ربع مقال

“قوش”.. ليس بالشيشة يصنع الرجال

د. خالد حسن لقمان

.. لا أدري أن كان بالفعل ما نقل عن الأخ “صلاح قوش” – مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، قد جاء بمثل ما خرجت به الوسائط الإعلامية أم أنه قد (اخرج هو الآخر عن سياقه) بمثل ما خرجت عبارات “علي عثمان” تلك التي أثارت جدلاً واسعاً وفق ما صرح به الرجل أخيراً بالرغم من أن هذه العبارة التبريرية (أخرج عن سياقه) لم يحدث أن احتاجها “علي عثمان” طوال تاريخه السياسي ..!! .. هل نسي الرجل كيف يختار كلماته وعباراته أم ماذا حدث له؟.. ولكن فلنعد لما نقل أخيراً على لسان رئيس جهاز الأمن .. وفقاً لذلك فقد قال “قوش” بأن منع الشباب من الجلوس على كورنيش النيل ومنعهم من تعاطي الشيشة هو الذي دفعهم للإحباط وبالتالي مشاركتهم في المظاهرات التي تشهدها البلاد الآن!!.. هل بالفعل قال الرجل هذا؟ .. هل هذه هي كل المعضلة.. فقط الجلوس على النيل وتعاطي الشيشة؟.. إذاً أين موقع برامج تشكيل الشباب وصناعة الرجال.. أين مجهود اتحادات الطلاب وتنظيماتها وأين مؤسسات رعاية الشباب وتأهيلهم وإعدادهم التي أنفق عليها الملايين من قبل أجهزة الحكومة.. هل فشلت كلها في فعل شيء يمكن وضعه ضمن مجهود صياغة المجتمع والشباب على وجه خاص؟.. وبعيداً عن الفكر والسلوك وبناء الشباب على النهج الأخلاقي القويم.. أين الوظائف المعدة للشباب لاستيعاب إمكانياتهم المهارية والأكاديمية بعد أن تخرجوا من كل هذه الجامعات التي انتشرت في كل بقاع البلاد .. هل هنالك ما يمكن أن يستوعب طاقات الشباب أكثر من العمل المهني والوظيفي؟.. ماذا فعلت الدولة يا “قوش” في هذا كله حتى لم يصبح لدينا الآن من أدوات وبرامج رعاية الشباب سوى الجلوس على شارع النيل وتعاطي الشيشة؟؟!!.. وربما كانت الدعوة للسماح للناس بالجلوس على شاطئ النيل دعوة بريئة وإيجابية، فالنيل هبة الله يجذب إليه بهدوئه والهاماته كافة قطاعات الشعب وليس الشباب وحدهم ومن حق الجميع الاستمتاع بذلك كحق طبيعي تعالج معه سلبياته أن وجدت بالأدوات المتعارف عليها في مراقبة المجتمع والشارع بما يحقق الانضباط الأخلاقي القويم ولا غبار على ذلك البتة.. أما (الشيشة) يا “قوش” فأمرها مختلف فهي ببساطة مسببة للأمراض وحجر واحد منها يعادل وكما يقول الأطباء أكثر من (10) سجائر وهو أمر مفزع فكيف ندعو لتعاطي هذه الملعونة التي تسمى (الشيشة) بمجالسها القبيحة والمريبة؟.. ما هذا يا سيادة مدير جهاز الأمن؟؟ .. هل أخرجت عباراتك هنا عن سياقها؟؟.. نرجو ذلك.. بحق وصدق نرجو ذلك..

 

 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية