تقارير

السلام في جنوب كردفان.. مسارات مفتوحة

تمديد وقف إطلاق النار للمرة الخامسة

الخرطوم : وليد النور
مدد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” أمس للمرة الخامسة وقف إطلاق النار بولاية جنوب كردفان، لحين تحقيق السلام, وسبق أن أصدر “البشير” عدداً من القرارات بتمديد وقف إطلاق النار تتفاوت من الشهر إلى ستة أشهر, وعادت العلاقة بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال إلى مربع الحرب، بعد انفصال دولة جنوب السودان في 2011 م، واندلعت الحرب في المنطقتين، ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولم تكتمل فيهما إجراءات المشورة الشعبية كآخر استحقاق في بروتوكول المنطقتين باتفاقية السلام الشامل.
دخلت الحكومة وقطاع الشمال في عدة جولات للتفاوض فاقت الـ(15) جولة لفك شفرة الحرب وتحقيق السلام المنشود، بيد أن كل جولات التفاوض لم تأتِ بنتيجة إيجابية إلى اليوم، والاختراق الوحيد الذي حدث في الملف هو الاتفاق الشهير باتفاق (نافع ـــ عقار) بيد أنه رفض من الخرطوم رفضا قاطعا، كما شهدت الحركة الشعبية خلافا حادا على نحو عامين، أفضى إلى إقالة رئيس الحركة “مالك عقار” والأمين العام “ياسر عرمان”، مما أدى إلى تغيير شامل في وفد التفاوض وتحريك الأجندة، وتغيير القيادة السياسية والميدانية.
والتزم طرف الواقع الجديد الذي توهمه “عبد العزيز الحلو”، والحكومة، بالتهدئة ووقف التصعيد العسكري منذ نحو (4) سنوات، وأعلن رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير”، تمديد وقف إطلاق بولاية جنوب كردفان، إلى أن يتحقق السلام، وقال إننا مستعدون للذهاب لأي مكان من أجل السلام، ومستعدون لدفع أي ثمن من أجل السلام، وإلى أن تعود لجبال النوبة سيرتها الأولى.
وقال “البشير” مخاطباً حشداً جماهيرياً في حاضرة الولاية مدينة كادوقلي، أمس (الإثنين)، وسط هتافات قوية “أي مكان يجلب السلام سنمضي إليه، وأي ثمن للسلام مستعدين لدفعه حتى تعود الجبال لسيرتها الأولى”. وأضاف “نشهد الله سبحانه وتعالى منذ اليوم لا هم لنا غير السلام، ونتمنى أن يكون لقاؤنا الثاني في وقت وجيز في كاودا مع تحقيق السلام”.
وجدد دعوته إلى الذين يحملون السلاح للعودة إلى الوطن، وقال إن “هؤلاء”، في إشارة لحاملي السلاح، “هم إخوتنا ويجب أن نعيش في سلام”. وقال “البشير” إن المنطقة تم استهدافها بالحروب، لأنها تمثل السودان الموحد من حيث انصهار الثقافات والسحنات، وإنها تضم كل السودان، وكل القبائل تعيش في تعايش سلمي، دونما أي احتكاكات، وتعهد بإعادة الجبال سيرتها الأولى.
وقال الرئيس إن إنسان جنوب كردفان صمد، ولم يرض لنفسه النزوح والتشرد، وتابع أن الجبال خيرها كتير، ويمكن إنشاء كل مشروعات التنمية لمنفعة أهل المنطقة، وتعهد بمتابعة إنفاذ الطريق الدائري الذي يربط كل المحليات، وإنفاذ حزمة من المشروعات التنموية، ودفع خطوات صناعة النسيج.
وقطع بأهمية الشباب في بناء الأمم، وأشار إلى أن الحكومة توسعت في مجال التعليم العالي، ويجب توفير كل متطلبات الحياة للشباب حتى يقوموا بدورهم. وأضاف”هدفنا هو تسليم الراية للأجيال الجديدة بسودان آمن وموحد وملجأ لكل خائف أو جائع، لأن سمات الشعب السوداني هي استقبال الضيوف”.من جانبه أعلن والي جنوب كردفان الفريق أمن “إبراهيم مفضل” ترشيح أهل الولاية للرئيس في انتخابات 2020م وأكد أن الشبكة القومية للكهرباء ستدخل كادوقلي والأجزاء الشرقية من الولاية خلال الأيام القادمة.
ودعا “مفضل” الحركة الشعبية إلى ضرورة الانضمام لمسيرة السلام، وقال إن قاطرة السلام ستنطلق ولن تتوقف، من جهته أكد ممثل الأحزاب والحركات الموقعة وقوى الحوار الوطني “بحر إدريس أبو قردة” بأنه لا سبيل للخروج من الأزمة إلا من خلال الحوار، وأشار إنهم يرفعون شعار: (نتحاور بس) وأنه لا خيار غير ذلك. وقال “أبو قردة” إن مخرجات الحوار الوطني نتاج عمل دءوب تم التوصل خلاله إلى ممسكات الوحدة الوطنية وأعلن تمسكهم بالحوار الوطني ومخرجاته، وقال إن الوثيقة مفتوحة يمكن التحاور حولها والإضافة عليها وأكد أنهم ماضون موحدون من أجل بناء الوطن لمعالجة قضايا السودان، وأشار إلى المعالجات التي تمت حتى الآن لمعالجة الأزمة وأضاف لا يمكن أن نتخلى عن المجهودات التي تمت في السلام ونمشي في المجهول.
بدوره أكد ممثل الأحزاب السياسية بالولاية وقوف الأحزاب السياسية بالولاية مع “البشير” من أجل تحقيق السلام وطالب بتمييز الولاية تمييزا إيجابيا ودعم أسر الشهداء.
إلى ذلك طالب المتحدث باسم الطوائف المسيحية بالولاية “حسن جيمس” الحركة الشعبية الجنوح للسلام والتنمية المستدامة في الولاية وحيا جهود الولاية في استتباب الأمن وأكد ثقتهم في تحقيق السلام وعبر عن أمله أن يساهم في عملية السلام.

وفي الثاني عشر من شهر يوليو لعام 2018م أصدر الرئيس قرارا جمهوريا بتمديد وقف إطلاق النار بكافة مسارح العمليات في كل من ولايات دارفور (غرب) وجنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) حتى نهاية 2018. وقال في حينها بيان صادر عن الرئاسة السودانية إن قرار التمديد جاء استمرارا لنهج الدولة في إعلاء قيم السلام على الحرب.
وأضاف أن القرار يأتي إنفاذا لمخرجات (توصيات) الحوار الوطني، وتمكينا لحملة السلاح من الالتحاق بركب السلام ومسيرة الوفاق الوطني.
وكان الرئيس قد أعلن وقف إطلاق النار في مناطق الصراع لأول مرة يوم 18 يونيو 2016 لإتاحة الفرصة للحركات المسلحة للحاق بالحوار الوطني آنذاك. وكان السودان قد وقع على وثيقة خريطة طريق قدمتها الوساطة الأفريقية في مارس 2016 تمهيدا لإطلاق عملية السلام ووقف إطلاق النار، لكن الحركات المسلحة في دارفور والحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال رفضت التوقيع، مما أدى لتجدد المعارك في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية