ليس غريباً أن يكون اللاعب الذي أحدث بالأمس الفارق في مباراة قطر والإمارات في نصف نهائي كأس آسيا سوداني أصلاً واسماً ولوناً وشحماً ولحماً، وليس عيباً مطلقاً أن يحتفي رياضيينا وصحافتنا الرياضية هنا بما قام به هذا اللاعب من مجهود خارق لفت أنظار العالم الذي حبس أنفاسه بالأمس وهو يتابع ما يجري على أرض إستاد أبوظبي الدولي، ولكن الغريب كله أن نظل نحن رواد اللعبة في محيطنا العربي والأفريقي حبيسي سنوات مجدنا التليد يوم أن أسسنا الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وأحرزنا كأس أفريقيا في نسخته الثانية في العام 1970م أيام أن تمتع جيل الستينيات والسبعينيات بإبداعات “ماجد وأمين زكي وسبت دودو وجكسا والطاهر حسيب وعزالدين الدحيش وقاقرين والدكتور كمال عبد الوهاب ووهبة وبشارة” .. لماذا ظللنا في هذه المحطة التاريخية وانطلق غيرنا بسرعة الصاروخ حتى أن دولة كقطر توشك الآن باجتهادها ورسمها لمسارها الصحيح أن تتربع على عرش قارة آسيا في وجود الكبار.. ما هذه الحسرة التي تلبستنا على هذا النحو المحبط.. من المسؤول عن هذا التراجع المدهش الغريب في ميدان كرة القدم.. أمن السهل علينا كشعب رائد أن نرى الآخرين يعتلون منصات التتويج ونحن أول من رفع الكأسات وارتدي وشاحات التفوق وميداليات الانتصار نتفرج عليهم بكل هذه الحسرة والألم؟ .. ويقولوا بشة (لاعب الهلال يا جماعة وما تودوناش في داهية) قرر الاعتزال ثم تراجع عنه وأن الهلال سيلتقي الأشانتي كوتوكو يوم (الأحد) القادم.. هه.. بلا هلال بلا مريخ بلا سجم رماد..