ربع مقال

الأمريكان وفنزويلا

د. خالد حسن لقمان

عجيب أمر هؤلاء الأمريكان أو بالأصح عجيب أمر هذا الرئيس الغريب الأطوار “دونالد ترمب” وإدارته فما اتخذته الآن هذه الإدارة وهذا الرئيس العجيب من موقف في فنزويلا والذي ادى لاحتقان الوضع للحد الذي يكاد ينتهي لأسوأ السيناريوهات المحتملة كالحرب الأهلية وتقسيم هذا القطر الغني بالنفط يتعارض تماماً مع موقفها في مناطق أخرى من العالم، للحد الذي يضعها الآن عارية تماماً أمام الجميع دون أن تستحي أو تهتم بستر عورتها وبقية جسدها العاري، فبينما ساعد هذا الرجل وإدارته على إحداث أكبر خلل في المنظومة الديمقراطية في العالم، عبر دعمه وحمايته وتعاونه الصارخ مع أكبر الأنظمة الباطشة والإجرامية في العالم، خاصة تلك التي دمرت شعوبها في منطقة الشرق الأوسط نجده الآن يقود جهود مسعورة لتغيير الرئيس الحالي في فنزويلا “نيكولاس مادورو” لصالح غريمه الشاب “خوان غوايدو” الذي نصب نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد وذلك بحجة حماية الديمقراطية؟!! .. أي ديمقراطية هذه التي تكال بمكيالين؟.. وبالطبع فإن هدف الرئيس “ترمب” وإدارته يبدو للجميع مفضوحاً ولا يخفي على أحد فاستمرار الرئيس “مادورو”  يعني فقدان فرصة سانحة لوضع يد واشنطن على بترول اكبر مخزون إستراتيجي من النفط في أمريكا اللاتينية، التي أهملتها لسنوات طويلة واعتبرتها كما وحديقتها الخلفية التي تسربت عبرها أصابع الروس والكتلة الشرقية وسيطرت على اقتصادها وبنت أنظمتها السياسية وفق أيدولوجيتها الاشتراكية التي يصفها الآن “ترمب” بالاشتراكية الدكتاتورية!! .. يحدث هذا في وقت أعلنت فيه روسيا وعدد من حلفائها مساندتها الكاملة للرئيس “مادورو” وحذرت واشنطن من عواقب موقفها من ما يحدث في (كراكاس) فيما جاء رد الأخيرة وعبر وزير دفاعها بتحذير  قوي “لمادورو” تدعوه فيه للامتناع عن اختبار صبرها وقدراتها!! .. وهذا يعني أن الأمريكان لا يعتزمون تفويت هذه الفرصة مطلقاً وهو أمر يجعل العالم كله يضع يده على قلبه من احتمال انفجار الوضع الدولي برمته، وذلك بسبب التصرف الأمريكي السريع وغير المدروس والذي يعكس شخصية الرئيس “ترمب” المتهورة وإدارته المضطربة في سياساتها وتحالفاتها الخارجية..

 

 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية