أخيره

بعد ان توقف قلبه في مسيرة الحياة .. رجل المهمات الخاصة في الحركة الاسلامية يترجل

توقف قلب العم والشيخ يس عمر الإمام عن النبض بعد حياة سياسية وصحفية ودعوة إلى الله امتدت لعشرات السنين عاش الرجل خلالها مواقف عديدة لم تهزمه ولم يغلبه المرض، ولكن إرادة الله الغالبة وأجله المحتوم المكتوب منذ الأزل كان هو العنوان البارز في أمدرمان التي احتضنت جثمانه الطاهر بمقابر البكري بعد أن تجمعت قيادات الحركة الإسلامية وجاء رجال الدولة والمعارضة يشيعون عم يس.
كان والداً وأخاً وأستاذاً ورجل بر وإحسان وصحفياً وسياسياً، وكان وكان، كلفته الحركة الإسلامية السودانية بملف الحركات الإسلامية العالمية ودعمها ونصرتها، يحبه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويزوره ولا ينقطع عنه، يعرفه راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية وينسق معه لمصلحة الدعوة ، له إسهامات في الصومال وأفغانستان ولبنان وفلسطين ومصر، وهو من المؤسسين للحركة الإسلامية وعلم أبناءها معنى المكاتب الخاصة وأسلوبها في التغيير.
أصابه المرض وأرهق قلبه، لكن عم يس ظل ينبض بالمواقف والحكمة والمحنة والشجاعة، سافر للأردن بغرض الاستشفاء كثيراً ولكنه لم ينسَ هم الدعوة الإسلامية العالمية.
له معزة خاصة في قلب الشيخ حسن الترابي الذي صلى على جثمانه عند الساعة التاسعة من صباح يوم أمس الإثنين وتلقى العزاء من الرئيس عمر البشير ونائبه الأول علي عثمان محمد طه والنائب الحاج آدم يوسف ووزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين والزبير أحمد الحسن، وصافح الرئيس الشيخ الترابي وضمه إليه يعيد ذكرى العم يس.
وعدد الترابي مآثر الشيخ يس وخرجت كلماته حزينة على الفقدان راضية بقضاء الله وقدره، إنها الحقيقة لقد رحل الشيخ يس عمر الإمام، رحل الرجل يقول الترابي في رسالة خاصة بتاريخ السبت (22/3/2003) بعث بها من معتقله إلى الشيخ يس عمر الإمام:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ ي.س.
سلام عليك تحية من بعيد وهدية إليك هذا الكتاب الجديد.
ومهما تكاثرت فيه الأوراق وتعسرت التعابير ودقت المعاني وتكثفت القضايا السياسية وانبسطت موسوعة شؤون الحكم مؤصلة كلها على هدى الإسلام موصولة بواقع الحياة موحدة بذكر التنزيل – مهما يكن ذلك فإنه جماع مختصر لأكوام مادة لو نثرتها في سهل واضح لتطاول الكتاب كثيراً.
ولا أهدي عطاء كله مني إليك، فإنما لك سهم في الرؤى الفكرية التي بعثتها متفجرة حركتنا معاً في الإسلام، ولك شرك في تبصر ثنايا الواقع العامر الذي عشناه وعهدناه معك، من قبل ما لك من إمامة في الحركة لك يا ابن الإمام تراث في إمامة القرآن الأصل البين لما في الكتاب كله.
فهاك شيئاً منك إليك وشيئاً مني إليك وإلى إخوانك عبر الأرض راجياً أن يبلغهم بلغاتهم جميعاً، لأن صحوة الدين السياسية وحركته الحية فيهم اليوم أعظم من خطة مسير مرسومة على هدى بين من فقه السلطان في حياة المجتمعات المسلمة التائبة من كسبها الناقص نحو تمام دين الأمة الواحدة.
فهلا ضاعفت لي ولك دعوات طيبة للمغفرة والرحمة والتوفيق المتبارك من الله!
أخوك أكثر من نصف قرن من الزمان
وفي سبيل خلود الأزل في الجنة والرضوان
ح.س.ن
السبت 22/3/2003 – 19/ محرم 1424
(أكتب إليك وأنا مشاهد لمآسي المسلمين في العراق وأفغانستان وفلسطين وفي كل وطن لهم أو مهجر وأتذكر موقعي الحاضر معهم في عالم البلاء في سبيل مقام الرجاء العاجل والآجل..!).
المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية: يس أحد الأعمدة
أما رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية البروفيسور علي محمد شمو وأعضاء المجلس والسفير العبيد أحمد مروح الأمين العام والعاملون بالمجلس: فقد وصفوا الراحل بأنه يعتبر أحد أعمدة العمل الصحفي ومن الرواد الذين صدح قلمهم بالحق دفاعاً عن حقوق الأمة الإسلامية وعرف المرحوم بالأخلاق الحميدة وكان مثالاً صادقاً للصحفي المخلص والمحب لمهنته، وسبق أن تقلد منصب نائب رئيس المجلس القومي للصحافة واتسم أداؤه خلال تلك الفترة بالحكمة والرأي السديد والشجاعة والزهد والتجرد وكان محبوباً لدى الجميع. وبفقده فقدت البلاد رمزاً من رموز العمل الصحفي والمجلس إذ ينعيه ينعي فيه كل الصفات الطيبة سائلين الله له المغفرة وأن يدخله الجنة مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
إدارة الإعلام  والعلاقات العامة والمراسم

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية