الديوان

المرأة التي وحدت (اليمن)!! السودانية الأستاذة "فتحيه عيد"

لم تدرِ الأستاذة “فتحية عيد” الحاصلة على درجة الدبلوم من كلية معلمات أم درمان، أن رحلة الحياة التي اختارتها مع زوجها ورفيق دربها، ستجعل من عاصمة اليمن السعيد (صنعاء) محطتها الأخيرة، قضت “فتحية” سنوات زاهية من عمرها في (حي تعز) برفقة زوجها المنتدب على نظام الإعارة، بينما تقدمت هي بطلب إجازة مفتوحة من مدرستها دون أجر لترافقه في درب الغربة من أجل مستقبل أفضل لأسرتهما الصغيرة، لكن أبى القدر إلا أن يفارق زوجها الحياة متأثراً بمرض الفشل الكلوي في العام الثاني لابتعاثه، لتبدأ وحدها رحلة جديدة وتحدياً أكبر.
التدريس في قصر الحاكم
أبت نفس الأستاذة والمربية الكبيرة، إلا وأن تكون بقدر التحدي، فرفضت العودة إلى السودان واختارت العمل هناك، والتحقت بمدرسة (آذال الوادي) التابعة لجامعة (صنعاء)، ولأنها كانت ضليعة وبارعة في تدريس اللغة العربية، أظهرت تفوقاً كبيراً على أقرانها في هذه الناحية، وأصبحت بذلك عنواناً بارزاً للمعلم السوداني الماهر، ما حدا بأسرتي الرئيس اليمني السابق “علي عبد الله صالح” ونائبه بعد الوحدة “علي سالم البيض” اختيارها مدرسة لأبنائهما معاً، ما جعل بعض أبناء (اليمن) يطلقون عليها لقب (السودانية التي وحدت اليمن).
17 عاماً من العطاء
في أحد أحياء العاصمة (صنعاء)، (حي تعز)، تقع حارة (الفتح) التي ضمت بين ظهرانيها منزل “فتحية”، كانت دارها عامرة بالسودانيين و(اليمانية) الذين أحبوها لدماثة خلقها وأدبها الجم وجهدها وعطائها الكبيرين وإتقانها لعملها، حيث ظلت ولـ(17) عاماً مثالاً يُحتذى في تدريس اللغة العربية حتى تم تعيينها مديرة لإحدى مدارس (اليمن) لمرحل الأساس، كأول سودانية وربما أجنبية تتسنم هذا المنصب الحصري على المواطنين، فكانت سنوات حافلة بالبذل والعطاء، ولأنها ظلت وفية لعملها ومحبوبة من أهل (اليمن) والسودانيين على حد سواء، كُرمت باختيارها رئيسة لاتحاد المرأة السودانية هناك، بل كانت هي المُبادرة لتأسيس هذا الجسم النقابي النسائي خارج البلاد في أول بادرة من نوعها. ولم يتوقف عطاؤها في هذا الحد، بل امتد لتقدم مبادرة لجمع المال من السودانيين هناك لصالح مشروع (طريق شريان الشمال).
مع أبناء الرئيس
وفي هذا السياق ذكرت الأستاذة ” فتحية” لـ( المجهر) أنها درست من أبناء الرئيس السابق ” علي عبد الله صالح” كلاً من “أحمد” الذي كان يعده والده ليكون خليفته في الحكم، و”نشوان ومازن الصغير”، وأضافت: كما أنني درست عدداً من بناته، لكنني لا أحبذ الإشارة إلى أسمائهن لأن والدهن لا يحب ذلك، ولا يرغب في ذكر أسماء كريماته، أما أبناء رئيس (اليمن الجنوبي) ونائب ” علي عبد الله صالح” بعد الوحدة الأستاذ ” علي سالم البيض” الذين درستهم ثمانية، منهم ابنه “عمر”، إلى جانب بنات وأبناء وزير الداخلية “رشاد العليمي”، منهم “عماد” وابنتان. كما درست أبناء الشيخ “صالح الأحمر” الذي تزوج والدة الرئيس “علي عبد الله صالح” بعد وفاة والده، وأنجب منها “موسى وحمير” وعدداً من البنات.
كرمتني (اليمن) بجائزة الأم المثالية
ولأن عطاءها العملي لم يمنعها من أن تقوم بتربية أبنائها التربية السليمة، أبت نفس الأشقاء في (اليمن السعيد) إلا وأن يكرموها بجائزة الأم المثالية، وقد اهتمت وسائل الإعلام كافة بهذا التكريم، وتم نشر الخبر بالصورة في معظم الصحف اليمنية.
 (17) عاماً من العطاء الأكاديمي، قدمتها الأستاذة والمربية الفاضلة لأبناء وبنات (اليمن السعيد) من عامة الشعب إلى قمة الحكم، و(31) عاماً أخريات قضتها في تدريس أبناء بلادها (السودان). تمثل مسيرة الأستاذة والمربية الفاضلة ” فتحية” مثلاً يستحق الثناء والتقدير والتوثيق من باب الوفاء، فهل نرى عما قريب تكريماً مماثلاً لها من لدن وزارة التعليم العام، أم سيلتقط القفاز أخوتنا في سفارة (اليمن السعيد) بالخرطوم مرة أخرى، خاصة وأن هذه السيدة أضحت الآن (قعيدة) سريرها بدار أسرتها بمدينة (دار السلام المغاربة) بمحلية شرق النيل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية