أعتقد أنه آن الأوان أن نسأل من هم المستفيدون من هذه الفوضى العارمة أو محاولة صناعة فوضى عارمة بالإصرار على حالة احتجاجات أوصلت رسالتها مش للحكومة بس، ولكن للعالم أجمع أن هناك فعلاً أزمة اقتصادية وأزمة سياسية وأزمة فكرية، وللأسف أزمة أخلاقية، نحتاج جميعاً أن نجلس في الواطة دي ونبحث لها عن حلول، لأن سياسة الإقصاء التي ينادي بها معارضو الخارج المصرون على أن تسقط بس، وعلى فكرة من يحركون هذه الاحتجاجات بالريموت كنترول وهم يجلسون في الخارج، أمورهم باسطة وعارفين أن الحكومة لن تسقط بهذه الطريقة، لأنهم يعلمون أن هذه الاحتجاجات ثمنها أنهار من الدم، لأنها للأسف احتجاجات عشوائية وغير منظمة، لا تحمل فكرة ولا هدفاً سياسياً محدداً، ولم تطرح حتى الآن برنامجاً بديلاً إن سقطت الحكومة الحالية، بل إن هذه الاحتجاجات حتى الآن لم تقدم رمزاً أو زعيماً أو مفكراً حتى نقول إنها ثورة وليست احتجاجات، والفرق كبير ما بين الاثنين، لذلل من يدفعون الشباب إلى حتفهم يعلمون تماماً أن كل ما يقومون به هو مجرد محاولات بائسة لخلخلة الضرس لن تفضي لاقتلاعه، لذلك أعتقد أنه وبعد مرور هذه الأيام الطويلة والعصيبة من الاحتجاجات التي فقدنا فيها أرواحاً غالية، أعتقد أنه آن الأوان لهؤلاء الشباب أن يصلوا إلى نتيجة مفادها أن ما سميّ بتجمع المهنيين هو أضعف من أن يقود ثورة أو يقتلع نظاماً، لكنه نجح للأسف في خلق بلبلة وفوضى وأدخل هؤلاء الشباب في نفق مظلم من ضياع الزمن وضياع الطاقات ورفع سقف مطالبهم إلى شعار صعب أن يتم بهذه السهولة التي يتخيلونها.
لذلك لا زلت أصر على رأيي ونحن حريصون على مصلحة هذه البلاد، لا زلنا حريصين على أن مشاكلنا لن تحل إلا بالحوار، وهو حوار إن أرادت الحكومة أن يتم، عليها أن توقف القمع والعنف والقتل في مواجهة المحتجين، وهي دعوة طرحناها منذ بداية الأزمة لإيماننا بأن العنف لن يولد إلا العنف، وأن ما يحدث سيقود بلادنا إلى الهلاك وسيجعلنا نتلهى عن قضايانا الإستراتيجية في عالم يتقاتل على الماء والهواء ويبحث عن مصالحه الإستراتيجية.
الدايرة أقوله إن هذا الحراك لن يكون بديلاً لحكومة مستقرة طالما أنه حراك مبني للمجهول وهو بلا قيادة ولا برنامج ولا رؤية واضحة، وإن استمر سيدخلنا في دائرة الفوضى والخطر ولن يثمر أي بدائل للإنقاذ، ونكرر بكل غباء المسلسل السوري الطويل، أليس في هذا البلد من عقلاء.
}كلمة عزيزة
كل صباح أتأكد أننا في بلد العجائب والمفارقات ومعظم الشركات التي قاطعت قناة (سودانية 24) هي قنوات استفادت من هذه الحكومة لمن كفى، ورضعت من ثديها لما شبعت، وبعضها ملأت خزائنها بالدولار المدعوم وبعضها وجد من الفرص ما لو أنه أتيح للشركات العامة التي يملكها شعب السودان، لما كان حالنا كما هو عليه الآن، بل إن ملاكها ركبوا مع الرئيس الطيارات ورافقوه في رحلاته، وآخرين جابوا ليهم رؤساء الدول داخل مصانعهم، هسي بقت الحكومة كعبه وعايزين ينحازوا للشعب، هو الشعب ده بتغشى كم مرة يا ربي!!
}كلمة أعز
اللهم أحفظ بلادنا واجمع أهلها على كلمة سواء.