رأي

في بريد التعليم العام والعالي

أمل أبوالقاسم

وعلى طريقة أهل الكهف، لا أدري كم لبثنا في غفوتنا عن الدراسة واستخراج شهاداتها بالقدر الذي وجدت فيه نفسي وأنا (أساسق) بين صفاء الجامعات والكليات ومروة مكاتب استخراج وتوثيق الشهادات، للحد الذي تبدل فيه الحال لهذه الدرجة.. وللحد الذي تصبح فيه شهادة البكالوريوس تالفة أو ملغية (يعني دقة قديمة)،  وحتى تواكب شهادات اليوم على تغييرها بأخرى جديدة يجاري ورقها المطبوعة عليه ورق (اليومين ديل) أو (العصر دا) إن صح التعبير، لإحساسي بأني قادمة من عصر آخر عصر الديناصورات. دعكم من ذلك..إذ أنه وحتى أوثق شهادة الماجستير وجدت نفسي مضطرة لاستخراج الشهادة السودانية.

وإليكم (حجوة أم ضبيبينة)..قبيل فترة اشتكت إلى سيدة بأن ابنتها شرعت في الدراسات العليا لنيل درجة الماجستير بيد أنها وبعدما أكملت كافة الرسوم وشارفت على إكمالها طلب منها الرجوع لدراسة دبلوم أولاً ومن ثم الماجستير، كتبت وقتها وأنا أتوجه بالخطاب لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ولمتهم على هكذا إجراء، وإنه من باب أولى إخطار مثل هؤلاء أولاً وإن كان القرار صدر بعد شروعهم فمن باب أولى استثناءهم على أن يطبق في الدفعات التالية.. موقف مشابه لهذا حدث وأنا أهم بتوثيق شهادة الماجستير عندما تم إرجاعي بحجة أن شهادة البكالوريوس مطبوعة على ورقة كرتونية وهذا النوع قد ألغي تماماً وحتى أجدد استخراجها على السفر للولاية محل الدراسة، أيضا على إرفاق شهادة تفاصيل الشهادة السودانية. أما كان الأجدى للجهات المعنية كافة من لدن التربية والتعليم بشقيه العام والعالي أيضا استثناء أصحاب الشهادات الكرتونية القديمة منذ تاريخه أي تبعاً للحد الزمني الفاصل بينها والقرارات الجديدة؟

إلى هنا والأمر ليس بجيد وزاده سوءاً فقدان الشهادة السودانية، ولم اك ألقي بالاً لذلك وأنها ستنبش من وهدتها بعد هذه المراحل الدراسية (يعني عشان أسجل لدراسة عليا أخرى أرجع لعشرين سنة ضوئية،  الحمد لله ما طلبوا شهادة الثانوي العام).

مطبات الحياة وهمومها ومعافراتها في معتركات أخرى بعيداً عن ميادين الدراسة فقط التركيز على دراسة العيال شغلتنا عن الارتقاء بتعليمنا نحن الأمهات للحد الذي لم ننتبه فيه لحفظ شهاداتنا ، فقد أتلفت شهادة الماجستير ما اضطرني لاستخراجها هي الأخرى (وما يفوتكم) إنه استخراج أي مستند يعاني مخاضاً عسيراً وحتى يرى النور تكون قد استنفدت مافي جعبتك من طاقة وصبر.

أمر آخر لا يقل صعوبة وعناداً عن سابقه هو  تغييرك للتخصص وأنت تهم بإعداد مشروع لنيل دراسة عليا ، حيث كان وإلى وقت قريب إمكانية دراسة ما ترغب في الكلية التي يتطلبها التخصص، لكني تفاجأت بأنه وحتى تتمكن من تغيير التخصص عليك بإعداد دراسة تمهيدية درجتها (دبلوم عالي) وفي رواية أخرى تعيد الدراسة مجدداً بكالوريوس أو ماجستير بما يتسق مع التخصص الذي ترغب في دراسته والكلية.

كنت أظن أن الجراحات بالقرارات الصدئة سريعة التقيح التي تجري بين فترة وأخرى  على التعليم حدها العام، لكن يبدو أنها طالت العالي ولا أدري ما الداعي  وما النتائج الإيجابية من ذلك ، وكنت أتمنى أن يسبق ذلك تنوير واسع عن أخطاء أو قصور السابق والمحصلة من الحاضر على نطاق واسع حتى لا يصطدم المتقدم بكل هذه المتاريس المحبطة وإن كان لابد من ذلك فليبدأ من حيث انتهى الآخرون محل التغيير.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية