، يعني الشركات دي عندها ناس نافذين في الدولة، عندها مصالح لا تقيف، أداروا ضدي معركة رهيبة جدا خاصة في مجال الإعلام هناك صحف خمس سنوات تتحدث عن “خضر جبريل” يومياً، طبعاً الإعلام أمين وأي حاجة لكن ضعاف النفوس في أي مجال موجودين، والقصة دي كانت لمصلحتي.
*كيف؟
لأنهم حاولوا يدمروني ولكنهم شهروني، وبعدين السيد الرئيس عارف أي حاجة وعارف أن الزول لمن يكتبوا فيه مقالين ثلاثة، ويسكتوا معناها الكلام دا فيهو والجماعة ديل قبضوا، لكن لمن يكتبوا فيك باستمرار وما يقيفوا ولا ترد معناها الزول دا الكلام مافيهو وما خايف.
*مَن مِن القطاع الخاص الذي لعب هذه الأدوار؟
قطاع خاص كبير جداً شركات كبيرة جدا شنت علىَّ حرباً ومولت الحرب الإعلامية وفي ناس مسؤولين في الدولة كبار جدا بدون ذكرهم وقفوا ضدي وشنو علىَّ حربا شعواء (يعني أنا بي أمانة لو لا إرادة الله ووقفة السيد الرئيس زمان كان مشيت).
*”المتعافي” هو أول من وقف إلى جانبك؟
“المتعافي” لعب دوراً كبيراً جداً جداً في إظهار شخصيتي أنا بعتبر “المتعافي” دا من أقوى وأكفأ وأنزه القيادات في الإنقاذ، ويمكن الحملة التي كانت شنت ضدي انو أنا و”المتعافي” جينا من الولاية والاتنين حرامية وجينا نأكل الزراعة، وطبعاً كلو خطأ وكذب وتلفيق، أنا أول مرة “المتعافي” دا أشوفو في حياتي لمن جا الزراعة، وبي أمانة عمل ليا حماية من هذه الهجمة. أنا افتكر وقفة “المتعافي” والرئيس يعيني وقفتهم معاي مش لأني أنا في شخصي، لكنهم وقفوا مع الحق، وأنا و”المتعافي” على فكرة ما عسل على لبن، اختلفنا كثيرا جدا ووصلنا مراحل عجيبة جدا والخلاف حاد، لكن “المتعافي” لمن أقنعوا برجع للحق، وبي أمانة معظم وزراء الزراعة المتعاقبين دديل اختلفوا معاي معظمهم، ومعظمهم ما كان على حق وكانت كلها تجاوزات واستثناءات.
*ماهي المشاكل والصراعات فيما يخص الزراعة نحن دولة زراعية ومن المفترض أن ننهض بالزراعة؟
والله دا سؤال ممتاز جدا، كل القصة انو القطاع الخاص دا اتجاوز القوانين يعين مثلا المبيدات غير مسجلة والمبيدات دي سموم خطيرة جدا عشان كدا عندها نظام وسستم عالي، يعني أقوى نظام في التحكم في المبيدات في الشرق الأوسط موجود عندنا نحن هنا في السودان، ففي بعض الشركات تحب تتجاوز ذلك وتدخل مبيدات من غير تسجيل، وهنا تحدث الصراعات، الحجر الزراعي برضو، أنا أي حاجة غير مطابقة أنا ما بدخلها وبعدين القانون لو ما أعاد تصديرها أنا بقوم بإبادتها وحرقها (أنا أبدتُ حاجات بي مليارات الدولارات).
*أبرزها؟
حاجات كثيرة جدا كل يوم أنا ببيد لشركات كبيرة.
*هناك تساؤل حول مرض البيوض.. ما لا يعرفه الآخرون؟
دي قصة مشهورة دي شركة أمطار هي شراكة بين حكومة السودان وشركة جنان وشركة جنان دي شراكة بين الإمارات ومصر، وكنا معولين عليها لكن خشوا معانا ومعاي أنا بالذات مرة جابوا تقاوى برسيم من أمريكا ودا كان قبل النخيل وكان فيها آفة بكتيرية خطيرة جدا تقعد في التربة (30) سنة، والقصة دي ما وصلت الإعلام وأنا وفقت ضدها، وكانت صراعات لحدي ما وصلت أعلى صراعات في النهاية سنتين ما قدروا يدخلوها ورجعوها، والسيد الرئيس وقف معاي شخصيا في هذا الأمر، (الشركة دي معروفة) أنا أبعدت من الوقاية في 2016 وقاموا دخلوا فسائل نخيل قالوا دايرين يزرعوا (200) مليون نخلة، وجابوا الفسايل دي من الإمارات وكانت مصابة بمرض خطير جدا اسمو (البيوض) والمرض دا قتل (13) مليون نخلة في المغرب العربي، وهو أخطر مرض نخيل في العالم، ودا حاجة خطيرة جدا ويكمن دا من الحاجات الخلت الرئيس يرجعني بقرار جمهوري لحسم هذا اللغط، ودخلوها الشمالية، وطبعاً ما مفروض تمشي الشمالية حاجة في المطار وحولها لغط. (أنا ما داير اتهم زول لكن واضحة القصة انو السيد الرئيس رجعني) وبعد (3) يوم من رجوعي قمت بإبادة الفسائل، وكان حتعمل إبادة تامة للنخيل في السودان.. طبعا مشاكل كثيرة جدا مع هذا الإطار وأنا لا أتوانى في حماية البلد والرئيس مهمته حماية البلد من الآفات الدخيلة وتدمير البلد. ووقوف الرئيس معاي تدل على وقوفه مع الحق.
*ماذا بشأن إشكالات القطن المحور؟
والله القطن المحور دا من إشراقات السيد “المتعافي” (وبرضو “المتعافي” دا تعرض لحملة شرسة وضخمة من بعض المسؤولين والإعلام وأي إشراقات ونجاح قبلوها، ضده) اليوم (9%) من القطن في السودان هو قطن محور، و(90%) من القطن في العالم قطن محور، القطن هسه حيكون المحصول الأول زي زمان خاصة في القطاع المروي، ودي من ضمن إنجازاته مثله مثل التقاوى الفاسدة لزهرة عباد الشمس، كانت حملة شعواء ضدنا وأخيرة من المجلس الوطني ووزارة العدل وتمت براءتنا تماما، واستمرت سنتين تلاتة ضيعت عمر البلد وضيعوا المحصول نفسه.
*الحملة الشعواء كانت من القطاع الخاص أم نافذين في الدولة؟
نافذين في الدولة ونافذين في القطاع الخاص.
*كيف انتهت قضية عباد الشمس؟
التقاوى في نهاية الأمر استمرت، لكن كما ذكرت لك العامين ثلاثة من عمر القضية كان يمكن للبلاد الاستفادة من تقاوى عبد الشمس أكثر لكنها أثرت في تطوره دون شك.
*من المقصود من وراء هذه الحملة؟
كانو قاصدين “المتعافي” وقاصديني ومافي أكتر من أكتر.
*فيما يتعلق بمحصول القمح أستاذ، ما هي أسباب تدني الإنتاج؟
والله لو تتذكر زمن (قنيف) ربنا يطراهو بالخير في العام 1992 اكتفينا ذاتيا من إنتاج القمح، بجانب الإرادة السياسية والتصميم في ذلك الوقت، لكن الآن اعتقد أن الإرادة السياسية مازالت موجودة لكن هناك أشياء أخرى، وأنا افتكر أن الزراعة عامة تأثرت (يعني مثلا أضرب ليك مثل، في دولة زراعية يتم إحلال الإدارة العامة لإكثار البذور، وهي أكبر إدارة في أفريقيا والشرق الأوسط وتحل بدلا عنها شركة، فدا بالتأكيد سيكون له أثر كبير)، البذور أمر سيادي والزراعة كلها مبنية على التقاوى الذي يعتبر علم، (فما معقول أنت في دولة زراعية تقوم تحل إدارة إكثار البذور!!، بين يوم وليلة ودا أثر جدا في الزراعة).
*لصالح من تم حل إدارة إكثار البذور؟
والله عملو الشركة العربية للبذور، والشركة العربية كان ممكن تقوم، بإمكانياتها، وايضا تم حل الهندسة الزراعية، دا كلو في التسعينيات. (أنت حليت نشاطين هامين جدا) ودا تسبب في إحداث انتكاسة كبيرة جدا. برضو بي أمانة نحتاج إلى تقوية جهات مثل هيئة البحوث الزراعية والإرشاد الزراعية، هيئة البحوث هيئة كبيرة جدا فيها عشرات أو مئات من الشهادات لمن برضو يعني إمكانيات البحث والبحث الجاد تحتاج إلى مراجعة، والإرشاد الزراعي انتهى (واصلوا مافي دولة تتطور بدون الإرشاد) دي إدارات هامة جدا، وبالرغم من وجود بحوث في القمح والقمح المقاوم للحرارة لكن برضو سؤالك أنا افتكر انو التقاوى دي لابد من إعادة إدارة إكثار البذور أو هيئة ميسورة قوية جدا، وتكون التقاوى قوية على كل مستويات البلاد والهندسة الزراعية لابد أن تعود بقوة والإرشاد الزراعي والبحوث لازم تكون بحوث جادة، أنا تقريبا ما داير اشكر لكن الإدارة الوحيدة المتماسكة هي إدارة وقاية النباتات، رغم الهجمات التي واجهتها التي كان من الممكن تقوم بتدميرها لكن الحمد لله، لكن مازال الأمر سواء كان في مجال القمح وغير القمح لابد أن تصحح الأوضاع سيما في وجود دفعة سياسية قوية جدا في الزراعة، لكن علينا أن نكون أكثر جدية في إكثار البذور والبحوث وإعادة المؤسسات الزراعية وقرار حل مؤسسة النيل الأزرق الزراعية كان قراراً خاطئاً، وهي تم حلها في عام 88 وكان في تلك السنة زرعنا (300) ألف فدان، (80) ألف فدان قطن، كان عائدها (9) قناطير فدان، (لازم ترجع المؤسسات دي مؤسسات قومية).
*بالحديث عن البيوت المحمية نجد أن هناك تخوفاً من بعض البذور؟
أنا ليه قلت ليك مجال التقاوى دي حاجة قومية، يعني نحن مشروع السليت دا وصلنا مرحلة نصدر شمام القاليا منه إلى أوروبا، كان في تلك الفترة نحن ودولة إسرائيل من نقوم بتصدير شمام القاليا، فقاموا جابوا لينا تقاوى من إسرائيل عن طريق مصر، جابت حاجة اسمها (الليت ماينر) وهي نوع من أنواع الحشرات ومعها نوع آخر من الحشرات قامت بتدمير زراعة القاليا حتى يومنا هذا.
بفعل فاعل؟
نعم بفعل فاعل، مثلا في الشمالية تجد أن الفول المصري دا مهم جدا، وكل بيت بيأكل الفول، المنطقة الجنوبية منطقة مروي خرجت الآن من إنتاج الفول المصري، وأصبح فقط في دنقلا، وذلك بسبب نوع من أنواع الحشائش المتطفل يُسمى (الهالوك)، وبرضو جاتنا من دولة مجاورة بدون ذكر أسماء انتهت من الفول، و(العدال) في القمح برضو آفة خطيرة جاتنا من دولة مجاورة وقس على ذلك عشرات الأمراض، الحرب الآن حرب التقاوى والشتول وليست حرب المدافع (حرب زراعية) ونحن لازم نتنبه لهذا النقطة ولذلك تقوية الوقاية مهمة جدا جدا ولازم نحن نقيف فيها.
*طيب أنت الآن تقف على أمر الوقاية بنفسك، ولكن دعني أسألك في حال ذهابك من هذا المنصب ما الذي سيحدث؟
الزول طبعا ما بتكلم عن مجهول لكن أصلوا مافي زول دائم، عشان كدا أنا ساعي في الفترة الجاية دي بقدر الإمكان نعمل على تدريب كوادر قوية عشان تشيل الشيلة، وبرضو نحن الوقاية ليست بمعزل عن النشاط الزراعي الذي بحاجة للمزيد من العمل الكبير جدا برضو عايزين يجوا ناس جادين في كل المجالات يعيني لأن الزراعة مرتبطة ببعضها القصة دايرة مجهود.
