شهادتي لله

استبدال فئة الـ(50) .. ضرورة وأين اختفت دوريات الشرطة ؟

1
ربما كان أجدى لحل أزمة السيولة ، تبديل فئة الـ(50) جنيهاً (القديمة) ، مع استمرار طرح فئة الـ(100) جنيه الجديدة ، فهناك تريليونات الجنيهات من فئة الـ(50) موجودة تحت الأرض أو في الخزائن الخاصة الضخمة في البيوت والمكاتب .
أما ما أعلنت عنه الحكومة من طرح فئة الـ(100) جنيه فقط ، دون إجراءات مصاحبة ، فهذا يعني نفاد الكميات المطروحة خلال عدة أشهر ، وتخزينها أيضاً في البيوت والمكاتب !!
الأوفق استبدال فئة الـ(50) القديمة (الخضراء) لتصبح (غير مبرئة للذمة) خلال شهرين .. مثلاً ، مع استبدال (ورق) وليس (تصميم) فئة الـ(50) الجديدة (الحمراء) ، فقد لاحظتُ أنها مطبوعة على ورق خفيف ، أقل سُمكاً وجودة ، وأكثر عرضةً للتلف من ورق الـ(50) الأخضر .
إلغاء ورقة (الخمسين) جنيهاً القديمة ، يعني سحب تريليونات الجنيهات إلى البنوك ، ليعود الجهاز المصرفي هو المتحكم الأول في السيولة عبر فئتتي (الخمسين) و(المائة) الجديدتين ، مع استمرار تداول الفئات الصغرى الأخرى .
ليس هناك حكمة من وراء ضخ العملة الجديدة وصرفها للموظفين والعمال مرتبات غداً ، لتبدأ حلقة جديدة من مسلسل تجفيف السيولة !!
2
أبحث هذه الأيام عن دوريات الشرطة، التي كانت تجوب الشوارع ، خاصة شارع النيل من الخرطوم إلى أم درمان .. ليلاً ، فلا أجدها !!
أين اختفت سيارات النجدة والعمليات التي كانت تؤدي واجبها بمهنية ومسؤولية خلال الأسابيع الأولى من هذه الاحتجاجات التي أكملت (الأربعين) يوماً ؟!
كانت سيارات الشرطة تُشكّل (نقاط ارتكاز) في مئات التقاطعات في شوارع الخرطوم قبل الأحداث ، وكانت هناك مراقبة ليلية من على البعد دون تعطيل حركة المواطنين راكبين وراجلين .
وكانت دوريات شرطة أمن المجتمع، تلاحق الشباب من الجنسين في شارع النيل أو داخل الأحياء ، لو أنهم اتخذوا جلسات تراها القوة وهي غالباً بقيادة (ملازم) شاب ، غير لائقة ومخالفة للقانون ، وكانت تقتحم الشقق والبيوت بهمة وحماس للقبض على مرتكبي أفعال فاضحة !!
ولكن منذ اندلاع التظاهرات في العاصمة ، اختفت شرطة أمن المجتمع أو النظام العام ، مع أن وضع المتاريس وسد الشوارع والتجمهر بدون إذن وإزعاج الناس مخالف لقانون النظام العام ، أكثر من جلوس فتى وفتاة على كورنيش النيل أو تعاطي الشيشة داخل شقة أو مطعم ، أو تجاوز زمن حفلة زواج بعشر دقائق ، فتهرع الشرطة إلى معاقبة الفنان والتحفظ على جهاز الساوند سيستم !! وغيرها من مظاهر التشدد والتعنت في تطبيق مواد أو لوائح .
لا أدري .. لماذا اختفت المظاهر الشرطية من الشارع العام ؟ هل هو ترتيب أمني ؟ هل أُرهقت القوات ؟ هل توزعت بعيداً عن أعين الناس ؟
رغم تحفظي على الكثير مما كان يجري في الشارع من تزيد في تطبيق قانون النظام العام ، فإن رأيي يبقى أن قوات الشرطة هي الأجدر والأنسب مهنياً وفنياً على فض التظاهرات بخسائر أقل ، قياساً إلى بقية القوات النظامية .
قوات مكافحة الشغب التابعة للشرطة أو حتى شرطة الأقسام ، على أن يقود القوة ضابط من رتبة (نقيب) فما فوق ، هي أعرف وأوعى بالتعامل القانوني مع المتظاهرين .
أما القوات الأمنية والنظامية الأخرى فطبيعة تدريبها (قتالية) ، ولا معرفة لها بقانون الإجراءات الجنائية والقانون الجنائي وحدود العنف وفنيات المطاردة داخل الأحياء .
أمنحوا الشرطة الثقة ودعوها تعمل .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية