هذه هي الدولة العميقة!!!!
لا يستطيع أحد أن يغالط في أن شركة زين السودان للهاتف واحدة من الشركات الناجحة والتي تدعم الاقتصاد السوداني بشكل قوي ومشهود، ولا يستطيع أحد أن يغالط أن هذه الشركة يقودها مدير تنفيذي قوي وراكز، وأعني الفريق “الفاتح عروة” ، وخلوني أقول إن “عروة” جعل من زين السودان، وهذا ليس حديث إنشائي أقوله طك حنك ، ولكنه حديث العارفين ببواطن زين، جعل منها مكاناً متاحاً لكل أبناء السودان يتنافسون للعمل فيها بالكفاءة والخبرة والمقدرة على الأداء لذلك خلت من قوائم التمكين التي أضرت بكثير من المؤسسات التي لا أحتاج إلى ذكرها بالاسم، لأن الشارع السوداني يعلم أي المؤسسات فتحت وظائفها مجاملة لأبناء المسؤولين الكبار وأقربائهم وأصهارهم ودفعت بهم إلى مقدمه الصفوف على حساب أصحاب الحق من الحاصلين على مؤهلات علمية عالية أو أصحاب الخبرة ، فكان الناتج لهذه المؤسسات فشلاً يتلوه فشل، لكن لكم أن تتخيلوا قدر شنو بلادنا دي في حفرة وشركة كشركة زين بكل ربحيتها وإسهامها في الناتج القومي تتعرض للمؤامرات والدسائس كما وضح ذلك جلياً في حديث مديرها التنفيذي المسرب، والرجل كان يتحدث مع موظفيه داخل الشركة ، حيث قال بالحرف : إن الشركة تتعرض للمكائد وتتعرض للتربص وتتعرض للوهم، وقال إنه منذ مجيئه إلى الشركة في العام 2008، تتعرض زين لمعاكسات نعم لمعاكسات، والسبب يا سادة مش لأن زين (فشلت أو تخاذلت أو تراجعت عن مسارها) ومابين القوسين من عندي ولكن لأن زين ليس فيها فساد، تخيلوا حجم الكارثة التي تعيشها بلادنا ومؤسسة كبيرة توضع أمامها المتاريس وتحفر لها الحفر لأنو ما فيها فساد، وأنه ما في زول بدخلها أوانطة وما فيها شغل بتعمل أوانطة، هذا الفساد الذي أصبح للأسف هو الطبيعي والعادي والبودي سيده لقدام وما مهم البلد كلها تمشي حركة وراء.
ثم قال “عروة” إن الشركة مستهدفة لأنها لم تخترق وإن كل ما تتعرض له من استهداف هو من الحكومة نفسها، والرجل يقصد بعض النافذين والمسؤولين فيها ليتردد صدى ما يلوكونه من شائعات للخارج .
وخلوني أقول إن حديث “عروة” لخص ببساطه الأزمة السودانية، وشرح الأسباب التي جعلتنا في هذا الموقف المتأخر اقتصادياً بل إن حديث “عروة” كشف كيف تدار القضايا في الدولة السودانية، لنجد بالتالي الإجابة عن الأسئلة المهمة عن كيف ضاع مشروع الجزيرة؟؟؟؟؟ كيف، ولماذا شُلعت سودانير؟؟؟؟ وما هو سبب موت الخطوط البحرية والنهرية والعديد من المؤسسات الشامخة؟؟؟؟؟ الإجابة ببساطة أنها قد اخترقت وإتمص دمها بواسطة نافذين كل همهم أن يملوا كروشهم ويعبوا جيوبهم ويحشروا قرايبهم في الوظائف القيادية، وتحولوا إلى دولة داخل دولة ،وحكومة جوة حكومة، فوصلنا إلى ما وصلنا إليه من ظلم وفشل وفساد قضى على الأخضر واليابس.
الدائرة أقوله إن حديث الفريق “عروة” هو حديث شجاع من رجل شجاع نحتاج أمثاله في مؤسساتنا ووزاراتنا حتى يمثلوا حائط سد للمفسدين والمغرضين وأصحاب الأجندة وحتى يحموا مؤسسات البلد الكبيرة من الذين استباحوها وباعوا واشتروا وسمسروا فيها وتحولوا إلى قطط سمان لا تشبع ولا تكتفي.
وبعد ده مستغربين لماذا خرج الشباب إلى الشارع وقال لا.
كلمة عزيزة
لفتت نظري جملة مهمة في حديث الفريق “عروة”، حيث قال إن لحظه تعيينه في الشركة احتج بعضهم على ذلك وقالوا جايبين الزول ده لشنو ما تجيبوا زول من ناسنا، وطبعاً ناسنا بتفسيرها إنه لابد أن يكون من حزب المؤتمر الوطني، أهي دي المقاييس التي يتم بها اختيار الشخصيات للمناصب أن يكونوا من ناسهم الذين يتقلبون في الوظائف بشكل غريب ومستفز، وما في زول عنده نهاية خدمة وكل مؤهلاته أنه من ناسهم لحدي ما ضيعوا ناسنا .
كلمة أعز
الهم احمي بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.