شهادتي لله

دول عربية .. وحسابات خاطئة!

{ تخطئ بعض الدول العربية الشقيقة في حساباتها، إن تلكأت في التعاون مع حكومة السودان، بافتراض أن النظام الحاكم يلفظ أنفاسه الأخيرة، كما تقول بذلك وكالات أنباء وفضائيات عربية وغربية، وصفحات على (الفيس) وقروبات في (الواتس)!
{ الوضع في السودان مختلف جداً، مع عدم التقليل والاستهانة بما ينتظم الشارع من احتجاجات مبررة في عدة مدن سودانية منذ أكثر من شهر.
{ رددتُ على أثير أكثر من فضائية عربية رأيي بأن الفرق بين الرئيس “البشير” والرؤساء “مبارك” و”بن علي” و”القذافي” و”علي عبد الله صالح”، أنهم جنرالات بلا قاعدة سياسية راسخة، بينما “البشير” قائد عسكري وزعيم حزب سياسي كبير وحقيقي، لم يتأسس في ظل النظام، بل جذوره تمتد إلى أربعينيات القرن الماضي مع تشكل تنظيم جماعة (الإخوان المسلمين) في السودان التي تحولت لاحقاً إلى (جبهة) تضم عدة قوى سياسية وقطاعات مجتمعية مختلفة مثل جماعات الطرق الصوفية، فنشأت (جبهة الميثاق الإسلامي) في الستينيات كنتيجة لهذا التحالف الذي أزال صفوية التنظيم الإخواني، ثم تشكلت بعد عقدين من الزمان (الجبهة الإسلامية القومية) التي خاضت انتخابات الديمقراطية الثالثة في العام 1986م، فحصلت على المركز الثالث في عدد النواب المُنتخَبين في البرلمان، بعد الحزبين الكبيرين التقليديين (الأمة) و(الاتحادي).
{ إذن الفرق واضح، وهو أن المواجهة السياسية الحالية في الشارع السوداني تقوم بين قوى معارضة مؤثرة وحزب حاكم له قواعد وكوادر وقيادة سياسية لها تجارب وخبرات ورؤية.
{ وبقراءة دقيقة لهذه الحسابات يصبح التعويل على سقوط النظام بذات الكيفية التي سقطت بها أنظمة عربية أخرى، ضرباً من التخيّلات والافتراضات الخاطئة.
{ ينبغي أن تعيد هذه الدول حساباتها، وتراجع خططها وبرامجها في السودان، بعيداً عن بحوث ومعلومات مرجعيات (سودانية) مُعارضِة أو غير مُعارضِة، فالأجندة والولاءات الشخصية لكثير من السودانيين العاملين في مراكز البحوث والمعلومات وأجهزة المعلومات في الوزارات.. والسفارات.. والدواوين الملكية والأميرية في بعض دول الخليج العربي، تؤثر بشكل كبير في رسم تلك السياسات المُفارِقة للحقيقة والواقع.
{ السودان مختلف.. لا هو سودان (إخوان مسلمين).. ولا هو سودان (دواعش).. ولا أثر البتة لهذه التنظيمات العالمية على قراره السياسي والأمني.
{ السودان يحكمه سودانيون.. بكل ما تعلمونه من صفات عن السوداني الأصيل الكريم.. المعتدل.. النبيل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية