أخبار

الوطني : (تسقط بس) كلمة عديمة الفكرة وبائسة المحتوى وفقيرة المضمون

في برنامج (حوار المستقبل) بقناة النيل الأزرق

الخرطوم – المجهر
أجمع قياديون في أحزاب سياسية على أن الحوار الوطني هو المخرج الوحيد لأزمات السودان، وأنه لا بديل للحوار إلا الحوار ، واتفق متحدثون استضافتهم ندوة سياسية بعنوان (شباب السودان في حوار المستقبل) ، بثتها قناة النيل الأزرق على الهواء مباشرة، على أن الاحتجاجات الشبابية الأخيرة بدأت مطلبية واختطفتها الأحزاب، وأوصت الندوة التي أدارها الإعلامي “محمد عبد القادر” بضرورة الحوار مع أبناء الجيل الجديد.
وقال القيادي بحزب المؤتمر الوطني “عمار باشري”، إن حزبه يؤمن بالتغيير وفق وثيقة الإصلاح والتطوير الحزبي، وقام بتغيير على مستوى القيادات في الحزب، وشمل “نافع” و”غندور” و”إبراهيم محمود” وصولاً إلى “فيصل حسن إبراهيم”، وإن كل الوزراء الآن دون عمر رئيس الوزراء وإن أعظم المؤسسات الناجحة الآن يديرها شباب مثل جياد والسدود والتصنيع الحربي، وإن (75%) من عضوية حزبهم من الشباب ،مشيراً إلى أن المؤتمر الشعبي عقب رحيل الشيخ “الترابي” قدم “علي الحاج” ولم يقم بالخرطوم كثيراً وإن الشيوعي ظل يعتمد على الراحل “نقد”، ويعتمد الاتحادي على “الميرغني” وإن “الصادق المهدي” يعد كل مرة بالمغادرة من الأمة ولا يغادر، وقال إن احتجاجات الشباب الأخيرة بدأت مطلبية لظروف اقتصادية لشح الخبز والوقود وتمت معالجة المشكلة وعاد الهدوء لكل مدن السودان، ولكن تواصلت الاحتجاجات في الخرطوم فقط بسبب الأحزاب الرافضة للحوار الوطني التي لم تشجب أو تدين حرق ونهب وسلب دور المؤتمر الوطني، داعياً الشباب للالتفات لنداء الرئيس “البشير”، وتكوين منابر لإدارة حوار مع حكومة الوفاق الوطني ،مبيناً أن الذين يخرجون للشوارع يرددون أدبيات الحزب الشيوعي، وأن مفردة (كوز) انتهت منذ الثمانينيات، وأنها تشمل حالياً حتى قائد الحركة المتمردة الإسلامي “جبريل إبراهيم” ،واصفاً ما يحدث بالشوارع بالخطاب الاقصائي العنيف والحاد والغاضب والممتلئ بالحقد وبه دعوة للاحتراب، وقال إن الفبركة الأخيرة لأيقونة الثورة لا تشبه الشباب، وإن (تسقط بس) كلمة عديمة الفكرة وبائسة المحتوى وفقيرة المضمون وتغوص في المجهول ،مشيراً إلى جهود تقوم بها حكومة الوفاق لدعم الشباب ومساندتهم عبر افتتاح بنك الشباب واستيعابهم في مجال التعدين الناجح، منوهاً إلى أهمية الحوار الوطني الذي انضم له حتى الشباب حملة السلاح.
ووصف القيادي بحزب الأمة “حسن إسماعيل”، السودان بالأفضل من حيث الحيوية السياسية على مستوى دول العرب وآسيا وأفريقيا رغم أنه عانى من انقطاع كبير في التطور إبان فترة نظام مايو السيئة ،موضحاً أن الاحتجاجات الشبابية الأخيرة جاءت جماعية من شباب جمعهم الفضاء الأسفيري وعدم الإيمان بالرموز التقليدية القديمة المقدسة وجيل ما بعد ثورة أكتوبر، والرمز عندهم هو من يكتب تغريدة ناجحة أو يؤلف أغنية ،مبيناً أنه لا يمكنه معرفة الخيط الذي يربط حبات عقد الأحزاب عقب غياب “الميرغني” و”الصادق المهدي” و”علي الحاج”، ،واصفاً المؤتمر الشعبي بالسيارة التي لها أربعة إطارات وكل واحد يمشي في اتجاه، وقال إنه يتحدى أي قائد حزبي معارض يقول إنه يفهم شيئاً في الحراك الحالي، وقال إن المهم الآن هو تغيير المسرح السياسي بمكوناته الحزبية الأمة والاتحادي قبل تغيير السلطة، وإن عبارة (تسقط بس) إذا أتت بتغيير بنهج قديم سيكون على طريقة مصر وسيأتي بنفس الشخوص سواء من مؤسسة عسكرية أو سياسية ويعود السودان من جديد لثلاثية الانتفاضة والحكومة الحزبية والانقلابات القديمة عندما سقط “المهدي” ، وهتف الناس لـ”عبود”: ( ضيعناك وضعنا وراك)، داعياً الشباب إلى الانعتاق من فكرة الإقصاء ،مشيراً إلى أن حزبه تعرض للإقصاء أيام التجمع الوطني الديمقراطي، منادياً الشباب بإعلاء قيمة قبول الآخر، وتقديم رؤية اقتصادية جديدة، وقال إنه حزين لوجود دماء في الاحتجاجات الأخيرة من النظاميين والمواطنين البسطاء ،مشيراً إلى أهمية التداول السلمي للسلطة، داعياً إلى عدم الانقسام أمام المواطن المسكين إلى بطل وخائن.
وأكدت القيادية بالمؤتمر الشعبي د.”ملاذ عبد الله ميرغني” أن هتاف (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب) و(التصفيق) الذي ظهر في الاحتجاجات الأخيرة هو شعار قوى (اليسار) ، مبينة أن مشاركة شباب الشعبي في التظاهرات ونزولهم للشارع رغم مشاركة الحزب في الحكومة يأتي من باب أن الحزب مع التغيير وفق منهجه ويدعو للديمقراطية وعدم إقصاء الشباب، مشيرة إلى أن كل الأحزاب تعمل بنهج الرجل الواحد، داعية لتطبيق مخرجات الحوار الوطني المهمة، واشتكت من عدم وجود حريات تتيح لحزبها ممارسة العمل السياسي.
وقطع القيادي بحزب التحرير والعدالة القومي “أحمد فضل” بأن أي عمل مسلح ينتهي بتسويات سياسية وتوافق ،مبيناً أن حزبه قام على أنقاض حركة مسلحة، وأن (90%) من عضويته من الشباب دون سن (50) عاماً، داعياً للصبر حتى يتم تنفيذ كل مخرجات وثيقة الحوار الوطني المثمرة التي أعلنها ورعاها الرئيس “البشير” منادياً بمحاورة شباب اليوم، الذي تمرد على القيادات التاريخية ورفض الوصايا، وقال إن الشباب الذين يقودون التظاهرات حالياً دون سن (30) عاماً، خرجوا لمطالب اقتصادية واستغلتهم الأحزاب ويجب الاقتراب منهم حتى لا تتكرر تجارب دول حولنا قامت بتغيير دراماتيكي أدى إلى انهيارها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية