د. "الجاز": اقتربنا من (الميس) .. وإن شاء الله (تاني ما بنجرِّب عدم البترول)!!
{ نعم الأرزاق بيد الله، كما أكد ذلك رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” وهو يدشن حقل (حديدة) والذي دخل دائرة الإنتاج بـ (10) آلاف برميل الخميس الماضي، وقبله حقل (النجمة) (البرصايا) والذي دخل بـ 6 آلاف برميل في اليوم..
والنفط الذي ذهب جله مع الانفصال بدأ يقترب من النهوض مرة أخرى، بفضل العزيمة الجبّارة، ليحتل السودان قريباً جداً موقعه في (الأوبك).. فالسودان يقع في بحيرة من الذهب الأسود، إلا أن الاكتشافات جلها كانت في الجنوب، رغم أن بترول الشمال أكثر بكثير من الجنوب.. والانفصال الذي حدث جاء والجنوبيون مكرهون عليه، وأعماهم التحريض – كما أكد وزير النفط د. عوض الجاز – رغم ما تم من العمل للوحدة الجاذبة.. والسودان لم يبك على رزق انقطع لأن الأرزاق بيد الله، ولكنه يبكي على جسم واحد انفصل وذهب معه الإرث التاريخي والثقافي..
والآن، بحسب ما قال د. الجاز، فقد قدر الله أن تخرج الخيرات من باطن الأرض (كلمة كلمة) و(دفعة دفعة)، تمضي بنا إلى الأمام، وبُذل قصارى الجهد لإنتاج النفط لأن النفط هو الذي سيسعفنا قبل الأخريات..
{ وأكد وزير النفط – وهو يتحدث في اللقاء التفاكري الذي عقده أمس (السبت) بدار النفط مع قادة الأجهزة الإعلامية وكتاب الأعمدة – أن النفط عندما جاء للسودان جاء في زمن كان الوضع عسيراً.. وغيّر وجه الحياة بمناحيها المختلفة..
{ وحسب الجاز فإن العائد من النفط (يمشي) مباشرة للخزينة، وقال: نشاط النفط يختلف عن الأنشطة الأخرى، والعائد يدخل الى الخزينة مباشرة.. والنفط لا بديل له في حركة الحياة.. فالمنتج منه مرغوب وماله حاضر، وكذا سوقه، الأمر الذي دعانا لبذل الجهد والاستعجال في الاستكشاف حتى تعود الحياة إلى ما كانت عليه، ولا بد من التفكير في الأفضل فكل هذه المؤشرات دفعت بنا إلى الاستعجال وقد كان.
وأضاف: بدأنا بعجالة شديدة بعد الانفصال إلا أن الاعتداء على هجليج أدى إلى نقص الإنتاج، خاصة وأن هجليج كان قد وصل إنتاجها إلى الضعف قبل الاعتداء، الأمر الذي دعانا لمضاعفة الجهد لتعود هجليج أفضل مما كانت عليه، وأيضاً تأثرت (بليلة) كثيراً بالمشاكل الأمنية المصاحبة، ليعود إنتاجها الآن أكثر من 60%.
{ لكن السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا البترول في المناطق المتنازع عليها؟!
وزير النفط أكد في هذا المنحى أنهم لم يحددوا للشركات المكان الذي تعمل فيه، رغم أن الشمال زاخر بالبترول، وقال: لم نتأخر في بترول الشمال، والمستثمر هو الذي يختار بعد توفر المعلومات الكافية ليبدأ العمل.
إلا أن “الجاز” أطلق عدة تطمينات للشعب السوداني بدخول عدد كبير من الحقول دائرة الإنتاج قريباً بعد دخول الشركات الآن العمل بنسبة كبيرة، وقال إن حقل البرصايا (النجمة) بلغ الاحتياطي من النفط فيه 125 مليون برميل، وهو يمتد حتى منطقة أبو جابرة، وهو حقل واعد، فيما بلغ الاحتياطي بمربعات (3 و4) 3.5 بلايين برميل ومربع (10) 1.7 بليون برميل، وأشار إلى أن حقل (6) أضاف 10 آلاف برميل يومياً، كما أن هذه المنطقة بها اكتشافات أخرى غير النفط، كالغاز مثلاً، الذي سيتم استخدامه لتحريك الآليات، بالإضافة إلى أنه ستتم الاستفادة من هذا الحقل بحجم كبير لإدارة محطة كهرباء الفولة التي تحت الإنشاء الآن.. وأضاف: (التفكير الآن كيف نوظف هذه المادة حتى تدخل في صناعة الغاز لاستخدامه في البتروكيمائيات وذلك حتى تصبح صناعة الغاز واحدة من الصناعات المختلفة خاصة وأن المنتج الآن متقدم وبه احتياطيات غاز)..
{ وفي السياق أكد الجاز أن هنالك عدداً كبيراً من الحقول، وقد جاءت أكثر من 73 شركة أجنبية للعمل، وشملت هذه الحقول (9 و11 ) حول الجزيرة والخرطوم ونهر النيل، وقد جاءت إحدى الشركات البرازيلية بمعداتها وبدأت في العمل الأولي، لأن قاعدة الأرض تحتاج إلى معدات خاصة، وأن البرازيل لديها تجارب في هذه الأعمال حتى تغوص في أعماق الأرض، وأيضاً هنالك مربع 10 الذي يقع بين القضارف وكسلا وهنالك شركة استرالية.. واستراليا تدخل لأول مرة في مجال النفط في السودان.
{ وعدد الجاز المربعات التي بدأ بها العمل وشملت مربعات: (13 و 14 و 15 و 19 و 20 و 21 ) ومربع (7) وآخر مربع يقع في الركن الجنوبي الغربي من السودان ورُخص لإحدى الشركات البرازيلية.. واكد الجاز أن جل هذا العمل مصحوب بتوطين الصناعة في السودان ولابد من الاستفادة من كل هذه التجارب وتجارب الآخرين قائلاً: هدفنا توطين الصناعة بأيد سودانية خالصة، في إشارة منه إلى أن السودانيين قاموا بتنفيذ الخط الناقل لحقل (حديدة) وقدموا عملاً متميزاً، كما أكد ضرورة العمل بفقه العزائم وأن نبدأ في التواصل (وإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب). صدق الله العظيم.. وأضاف الجاز: البترول أثره مباشر على الخزينة (وإن شاء الله تاني ما نجرب عدمه)..
{ ووفقاً للوزير الذي تحدث في اللقاء التفاكري قرابة الساعتين، فإنه لا بد من تطوير أنفسنا من داخل البيت وأن نبني إستراتيجية لـ (5) أعوام بمشاركة الجميع وذلك بوضع خريطة مستقبلية ونكون مسؤولين عن هذا العمل ولذلك لا بد من الاهتمام بالتكرير والنقل والتوزيع، وتابع: (نحن ركزنا على بناء السودان عشان نتنافس وعشان نشوف كل قرش نشتري بيهو شنو).
{ إلى ذلك أعلن الجاز أن إنتاج البلاد الحالي من البترول بلغ 136 ألف برميل يومياً وأن وزارته ملتزمة بما قدر لها في ميزانية 2013م التي حددت 150 ألف برميل، وأضاف: قريباً جداً سنصل للاكتفاء ونتّجه إلى الصادر، ولدينا فائض من البنزين نُصدره من وقت لآخر.. فاستهلاكنا ما بين 115 – 120 ألف برميل، إلا أن هذه الكمية غير ثابتة بل متحركة.. وقريباً جداً سنصل (الميس).
{ وبالرغم من حديث د.الجاز عن الإنتاج الحالي المطمئن إلا أن هنالك شحاً في الجازولين أدى الأسبوع الماضي إلى ظهور الصفوف.. (المجهر السياسي) سألت “الجاز” عن الأسباب والحلول، فقال: هذا سببه الهلع والخوف من زيادة أسعار الجازولين في العام 2013م وبدأ التخزين، وعلى العموم لا توجد مشكلة. إلا أنه أشار إلى ضعف سعة مصفاة الخرطوم والأبيض، الأمر الذي دعاهم إلى زيادة سعتها من 50 إلى 100 بمصفاة الخرطوم، والاستيراد كان بسبب ضعف سعة المصافي..
{ إلى ذلك دعا الوزير الحكم الاتحادي إلى ضرورة ترسيم الحدود لمعرفة موقع حقل (حديدة) الذي افتتح الخميس الماضي، وتتنازع عليه ولايتا شرق دارفور وشمال كردفان، وأضاف: نحن حريصون على ترسيم الحدود.
{ أخيراً يبقى السؤال: من المسؤول عن تأمين المنشآت النفطية حتى لا يتكرر ما حدث بهجليج؟! فالتأمين ضروري جداً خاصة وأن العمل جارٍ الآن في كل المربعات التي بها نفط والتي تشمل جل ولايات السودان.