{ خلال اليومين الماضيين اتجهت شائعات القتل الواتسابية إلى اغتيال الفنان القدير محبوب الجماهير “علي إبراهيم اللحو” وقبل (اللحو) لاحقت الشائعات القاتلة عددًا كبيرًا من رموز ونجوم الفن والإبداع، مما جعل هؤلاء المبدعين أو المقربين منهم إلى نفي هذه الشائعات السخيفة، مؤكدين عدم صحتها.
{ الغريب في الأمر شائعات الموت هذه تحولت إلى ظاهرة منظمة يديرها بعض ضعاف النفوس (الفاسقين) المندسين على مدار الساعة بل والدقيقة والثانية بمواقع التواصل الاجتماعي، لا شغل لهم ولا مشغلة غير تحديد ضحاياهم من المشاهير ثم اختيار الوقت المناسب لإطلاق الشائعة لتجد حظها من الانتشار والتداول السريع، خاصة بعد أن يتلقفها محبو الشمارات وهؤلاء بالطبع لا وقت عندهم للتأكد من الخبر، المهم عندهم أن يصل (الشمار حار) إلى أكبر عدد من الناس، حتى وإن كان (شمار ضارب).
{ عندما تلقيت الشائعة التي استهدفت نجمنا الكبير “علي إبراهيم اللحو” في لحظات إطلاقها الأولى اتصلت على أقرب المقربين له في الوسط الإبداعي، ألا وهو الشاعر المرهف “مختار دفع الله” ووجدته متعجبا لوقاحة وندالة من روجوا لي هذه الشائعة وعدم مراعاتهم للوضع الصحي للفنان “علي اللحو” وهو طريح فراش المرض بعد إجراء عملية توسيع شرايين القلب (قسطرة).
{ وبعد أن طمأنني “مختار” على (اللحو) قائلا : قبل قليل كنت اتحدث إليه عبر الهاتف بعدها اتصلت على المبدع والخبير الإعلامي “السر أحمد قدور” المتواجد بالقاهرة، ومجرد أن سألته عن الوضع الصحي للفنان “علي إبراهيم اللحو” طمأنني عليه بعبارة (اللحو بصحة تامة وعال العال) ثم بعد ذلك تحدث إلى بصوت يملأه الانفعال والغضب الشديد قائلا: نفسي أعرف يا ابني (باشاب) ماذا يريد مروجو الشائعات القاتلة من المبدعين ونجوم الفن؟ لماذا يستعجلون لموت الفنانين؟ ولماذا لا ينتظرون الأجل المحتوم ولماذا استهداف أهل الفكر والثقافة والإبداع دون غيرهم لماذا لماذا لماذا؟!!
{ وبعد أن هدأت ثورة انفعاله كشف لي بأنه شخصيا قتلته الشائعات أكثر من ثلاث مرات، وأشار لي بأن الفنان “عبد الكريم الكابلي” يُعد أكثر فنان سوداني اغتالته الشائعات بروايات مختلفة، وفي الآخر طالب الجهات المسؤولة وضع حد لهذه السخافات المحبطة للمبدعين والقاتلة لروح الإبداع .
{ وللاطمئنان أكثر اتصلت مباشرة على مرافقه وقائد فرقته الموسيقية عازف (الفلوت) الفنان “عبد الهادي” وبالفعل طمأنني على الآخر، وقال لي بالحرف الواحد الفنان “علي اللحو” (تمام التمام) وفي تحسن مضطرد وليس هناك ما يزعج.
{ وضوح أخير :
{ أكثر ما حيرني وأدهشني بعد انتشار شائعة وفاة الفنان “علي اللحو” ونفيها على الأسافير من قبل سفيرنا بالقاهرة “عبد المحمود” اتجه الكثير من الإعلاميين إلى الإخوة في اتحاد الفنانين للاستفسار عن الوضع الصحي للفنان (اللحو)، وللأسف الشديد اتضح أن غالبية قيادات اتحاد الفنانين لا يملكون معلومة دقيقة عن وضعه الصحي وحتى لم يكلفوا نفسهم ويجتهدوا بالاتصال لمقربين منه بالقاهرة لكي يطمئنوا عليه، ومن ثم يطمئنوا الآخرين، وكانت الفاجعة الكبرى في التصريح الصادم للفنان “محمد حسن حاج الخضر” والذي أكد فيه وبدم بارد بأن الفنان “علي اللحو” (دخل في غيبوبة) في حين أن (اللحو) كان لحظتها في أفضل حال يأكل ويشرب ويتحدث مع كل من زاره بالمستشفى التي يتلقى فيها العلاج بالقاهرة، وكان يرد تحياتهم بأحسن منها بل وظل يمازح ويلاطف بعضهم.
{ أخيراً نسأل الله أن يمن على (اللحو) بوافر الصحة والعافية ويعيده إلى وطنه ولمحبيه وعشاق فنه سالما غانما.
{ ونقول (للحو) حمدا لله على سلامتك و( نوارة فريقنا) و(الطير الخداري) و(جبار الكسور) في اشتياق لصوتك الطروب وكل الشعب السوداني في انتظار طلتك وقدلتك على مسرح الغناء و(وكت سيرتك يجيبوها أهلي كتير بريدوها) وإن شاء الله دائماً تجيء سيرتك بكل الخير وكل جميل وطيب.