· هل دمر مشروع الجزيرة؟
أنا رأيي الشخصي حل المؤسسة العامة للإنتاج الزراعي وأنا كنت مستغربا في هذا القرار والفكرة انو يتم حلها ومن بعد ذلك يتم منحها للمزارعين، أنا مشيت بعد خمس سنوات مؤسسة النيل الأزرق الزراعية وجدنا الطوب نفسه قاموا بخلعه، تدهور تام، واستمر التدهور حتى جاء في العام 2005 جاء قانون مشروع الجزيرة تم حله وأنت تعلم الباقي، ولذلك لابد من عودة هذه المؤسسات.
*ماهي مشكلة هذه المؤسسات ولماذا تم حلها؟
مشكلة المؤسسات دي التمويل، والترهل الوظيفي وعلاقة الإنتاج غير الواضحة بين المزارعين والدولة والمؤسسة، الآن هذه المشاكل انتهت.
*كيف؟
الترهل الوظيفي أصبح الاصطاف قليل، والتمويل من البنك الزراعي، لازم ترجع المؤسسات.
*دعني اسألك من وراء تدمير مشروع الجزيرة؟
أنا ما بقدر أقول وراهو ناس، لكن قانون 2005 لم يطبق بصورة كاملة، يعني الخلل إما في القانون أو الفكرة أو التطبيق نفسه، وأي زول عارف انو في تدهور في مشروع الجزيرة والمناقل.
*حتى نعود دولة تعتمد على الإنتاج الزراعي، كيف السبيل؟
الآن هناك بوادر اهتمام كبير جدا من الدولة حيال الزراعة، الحمد لله على مستوى رأي الدولة ورئيس الوزراء هناك توجه كبير نحو الزراعة في الاتجاه الصحيح، (لكن القصة ليست بالأمنيات وإنما بالقرارات الواضحة) أنا أرى أن الدعم للزراعة يساوي أكثر من (2 و 3%) من الدخل القومي لابد من زيادة الدعم إلى (10%)، بعدين بي أمانة يا أستاذ “صلاح” الكوادر المدربة التي تلقت تدريبا خارجيا هي الآن بالمعاش، لابد من تدريب كوادر ووضع الرجل الصحيح في الموقع الصحيح، مافي تجاوزات ولا فساد، الكادر البشري مهم جدا يجب على الدولة أن تزيد الدعم للزراعة. يجب أن تكتمل حلقات الزراعة، لابد أن تقوم الصوامع، لازم يتم الترحيل بالسكة حديد، عوامل كثيرة لابد من تضافرها حتى تعود الزراعة لعهدها.
*أخيراً آفة الجراد الصحراوي أثرت كثيراً على المحصول الزراعي كيف تصديتم لها؟
الجراد أنواع.. طبعاً أخطره الجراد الصحراوي، وطبعا وقاية النباتات عندما تم إنشاؤها كانت تسمى مصلحة الجراد الصحراوي، الجراد دا خطير جدا جدا ممكن يمشي من موريتانيا حتى باكستان، ولذلك تجد أن مكافحته إقليمية ودولية تحت مظلة الزراعة والأغذية، الآن نحن جاتنا هجمة شرسة جدا من الجراد من اريتريا، أسراب ضخمة جدا، فذهبنا بمعية السيد الوزير والسيد الوالي وقبل يومين ثلاثة عدنا والحمد لله الحملة تحت السيطرة تماما ومازالت مستمرة وهناك طائرة في الطريق ولدينا أكثر من (20) عربة وتم احتواء الموقف، ونحن من ضمن نجاحنا انو عندنا حملات منظمة حملة شتوية وحملة صيفية، تقوم بعمل مسح شهري. ولذلك مشكلة الأسراب دي قلت جدا ولدينا تعاون إقليمي ودولي. هناك أنواع أخرى من الجراد مثل (جراد ساري الليل) وهذا النوع يقضي على الصمغ العربي، وجراد الكابور وهو الجراد الاريقي الرحال وهو لطيف جدا جدا يقضي على قصب السكر، هناك جراد القبورا وجراد البو، ودا من النوع الخطير، وغير الأنواع الأخرى، والحمد لله كان مؤتمر وزراء ومدراء عامين الزراعة في السودان، والله الحمد لله جميعهم أشادوا بإدارة الوقاية ودا طبعا بدينا دفعة قوية وإن شاء الله مزيد من التقدم والتطور في مجال الوقاية.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية