أخي الفريق أمن “أحمد إبراهيم مفضل”، والي جنوب كردفان
لكم تحية من عند الله مباركة طيبة، وبعد :
لقد كتبنا دعوة لرئيس الجمهورية المشير “البشير” على هامش لقائه مع هيئة علماء السودان مؤخراً كان ذلك عبر صحيفة (المجهر) بتاريخ 20/1/2019م، وطلبنا منه إرجاء زيارته المرتقبة إلى الولاية لأسباب ذكرناها في تلك الدعوة، وأخرى لم نذكرها لأسباب غير قابلة للنشر، ويبدو أنكم لا تعلمون بدورنا في هيئة العلماء، ولذلك نذكركم إن نفعت الذكرى، عندما تم تكوين الهيئة تم انتخابي بالإجماع عضواً فيها عن ولاية جنوب كردفان، وفي اجتماعات متعددة مع “البشير”، وفي مناسبات مختلفة كان دائماً يطلب منا بهذه الصفة بأن نقدم له المناصحة ولشاغلي المناصب الدستورية وخاصة بجنوب كردفان من أجل إقامة دولة راشدة بالسودان ومجتمع آمن ومتضامن بالولاية، وظللنا نعمل وفقاً لهذه الصفات من أجل السلام والاستقرار والتعايش السلمي بالولاية مع كافة مكونات أهلها، وخاصة بمناطق جبال النوبة الأكثر تأثراً بالحرب وبغيرها، وساهمنا في كل مجالات الحياة التي لا تحصى ولا تعد منذ فجر الإنقاذ وحتى الآن، وللآسف تعرضنا لأبشع أنواع الظلم والغبن والتهميش والاعتداءات الوحشية والاعتقالات الجائرة .. الخ، يستحي هذا القلم أن يتناولها..
كل هذه الممارسات كانت من بعض الولاة والوزراء والمعتمدين وغيرهم من الدستوريين الذين تعاقبوا على حكم الولاية، وعند اختياركم والياً للولاية خلفاً للأخ اللواء د. “عيسى آدم أبكر” الذي كان متعاوناً معنا في المجالات المذكورة أعلاه، وفي عهده حدثت تطورات إيجابية وخاصة في ملف السلام ولم تحدث أي خروقات لقرارات رئاسية بوقف إطلاق النار بالولاية من قبل الحكومة، ومن جانب الحركة الشعبية أيضاً التي هي الأخرى التزمت بإعلانها وقف العدائيات بالمنطقة. ونحن نشهد لكم بحسن استقبالكم لنا في أكثر من مناسبة وليس بيننا غير التقدير والاحترام .
وعندما اندلعت الاحتجاجات الأخيرة بعطبرة والقضارف كنت في الدلنج، وكادت تلك الاحتجاجات تنتقل إليها عبر طلاب الجامعة، وبادرنا بالتعاون مع الإخوة في إدارة الجامعة برئاسة البروف “عثمان عبد الجبار” ، وتم تعليق الدراسة مبكراً قبل صدور قرارات إغلاق الجامعات الأخرى. وتم إخلاء المجمعات السكنية من الطلاب والطالبات وتم تسفيرهم إلى ذويهم بأيسر السبل. وبذلك تم تأمين الولاية من تلك الاحتجاجات عبر بوابتها مدينة الدلنج عروس الجبال.
عدنا إلى الخرطوم، حيث شاركنا مع بعض الإخوة من قيادات جبال النوبة، وخاصة المشاركة المقدرة من الأمير “خاطر أبو رأس” بصندوق دعم السلام بالولاية، وناشدنا أهلنا هنا وعلى امتداد أرض الوطن عبر تنظيماتهم السياسية وروابطهم الاجتماعية بأن يلتزموا الهدوء وعدم الخروج في الاحتجاجات، ونجحنا في ذلك،
وعلى هامش هذه التحركات تلقينا سيلاً من التهديدات من بعض أنصاركم، وقالوا إنهم سيقتصون منا إن لم تتوقف عن معارضة سياستكم بالولاية ، ويبدو أنهم يجهلون أننا لا نخاف من مثل هذه التهديدات وندعوكم بأن تذكرهم أن يكفوا عن هذه الممارسات حتى لا يسمعوا منا ما لا يرضيهم .. ولازلت في موقفي الرافض لزيارة “البشير” إلى الولاية، حتى لا يتحمل النوبة آثارها السالبة كما تحملوا وحدهم آثار عام الكتمة بتاريخ 6/6/2011م التي تمثلت في القتل والنزوح الجماعي والاحتجاز بجبال النوبة بواسطة قوات الحركة الشعبية وإلى يومنا هذا..
وبذلك صارت المنطقة شبه خالية من أهلها الأوائل، و”البشير” مهما اختلفنا مع سياسات حكومته الاتحادية والولائية إلا أنه (أسماء في حياتنا) وله مواقف وطنية تجاه قضية جبال النوبة لا ينكرها إلا مكابر. ونذكر هنا مواقفه عند تحرير مدينة أبوكرشولا عندما تحدث في القيادة العامة للقوات المسلحة عبر الفضائيات العالمية والمحلية، وأكد أن النوبة ليسوا متمردين ولكنهم مظلومون، وهذه المواقف وغيرها أكثر النوبة لا يعلمون بها، وخاصة جيل الشباب ، فستذكرون ما أقول لكم، وأفوض أمري إلى الله، ويشهد الله لم يحدث أن طلبنا من “البشير” ولا من حكومته ولا من حزب المؤتمر الوطني الحاكم أي معونات مثل الآخرين.. من أجل مصالح شخصية .
ختاماً لكم هذه المناصحة ، وهي بأن ترتبوا أوضاع الولاية وخاصة من الناحية الأمنية وإكمال مشروعات التنمية والخدمات الأساسية بصورة مُثلى حتى تصبح الصورة مكتملة.
ولأن هناك بعض الاحتجاجات في بعض الولايات قد تؤثر سلباً على زيارة “البشير”، فإننا ندعو للمرة الثانية لتأجيل هذه الزيارة حتى تعود الأوضاع إلى طبيعتها في كافة ولايات السودان، ونحن لسنا ضد الزيارة ونرحب بها كل الترحيب، ولكن نرجو منكم التريث وعدم التعجل حتى تأتي هذه الزيارة بما يرجوه مواطنو ولاية جنوب كردفان بعيداً عن هذه الأجواء المتوترة في بعض الولايات.وخاصة أن الولاية تعج بالحركات المسلحة وغيرها من حملة السلاح الذي لم يجمع بعد وغير المقنن بالإضافة للوجود الأجنبي من دولة جنوب السودان، ومن دول أخرى مجاورة التي تشهد مشكلات أمنية..
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد فأنت خير الشاهدين ..والله من وراء القصد
عضو هيئة علماء السودان