.. يحتار المرء من عدم قدرتنا خلال الفترات الأخيرة الماضية على الحصول على أية فرص من الخارج أياً كان نوعها .. لم نستطع الحصول على أية قروض ذات وزن في أي مجال للتنمية .. قطاعنا الزراعي ظل في حاجة ماسة للتمويل والاستثمار عبر الرساميل العربية خاصة والدولية عامة ومن الصناديق المانحة والممولة على مختلف صيغها المصرفية وذات الإقراض المباشر .. صناعتنا ظلت عاجزة عن استقطاب أي برنامج دولي لتطوير الصناعة خاصة التحويلية منها، وهي الصناعة التي وجدت دعماً لا محدوداً من كل مراكز التمويل والإقراض الدولي باعتبار أنها تهدف لزيادة المنتج الغذائي للمساحة البشرية قاطبة وذلك منعاً للانهيارات الاقتصادية للدول الناهضة، ولدفع الدول النامية وشبه النامية والفقيرة لتلافي أزماتها الاقتصادية وبالتالي تلافي حالات المجاعة وسوء التغذية الذي يؤدي بدوره للأمراض الفتاكة للبشر .. هذا هم دولي متفق عليه في أدبيات وقوانين وأعراف الصناديق الدولية فكيف عجزنا عن الاستفادة منه هكذا على وجه الإطلاق ..؟؟ .. لماذا تنجح دول غيرنا مجاورة في الاستفادة من ذلك ونعجز نحن؟ .. وأن كان هنالك من سيقول إننا محاصرون فهؤلاء قد سدوا علينا بقولهم العقيم هذا كل المنافذ التي كان من الممكن النفاذ عبرها للخروج ببعض المنح والقروض من الخارج تماماً مثل ما نجح آخرون لم يكونوا في وضع أفضل منا في وضعيتهم من ما يسمى بالأسرة الدولية، بل على العكس من هذا فقد نجح هؤلاء وخاصة خلال السنوات الأخيرة في اللعب على متناقضات المصالح الدولية وبنوا لهم أحلافاً اقتصادية ساعدتهم في الخروج من أزماتهم وبالتالي النهوض بأوطانهم .. ولكن من يفعل لنا نحن ذلك ..؟؟ .. هؤلاء من موظفي وزارة خارجيتنا الذين لا هم لهم سوى استلام مخصصاتهم بالعملة الصعبة والاستمتاع بالأسفار والمناطق السياحية للدول المبعوثين إليها .. ؟؟ .. هؤلاء لن يفعلوا لنا شيئاً ولو مكثوا زمناً أكثر مما عاش فيه سيدنا نوح على الأرض لذا فمن المطلوب الآن إعادتهم فوراً إلى البلاد وترك في كل بعثة فقط السفير وغفير السفارة الذي يفتح له باب السفارة ويغلقه، ولنوكل بقية مهامنا الخدمية لبعض سفارات الدول الصديقة لنا لتقوم لنا بها .. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وأقم الصلاة ..