عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي “نعمات مالك” في حوار الأسئلة الصعبة مع (المجهر)
لم نستغل الاحتجاجات وهذه هي حقيقة تجمع المهنيين السودانيين!*
*الحزب الشيوعي (حيطة الحكومة القصيرة) وحتى الآن لم يستطع الوطني تقديم دليل واحد على قيادتنا لثورة الشباب
*الاحتجاجات بدأت بمطالب اقتصادية والحكومة هي السبب في رفع سقف مطالب الشباب لإسقاط النظام
*لا نتخوف من مصير دول الربيع العربي .. ومن هو البديل فزاعة واستهلاك سياسي
حوار ـ هبة محمود سعيد
لم تخمد سنواتها التسعة وسبعون جذوة النضال بداخلها، كما لم تسلبها قوتها التي مازالت تحتفظ بقدر كبير منها، للحد الذي جعلها تتوكأ عكازها وتجوب مواكب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ ديسمبر الماضي، تهتف وتنادي بإسقاط النظام، ذلك الشعار الذي طالما ردده اليسار وآمن به.
داخل صالون (كلاسيك) انتقى أثاثه بعناية فائقة، كانت الأستاذة “نعمات مالك” عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وأرملة الراحل “عبد الخالق محجوب” سكرتير الحزب الشيوعي الذي أعدم على يد الرئيس “جعفر نميري” عقب انقلاب “هاشم العطا” 1971، كانت في انتظاري، تسبقها أناقتها واستايلها الخاص بها، ويسبقها ترحيبها الحار، قبل أن تسأل عن محور اللقاء الأساسي فأجبتها، واستفسرتها عن شعار (تسقط بس ـ كل البلد دارفور) الذي خط باللون الأحمر العريض على جدار منزلها الخارجي المطل على شارع “عبد الله الطيب” بالرياض، فأجابت ضاحكة (تسقط بس) مؤكدة على إبداع الشباب الذي استطاع تلخيص مطالبه عبر كلمتين فقط، في وقت أعربت فيه عن سعادتها بهم وبأفكارهم وهي تقول: (الشباب ديل أكدوا ليا انو البلد في أيد أمينة، الواحد يموت وهو مطمئن).
جملة من الاستفهامات، طرحتها على ضيفتي الكريمة، لنحو ساعة ونصف، في حوار الأسئلة الصعبة، عن ثورة الشباب واتهام اليسار بضلوعهم فيها، وعن حقيقة تجمع المهنيين السودانيين، فأجابت بحرية مطلقة منه ما هو صالح للنشر ومنه ما دون ذلك، دافعت ونافحت وطالبت بضرورة إثبات تورط الحزب الشيوعي في الاحتجاجات وهي تقول (أدونا الدليل) وتصفه بحيطة الحكومة القصيرة.. كل ذلك تجدونه في سياق الحوار التالي..
*دعينا نبدأ بالحديث أولا عن الاختلاف والجدل حول من يقود الاحتجاجات التي تشهدها البلاد حاليا؟
أولا الترحم والعزاء على شهداء هذه الثورة الشبابية المتقدة، وأتمنى إطلاق سراح المعتقلين زورا وبهتانا بدون توجيه أي تهم ضدهم. أنا افتكر أن هذا الشباب مبدع وخلاق بدليل أنه أبهر العالم وأزعج السلطة (المقدمة دي مهمة جدا حول شباب الثورة) أما في ما يخص أن الثورة شبابية أم غير ذلك، (فلازم نخت الحاجات بمسماها الحقيقي)، هذه الثورة قام بها الشباب (تجمع المهنيين السودانيين) ولو رجعنا للتاريخ نجد أن النقابات سواء في أكتوبر أو أبريل كان لها الدور الأساسي لأنها تضم كل ألوان الطيف السياسي، ويكون همها ليس فقط تحسين أوضاعها لكن تهتم بمشاكل الشعب السوداني باعتبار أنهم جزء منه، وبالتالي هذه النقابات الحكومة قامت بحلها وعملت نقابات بالتعيين، ولذلك فإن المهنيين ديل هم النقابات الشرعية، (وهي شبابية والحركة شبابية يعني ما في زول يقدر يقول أي كان انو هذه الثورة ثورة الأحزاب السياسية، هي ثورة شبابية قام بها المهنيون ومعهم مجموعات).
*أصابع الاتهام موجهة نحو الحزب الشيوعي في قيادة هذه الاحتجاجات؟
(الحزب الشيوعي حيطة الحكومة القصيرة حقتها ولكنه لم يعد الحيطة القصيرة)، هو عضو في قوى الإجماع الوطني وقوى الإجماع الوطني انضمت منذ الوهلة الأولى لهذا الحراك الشبابي وأيده وقام بتوجيه كل عضويته بالانضمام إلى هذه المسيرات حسب الجدول الصادر من المهنيين، إذاً الحزب الشيوعي دخل ضمن قوى الإجماع مثل أحزاب أخرى كنداء السودان وغيرهم وبالتالي القصة بتاعت التهمة دي الحزب الشيوعي غير معني بها.
*كيف غير معني بها، أنتم أكبر أحزاب قوى الإجماع الوطني؟
(أنت اتهمت الحزب الشيوعي تعال ورينا البرهان والدليل؟!! القصة ما إنك ترمي كلام، الكلام ساهل على قول المصريين ما عليهوش جمرك) عندما تتهم شخص أعطنا الأدلة، الحكومة ومدير جهاز الأمن أكدوا أنهم يمتلكون ستلايت وما إلى ذلك، يبقى نحن في حاجة إلى الدليل (وهداك الحزب الشيوعي قاعد وناسوا ما مدسوسين فورينا الدليل، وورونا الحزب الشيوعي دا مسكوهو بشنو) .
*اتهام الحكومة صحيح أم غير ذلك، هل الشيوعي قام باستغلال الاحتجاجات حتى ينفذ مصالحه ومطالبه التي ظل ينادي بها منذ ثلاثين عاماً ويسقط النظام؟
(أول حاجة الحزب الشيوعي ما عندو مصالح خاصة به)، الحزب الشيوعي معني بمصلحة الوطن والشعب السوداني بأسره وليس مصلحته (ليه يعني دايرين يصوروا الحزب أنه استغل الثورة) أنا أكرر انو دي عملية شبابية، وطرحت الأشياء التي كان ينادي بها الحزب الشيوعي قبل أن يعلن تجمع المهنيين السودانيين عن نفسه، لكنه كان يعمل بذات الأطر التي ينادي بها الحزب الشيوعي وهي إسقاط النظام، (الحزب الشيوعي أصلا ما حصل غطاها ظل ينادي دوما بإسقاط النظام ولذلك هو ما ناكرها).
*من هم أصحاب الثورة الحقيقيين؟
تجمع المهنيين السودانيين، وحقيقة هم الذين بدأوا الثورة الشبابية قامت شبابية والتحق بها مجموعة من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وأفراد وشخصيات وطنية والحزب الشيوعي التحاقه كان ضمن الملتحقين (لأن الحزب الشيوعي من زمان من زمن أكتوبر على قناعاته الثابتة أنه يطرح التحالفات والجبهة العريضة الواسعة لإسقاط الأنظمة الدكتاتورية عشان كدا الحزب كان توقيعه وثيقة مع تجمع المهنيين تحت مظلة قوى الإجماع الوطني التي هو عضو فيها.
*تنفي اتهام الحكومة حيال الحزب الشيوعي إذاً؟
الحكومة نفسها أكدت أن اتهامها غير صحيح.
*كيف؟
الدليل أنها حتى الآن لم تستطع تقديم دليل واحد على أن الحزب الشيوعي قائد هذه الثورة (الناس بسألوا ورونا الدليل)، اتهامنا حديث تطلقه الحكومة دون أدلة لأنها لا زالت تسير بمفهوم (زمان وانشغلت بالسُلطة)، وتتوهم أنها عندما يروجون أن الشيوعي وراء الانتخابات سينفض الناس من حول تجمع المهنيين السودانيين (دي الحكمة من التهمة وهي أصلا غير صحيحة، الحكومة نست انو الشيوعيين ديل جزء أصيل من الشعب السوداني وموجودين وأي انتخابات خاضوها منذ الستينيات فازوا فيها، وزي ما بقول الشباب ديل شوف غيرا دي تهمة كاذبة ومقصود بها تخويف الناس دا كلام سخيف ولعب سياسي).
*الشعارات التي يرفعها الشباب في الاحتجاجات شعاراتكم (تسقط بس)؟
تسقط بس ما شعارنا، ولو جا زول مننا من الشيوعيين وقال دي شعارات هم وضعوها بكون ما ليه حق دي شعارات طرحها الشباب ووالله تتولد من الشارع، الشعارات من الشباب ديل وتوضع بناء الموقف الذي تتخذه الحكومة. ضحكت ساخرة (والله كويس كونوا الشيوعيين شعاراتهم جميلة كدا، ونحن فخورين بها وتسقط بس)، هذا الشعار يؤكد أن هؤلاء الشباب مبدعين اختصروا مطالبهم في كلمتين فقط، (والحكومة عشان ما عندها إبداع ما قدروا يجيبوا حاجة جميلة زي شعار تسقط بس وقاموا عملوا تقعد بس).
*دعيني أسألك لماذا هذا الصمت من قبل الحزب الشيوعي حتى الآن حيال الاتهام الذي يوجه إليه؟
(دايرة أقول ليك كلام دي لعبة سياسية قذرة، الناس ما تشتغل بيها ولا الحزب فاضي لي كلام زي دا، أنت لو داير تسويهو اتهام، مالوا اتهم الحزب الشيوعي وأثبت)، (ديل بتكلموا فاضي ونحن شغالين في الملان ما في وقت ذاتو عشان يابتي تقعد تباري الحكومة الليلة قالت كدي وبكرة اقعد انفي ليها) سنعمل في هذه الثورة حتى تمضي إلى الأمام مع الآخرين.
*من هم الآخرون؟
الشباب بكل انتماءاته والموقعين على الحرية والتغيير (طبعا في الآخر بقى اسمها كدا بعد أن كان اسمه تجمع المهنيين السودانيين).
*من هو تجمع المهنيين السودانيين، ولماذا اختار الحزب الشيوعي العمل تحت لافتة تحت كيان غير معروف؟
دا سؤال معني به كل الجهات الأمنية والحكومة، فديل حقو يجاوبوا يورونا نحن ذاتنا من هم تجمع المهنيين ديل، لكن أنا اعتقد التجمع دا هم شباب يدهم في النار دايرين يشيلوا يدهم الفي النار ويد الشعب السوداني الفي النار ويختوها في الموية الباردة، دي عملية جيل بأكمله غير راضٍ بالحاصل وهمو الوطن دي ثورة شبابية من جيل شبابي بأكمله.
*هل هو كيان سري ولماذا الخوف طالما أن الشعار المرفوع (الطلقة ما بتقتل بقتل سكات الزول)؟
ما موضوع عمل سري ولا موضوع خوف (يعني يابتي زول نذر روحو لقيادة عمل كبير زي دا وهم شباب أكيد ما خايف) هؤلاء الشباب عندما خرجوا لم يكونوا خائفين وكانوا يتوقعون تبعات الأحداث، لكن العملية قد تكون عملية حفاظ عليهم (وعشان كدا نحن ذاتنا حريصين على الحفاظ عليهم، ما عارفينهم وما عايزين نعرف من هي القيادة، المهم أننا نتبع تعليماتهم، الحكومة قبل ذلك اعتقلت اثنين منهم فما في معنى لي ناس شغالين شغل كبير زي دا لإعادة خارطة الوطن واستعادة الحريات يفصحوا عن نفسهم عشان يمشوا يتقبضوا تاني منو بقود السفينة!! أنا مبسوطة من الشباب ديل وقاعدة أقول انو البلد دي في يد أمينة الواحد يموت وهو مطمئن).
*بالتأكيد الدواعي الأمنية واجبة، لكن السير خلف كيان غير معروف ربما يقود إلى المجهول، سيما أن الاحتجاجات بها مندسين كما ذكرت الحكومة؟
فلنفترض أنه مثل ما ذكرت الحكومة أن الاحتجاجات بها مندسين بها، فأين الأمن (دي مسؤولية الحكومة شهر نص والحكومة لم تبرهن أن هناك مندسين أو تمسكوهم تحاكموهم احمي الشعب من المندسين).
*تم اعتقال مجموعات تابعة لـ”عبد الواحد محمد نور” بحسب الأجهزة الأمنية؟
دي فزاعة زي فزاعة الحزب الشيوعي.
*عندما طرح الرئيس مبادرة حوار مع الشباب لماذا لم يفصح، تجمع المهنيين عن انفسهم؟
(ايواااا) دا سؤال مهم، (أول حاجة الرئيس قال الكلام دا متين، بعد ماتوا أشخاص واتكسروا أشخاص وناس عينهم اتقدت على نطاق الوطن، بعد دا كلو حصل معقول يشي يقعد لحوار (أي زول بطلع المظاهرات دي مغبون من الحكومة على المستوى الشخصي).
*لِمَ لمْ تقودوا طوال السنوات الماضية ثورة للتغيير كل الذي يفعله الحزب الدعوة بإسقاط الحكومة والآن وجد ثورة شباب وذهب خلفها؟
الحزب الشيوعي كلاموا واضح ولن يتغير هو من الجماهير واليها، وظل يعتمد ويراهن دوما على الجماهير (وما بفرض عليها انما بقدم ليها الوعي) ثانيا شعار إسقاط النظام الذي ظل الحزب الشيوعي يرفعه هو نسبة لعدم مصداقية الحكومة، (الحزب طرح انو ما في طريقة لهذا النظام لما ارتكبه من حروب وتدمير لهذا البلد وفصل الجنوب ويوجد شح في أساسيات الحياة سوى الإسقاط).
*الاحتجاجات بدأت بمطالب اقتصادية أستاذة “نعمات”، ثم تحولت إلى مطالب سياسية برحيل النظام ما تعليقك؟
(الحكومة هي السبب في رفع سقف مطالب لإسقاط النظام، هناك احتياج وشح في أساسيات الحياة ورغم ذلك التعامل غير المسؤول من الحكومة لي ناس مرقوا دايرين رغيف نزلوا فيهم ضرب ولذلك تحولت المطالب وأصبح الشعار تسقط بس).
*ذكرت أن الحزب يقدم الوعي، فلماذا طوال الثلاثين عاماً الخلت لم يقدم الشيوعي طرحاً لمشكلة البلاد وظل يرفض أي شيء يجمعه بالحكومة حتى مبدأ الحوار ؟
عندما طرح الحزب إسقاط النظام لأنه وجد أنه لا بديل، هناك تدخل أجنبي وهبوط ناعم من قبل الحكومة، أمريكا وروسيا هم أس البلاء، بكيلوا بمعيارين ويهتموا بمصالحهم، الديمقراطية التي تنادي بها أمريكا غير موجودة، (عموما هناك في تناقضات في النظام الحاكم كل مرة نحن مع تحالف ومحور مختلف)، (الحزب بقى خايف على البلد ومصالحها طرحنا إسقاط النظام، ولم نجلس للحوار لأنه لا يعقل بعد أن طالبنا بإسقاطه أن نجلس في حوار ديكوري وناس الحوار أنفسهم انسحبوا، الشيوعي شنو بوديهو لي لعبة بايظة). نحن نعمل من خلال جبهة عريضة تضم الجميع حتى على مستوى الشخصيات (نحن ضد الحرب وشيل البندقية ونعلم أن الناس الفي دارفور أجبروا على حملها).
*على ذكر دارفور، (على حائط منزلك خطت عبارة عريضة تقول (كل البلد دارفور) فما الذي قدمه الحزب الشيوعي لدارفور، الآن دارفور تستقبل الرئيس؟
دارفور ما استقبلت الرئيس، ولو راجعتي جريدة الميدان سوف ترين مواقف الحزب الشيوعي كانت كبيرة جدا جدا، عقد ندوات وعمل وقفات احتجاجية. (وبعدين يا بتي مش قالوا انو الحزب الشيوعي انتهى واندثر خلاص، هسه الحزب الشيوعي بقى قائد القصة دي كلها والله كتر خيرنا!).
*انتهزتم فرصة الاحتجاجات دعينا نتفق على ذلك؟
(نو) (نو) في فرق بين تنتهز فرصة، نحن مع الجبهة العريضة الواسعة لإسقاط النظام وجاء التحرك للمهنيين وشعرنا أنه يمثل فعلا الشيء الذي كنا نطمح إليه ولذلك الحزب الشيوعي كعضو في مجموعة قوى الإجماع الوطني، وقع وثيقة ليس منفردا لأننا ما زلنا نتمسك بالجبهة العريضة الواسعة.
*ما هي الأحزاب الموقعة مع تجمع المهنيين؟
ما من حقي أقول، لكن هي نداء السودان والأمة والبعثيين والناصريين، وقوى الإجماع التي تضم أحزاب فيها شباب ونساء (ولوعايز جبهة عريضة لا يمكن أن تتجاوز النساء والطلاب والشباب).
*ما الذي يميز هذه الاحتجاجات؟
يميزها أنها ثورة شباب وهم أصحاب المصلحة.
*معنى ذلك أن الأحزاب لا دور لها؟
القيادة السياسية في انضمامها للتجمع أمر مهم لأن العمل السياسي إلى جانب العمل الجماهيري مهم جدا، في أكتوبر النقابات كان لها دورها لكن الأحزاب دورها كان في المفاوضات، هبة سبتمبر قام بها شباب صغار لكن لم يكن لديهم لا سند نقابي ولا سند سياسي ولذلك انتهت، انتفاضة أبريل حدث فيها أخطاء وهو رفع النقابة للإضراب كان أكبر خطأ وحل بدلا عنها المجلس العسكري (معقول عملية 16 سنة تزيلها في سنة واحدة) عموما الثورة دي نتاج لتراكمات نضالية سياسية نقابية وما إلى ذلك، والذي يميزها أنها شبابية، الناس كلها واقفة معاهم يعني هسه لو طلعتي مظاهرة فيها (1000) نفر يمكن تلقي المنتمي للأحزاب (300) والباقي شباب وطني يهمه البلد. باختصار هؤلاء الشباب قدموا مثالا ثوريا لمصلحة الوطن جميل جدا منظم ومرتب وواعي وسلمي إلى حد أذهل العالم (وحقوا تتخت وتبقى زي مدرسة لأنها ما حاجة ساهلة لوحة فنية).
*ما تعليقك على توقيع حزب الأمة القومي وثيقة مع تجمع المهنيين، خاصة أن “الصادق المهدي” وصف الاحتجاجات في بدايتها بـ (بوخة المرقة)؟
نحن نحترم قيادات هذه الأحزاب ونرحب جدا بدخول السيد “الصادق المهدي” لكيان تجمع المهنيين (وأي حزب عندو الحق في تحديد موعد توقيعه، دا من حق الحزب ما من حق أي جهة تانية تحاسبه أو تلوموا، حزب الأمة حبابو عشرة وأي حزب أو أي مجموعة حتى من المؤتمر الشعبي أو أي زول سوداني يجي ينضم لهذه الثورة نرحب به) هذه هي الجبهة العريضة الواسعة التي نسعى إليها، الوقت ليس وقت هجوم شخصي أو انتقادات، (دا وقت الناس تتجمع وتتلمه فيه وتشكل الجبهة العريضة الواسعة لإسقاط النظام، الوقت العمل، وأي بيان يطلع من الكيان الجديد بعد ما انضافت ليه أحزاب أخرى أصبح شغلنا الشاغل المظاهرات والاعتصامات وما نضيع ولا كلمة نكتبها ولا كلمة نقولها ولا شيء يفرق الناس.
*كيف تجسدين المشهد، أيمكن لهذه الثورة أن تقف عند هذا الحد أم تمضي للأمام؟
أول حاجة خلينا نعبر بالتعبير الأسلم انو الثورة دي أساسا لمن وضعت، هيئ لها إن شاء الله تقعد سنة، القصة ما موضوع خط رجعة متوقعين أن تأخذ مدة مع هذا النظام، وحيسقط النظام.
*بالنظر للمحيط من حولنا ألم تتخوفوا من مآلات الربيع العربي؟
أبداً.. (شفتي دا الكلام البجنني وبستفز الشباب ديل، نحن لا ليبيا ولا سوريا ولا مصر ولا غيرو، الشعب السوداني مختلف تماما بسكت وبالوا طويل دي فزاعة زي حكاية الشيوعيين فزاعة بخوفوا بيها الناس وما عارفين انو الشباب ديل واعين وقعدوا ودرسوا وحصفوا وعرفوا الحاصل اطمئنك أننا ما حنبقى زي ليبيا ولا زي سوريا). (نحن ذاتنا ثورتنا ذاتا مختلفة عن الربيع العربي الشباب ديل لمن تنتهي المظاهرة بنضفوا الحتة وبتاع الأمن لمن اتقلبت بيهو العربية شالوهو عالجوهو دا شعب عبقري ومسالم والعنف ما عندهم).
*بعض (الكذبات) كانت مخجلة في حق تجمع المهنيين على سبيل المثال صورة الطفل الذي شيع أنه سوداني توفي في أحداث بري، ثم اتضح في نهاية الأمر أنه ماليزي (ما تعليقك)؟
انتي هسه بتتكلمي عن حاجة واحدة حصلت في ظرف (40) يوماً دي ما قضية أو أنا ما الجهة المفروض ترد على الموضوع دا لكن أنا في رأيي ليه نحن ما نفتكر انو دي حاجة اندست على الناس وانكتبت هسه الليلة الحكومة قاعدين يكتبوا الجداد شغال يكذبوا في مصداقية تجمع المهنيين اللي الشعب السوداني كلوا بسمع كلامه ليه ما يكون زول خارج الكيان، هل كل الشعب السوداني دا كيان مهنيين (دي حاجة ميتة ساكت مصداقية الشيء الكبير الحاصل لا تقاس بثمن.
*من هو البديل حال سقوط النظام، سؤال يقلق بعض المراقبين؟
(دي الفزاعة البدو بيها) البديل هو الشعب السوداني الذي يفرز قياداته، البديل هو الدستور والمواثيق، (حواء والدة، الناس بقت ما شغالة بي الموضوع دا، والشيء المجهز القاعد يعملوا فوقوا الناس عشان أول ما يسقط النظام سوف يتم طرحه).
طرحتم البديل إذاً؟
البديل هو دستور ديمقراطي يبني عليه أهل البلد أساس حكمهم، البديل مش أفراد البديل هو كيف يحكم السودان وليس من يحكم السودان.
*التاريخ سطر كثيراً من مواقف التقاط الأحزاب للثورات التي يقوم بها الشعب ومن ثم تصبح هناك فجوة بين الشعب والأحزاب وهذه هي مشاكل السودان ألا تتخوفون من هذا المصير ؟
أكيد واحدة من المشاكل لكن دي الديمقراطية (الحزب البكسب الانتخابات هو صاحب السلطة، لكن كل حزب عنده رؤية)، لكن أريد عبر هذا الحوار أن أوجه، رسالة لكل أبنائنا في الجيش والشرطة، وفي كل التنظيمات، عليهم النظر جيدا للقصة وأن ينحازوا للشعب (على الأقل ما يضربوا بالرصاص ولا يضربوا الرصاص المسيل للدموع دي مظاهرات سلمية، والوضع ما حيتصلح لأن الحكومة ليس لديها مال ولا توجد هناك جهة تمنحها، وبالتالي الثورة حتنتصر. ومناشدتي لكل القوات النظامية حقو يقعدوا ويحكموا عقلهم وفي الأول والآخر تسقط بس).
*أخيراً على الصعيد الشخصي رغم مرور السنوات مازلت شبابا وتنبضين نضالا هل هي قناعات أم لأنك كنت يوماً ما زوجة للأستاذ “عبد الخالق محجوب”؟
ضاحكة .. (لمن انتميت للحزب الشيوعي “عبد الخالق” لسه ما عرفتو) هذه قناعات راسخة بداخلي، (من أنا صغيرة كنت بلعب مظاهرات قناعتي راسخة جدا ما تزحزحت يوما واحدا و”عبد الخالق” لمن اتزوجتو كنت عارفة البحصل شنو وهو ذاتو كان بقول ليا أنا ما بموت موت طبيعي، مرينا بأحداث كبيرة جدا جدا و”عبد الخالق” لمن تم اغتياله أنا دمعة واحدة ما نزلتها وقفت في الشارع اهتف وودوني سجنوني. تجربتي المريت بيها في يولو بعد الردة جو ساقوني ودوني القيادة العامة. رصاصا مدور فيها والله يابتي ما حسيت بي أي حاجة الحمد لله اتمنى لمن أموت أكون في ثباتي لأنو دي حاجة أنا نذرت ليها روحي واتمنى اكون عليها) الحمد لله شايلة عصايتي وماشة المظاهرات.
هل يعرف الشباب من تكونين؟
بعرفوني على ما أفتكر أنا ما مرقت من السودان ولا ح امرق منو، وما شايلة غير الجواز السوداني الشعب دا ذكي وعبقري بعرفوا الزول القاعد أنا شاركت في أكتوبر وأبريل وشافوا ثباتي وبعدين أنا بمشي بزور الناس والسودانيين ديل دايرين الزول البجاملهم في أي حاجة.