عز الكلام

أفهموها بقى!!

أم وضاح

هل معقول أن الحكومة ستظل تمارس الرد على احتجاجات الشارع السوداني بذات طريقة المحتجين، وأقصد أسلوب حشد المواكب في الساحات والمدن، فإن كان مفهوماً ومنطقياً أن المواطنين ليس أمامهم سوى الاحتجاج والتظاهر لعرض مطالبهم وإيصال رسالتهم إلى حيث يجب أن تصل، فما الذي يجعل الحكومة تمارس ذات الأسلوب وهي تملك من المؤسسات والآليات ما يمكنها من منافحة الرأي بالرأي، والفكر بالفكر أو على الأقل كان يمكن أن تكون الحكومة أكثر جدية وتمارس الرد على مطالب الجماهير بطريقة البيان بالعمل، وأقصد أن تمضي بسرعة وقوة في الملفات المهمة كالملف الاقتصادي مثلاً وتطرح رؤاها وأفكارها للشارع السوداني في ما يتعلق بالخروج من الأزمة، لكن بدلاً عن ذلك تصر الحكومة على ممارسة أدوار مسرحية لا بتودي لا بتجيب لن تخفف من وطأة الأزمة أو تقلل من موجة الاحتجاجات التي ستظل قائمة طالما أن أسبابها قائمة، وخلوني أقول إنه واضح جداً أن الأزمة الأخيرة عجزت فيها الحكومة أن تقترب من نبض الشارع وتعرف بالظبط هو عايز شنو، مما كان سيساعدها في تخفيف حالة الحنق والغضب تجاهها، خاصة وأن دماء القتلى لم تجف بعد، وسرادق العزاء التي نصبت في بيوت ذويهم هي منصوبة في قلوب كل أهل السودان مشاركين لهم بالوجدان وبالظاهر والباطن، طيب ألم يكن أجدى لو أن الحكومة مضت في هذا الملف بشكل جدي وعلني وطمأنت ذويهم أن حقهم سيعود وسيتم القصاص من قاتليهم بدلاً عن المحاولات المستميتة التي يحاولها بعض منسوبي الحزب الحاكم بتطفيش الكورة عن ملعب التحقيقات والحديث عن مندسين وخلافه من أحاديث ما جايبة حقها في الشارع السوداني، لذلك أكرر القول إن الرد على الاحتجاجات المنطقية بطريقة إنتو كم ونحن كم، هذا سجال ما عنده قيمة وما بودي البلد لقدام، ومحاولات تكويم الناس في كومين مع وضد هي محاولات غبية ستعمِّق الأزمة وتقسم البلد إلى قسمين وتجعلها معسكرين، والوقت والمرحلة تقتضي أن تقوم الحكومة والقيادة السياسية بتوحيد هذه الأمة وعدم إقصاء الآخر حتى لو كان يخالفها الرأي.

الدايرة أقوله إن كانت الحكومة تعتقد أن هذه الاحتجاجات سينتهي مفعولها عن طريق تنظيم مواكب مضادة من المؤيدين والهتيفة، فهي ما عارفة أبو النوم، هذه الاحتجاجات خرجت رفضاً للغلاء وللفساد وللظلم، لذلك أقضوا على هذا الثالوث ولن تحتاجوا بعدها إلى مرافعات دفاع ولا حشود تأييد، أدخلوا العربات المدرعة إلى جراجاتها وامنعوا القمع الذي يمارس في وجه المحتجين وأرخوا القبضة الأمنية تجاه العزّل الذين يمارسون حقهم في الاحتجاج والتظاهر ولن تكلفوا أنفسكم رهق حشد الحشود أو بذل المبررات الفطيرة لهذه الممارسات اللا إنسانية.

}كلمة عزيزة

لفت نظري اعتذار وزارة الكهرباء أمس، للمواطنين عن الانقطاع المفاجئ للكهرباء وهو اعتذار لم نتعود عليه من مؤسسات الدولة التي لا تعتذر عن إخفاق أو تقدم حتى مبرر عن خطأ أو فشل في خدماتها تجاه المواطنين، أتمنى أن يسود هذا السلوك ولا يصبح مجرد حالة عرضية سببها غضب الشارع السوداني هذه الأيام.

}كلمة أعز

اللهم أحمِ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية