حوارات

مقرّر اللجنة التحضيرية العليا لمؤتمر عام الاتحادي الأصل "محمد فائق" لـ (المجهر):

صراع كبير يدور داخل أروقة حزب الاتحادي الديمقراطي منذ وقت بعيد، وزاد من حدة هذا الصراع مشاركة الحزب في الحكومة  العام الماضي واحتيار “الميرغني” ابنه لتولي منصب في دفة قيادة الدولة، الأمر الذي قاد بعض الاتحاديين إلى الابتعاد، فيما ظل آخرون يبدون تذمرهم من هذه المشاركة التي أدت مؤخراً إلى سفر مساعد رئيس الجمهورية “جعفر الميرغني” في رحلة لم يحدد أمدها  بعد..
في الجانب الآخر يعاني الحزب من مشاكل وأشياء أخرى منعته من إقامة مؤتمره العام وتحقيق حلم الاتحاديين بتوحيد فصائله..
(المجهر) حاولت التعرف على ما يدور في الحزب الاتحادي، فالتقت مقرر اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر العام للاتحادي الأصل المهندس “محمد فائق” في حوار تناول قضايا  الحزب..
 يُذكر أن “فائق” تخرج في هندسة جامعة الخرطوم  وشغل عدة مناصب في الحزب، والآن هو عضو الهيئة القيادية وأمين المهنيين بالحزب.. فإلى مضابط الحوار:
 { نظن من واقع الأخبار أن صافرة البداية قد انطلقت لعقد مؤتمر عام الاتحادي الأصل؟
– نعم بصدور قرار رئيس الحزب رقم (5) 2012 الذي نص على قيام المؤتمر العام في 23 يونيو، وتم تكوين لجان الولايات ثم اللجان المتخصصة وبدأت عملها. 
{ لكن متى سيعقد المؤتمر العام بالخرطوم؟
– حددناه أن لا يتعدى الأول من يناير، وتم تأجيله لحين تحديد موعد آخر، ويبدو أننا لم نقدر جيداً حجم العمل في المؤتمرات القاعدية، وهي مرحلة مهمة استغرقت زمناً طويلاً بسبب ابتعاد الناس عن تجربة المؤتمر وإجراءاته، بالإضافة إلى شح الإمكانيات في القرى والأحياء وظروف البلد كالغلاء.. كل ذلك ساهم في تعثر إجراءات المؤتمر العام.
{ البعض يقول إن رئاسة مولانا “الميرغني” تعيق عمل اللجان؟
– بالعكس تماماً، رئيس الحزب لا يعيق العمل بل يدفعه إلى الأمام لأنه يوفر الإمكانيات.. إذا كان الرئيس جزءاً من اللجان والعمل فلن نضطر إلى ملاقاته كل مرة، لأنه ببساطة يعمل معنا في كل خطوة ومع رئيس اللجان التحضيرية.
{ من ملاحظات البعض اختيار اللجان التحضيرية من شيوخ القبائل ورجالات الإدارة الأهلية والكبار الآخرين؟
– هذا ليس صحيحاً، اللجنة التحضيرية لا تضم أياً من الطرق الصوفية أو الإدارة الأهلية إلا من له صفة أو استحقاق سياسي.  ومن يقول هذه الملاحظات عليه أن يأتي من القواعد، ويوجد هناك العمل الحقيقي وسط الجماهير وليس في اللجان التحضيرية.
{ توجد نزعة لدى الكثيرين لتغيير رئيس الحزب في هذا المؤتمر العام.. ما رأيك؟
– (ليه في ناس عاوزة تغيّر مولانا)؟.. من أوجب واجبات المؤتمر العام اختيار رئيس الحزب ولا تقرره مجموعة ذات رأي في مولانا، وهذا نفسه خيار غير ديمقراطي. 
{ يقول شباب ذلك بدعوى أن مولانا (طوّل) في رئاسة الحزب؟
– فليكن.. (طوّل) وما زال يتمتع بما هو مطلوب في رئيس الحزب، (ونحنا محتاجين لمن طوّل لخبرته). 
{ هل تتوقع أية مشاكل في تنظيم المؤتمر؟
– لا أتوقع شيئاً من هذا القبيل، وتاريخ الحزب لا يعرف مثل هذه الأساليب مهما بلغ حجم الاختلافات بين الاتحاديين.
{ ما هي أهم موضوعات المؤتمر العام التي ستُطرح للمناقشة؟
– حسب دستور الحزب ستتم مراجعة ومناقشة البرنامج السياسي والاقتصادي بما يواكب المستجدات على الساحة.
{  كيف يُموّل مؤتمر الحزب؟
– (ما عندنا أي قروش)، وأعلمنا الولايات أن تتولى تمويل مؤتمراتها، وهو قرار اللجنة التحضيرية، ولم نعط أية ولاية (قروش).. كل ما فعلناه أن تبحث لجنة الموارد عن موارد من المقتدرين. 
{ هل دعوتم الفصائل الاتحادية الأخرى؟
– بوضوح شديد (دا مؤتمرنا نحنا في حزب الأصل)، وقدمنا دعوة مفتوحة لكل جماهيرنا الاتحادية بمختلف انتماءاتها وعلى مستوى القواعد. 
{ دعوة القواعد مفهومة.. لكن ماذا عن القيادات المنسلخة؟
– (دي( مسؤولية قيادة الحزب، وقد يبحث المؤتمر مسألة وحدة الاتحاديين ويصدر ما شاء من النداءات أو التوجيهات، وستكون هذه مهمة القيادة التي يأتي بها المؤتمر العام.
{ هل يمكننا عدّ انعقاد المؤتمر إشارة خضراء لعودة الفصائل المنشقة أفراداً وجماعات؟
– انعقاد المؤتمر معناه إزالة أقوى أسباب من خرجوا عن الحزب، ولا أظنهم سيجدون حرجاً من العودة مكرمين ومعززين إلى حزبهم الأصل.
{ كم يبلغ عدد عضوية المؤتمر العام للاتحادي الأصل؟
– لم يحدد العدد النهائي. 
{ هل أضاءت الإشارة الخضراء لبداية أعمال المؤتمر في الولايات والمحليات؟
– الإشارة الخضراء بدأت فعلاً في الولايات بعقد مؤتمراتها. 
{ هل أرسلتم الأموال الكافية لتلك المؤتمرات الولائية؟
– حصرنا الضيافة في كوب ماء وكوب شاي، وهذه مقدور عليها من جماعة الحزب بالولايات والمحليات، وسيكون الأكبر في مؤتمر الولايات والمؤتمر العام. 
{ ألا توجد بالحزب وحدة مالية منظمة لمواجهة تكاليف مؤتمره العام؟
– هذا الأسلوب جزء من خزينتنا، وتوجد لدينا وحدة مالية ولجنة لجمع موارد، ولدينا أناس مقتدرون سيدعمون مؤتمر الحزب.. وليس لديّ مانع أن أعطيك قائمة أسماء، ولكن ماذا يفيدكم إن كان هذا شأناً داخلياً لحزبنا.
{ في المؤتمر العام يرسل الحزب عادة إلى أطرافه في الولايات والمحليات معينات مهمة؟
– انتهى زمن دفع أعضاء الحزب للاشتراكات، والسبب هو الحكم الشمولي، فالبعض يأتي بمنسوبيه ويأكلهم ويشربهم.. لن نفعل هذا مع جماهير الحزب الديمقراطي، نحن حزب محترم ونحترم عضويتنا ولن نرسل عربة واحدة ولا أكلاً أو شراباً لهم. 
{ كيف ستسير الأمور؟
– لن يعدم الاتحاديون ولن يعجزوا عن أطعام (80) شخصاً في مؤتمر القرية أو المحلية أو تقديم (الموية والشاي).. (لن نرسل عربات لأي زول وبرضو الناس حا تجي).. وأقول بالصوت العالي (يا اتحاديين لا تنتظروا تمويلاً من أحد موّلوا مؤتمركم بأنفسكم لأن من يمول مؤتمركم سيتحكم فيكم.. أنتم أسياد أنفسكم).
{ كم العدد المتوقع في جميع مؤتمرات الحزب حتى انعقاد المؤتمر العام؟
– حوالي (180) مؤتمر محلية و(14) مؤتمر ولاية، وفي ولاية الخرطوم (7) مؤتمرات محلية، ولدينا أكثر من (1000) مؤتمر على مستوى الوحدات الإدارية وعلى مستوى القرى والفرقان. 
{ هل تتابع جميع تفاصيل هذه المؤتمرات؟
– تأتينا تقارير يومية بما تحققه الولايات والمحليات من أعمال لاستكمال جميع مؤتمراتها بالشكل المطلوب، وكلها تعرض على لجنة التسيير للمتابعة.
{ نسمع باحتجاجات على معظم ما تؤكده من حقائق؟
– (دي طريقة الاتحاديين)، يملكون القدرة على الاحتجاج على كل شيء، وهي ظاهرة طيبة ولم يحدث في تاريخ حزبنا أي نوع من الصدامات والعنف مهما كانت الاختلافات.
{ بعض من تلك الاحتجاجات هو الاعتراض على تعيينك مقرراً على اللجان التحضيرية لكونك قريباً من مولانا وتعمل من أجل نتيجة واحدة هي عودة “الميرغني” رئيساً للحزب؟
– (أنا زول الميرغني)، وأتشرف أن أكون قريباً منه، (لكن دا لا يمنعني أن أصدع بالحق في وجه مولانا الميرغني).
{ هل تستطيع أن تقول لمولانا “الميرغني” (لا) في وجهه؟
– (قاعدين نقول كدا طوالي في الاجتماعات.. إنتوا عاوزني أقولها ليهو في بيتو ولاّ شنو).. ولعلمك أنا كنت وما زلت ضد المشاركة.. (يبقى ليه جايبني في اللجان.. يكون قاصد شنو؟ يمشي كلامو علينا يعني؟ يا أخ جابني الميرغني كرئيس)، واللجان التحضيرية (200) شخص هم الذين أتوا بي.
{ أنت مقرر اللجان و(زول الميرغني)؟
– أنا مقرر المؤتمر، وأنا ضد المشاركة.
{ هناك اتجاه لا يرحب بعودة “الميرغني” رئيساً للحزب.. ما رأيك؟
– (ما عندي علم).. و(دا افتراض) لا أعلم من أين أتيت به، بل بالعكس هناك اتجاه قوي يطالب بعودته رئيساً للحزب، هذا هو الرأي العام السائد بين الاتحاديين.
{ يوجد صراع أجيال داخل الحزب وهذا مؤكد وليس إشاعة تُثبت أو تُنفى؟
– أنا أفهم الجيل الجديد.. (عندو رأي في كل المجالات زي ما الجيل القديم عندو رأي).. هم مثلاً يعتقدون “طه سليمان” أحسن فنان، وأنا لا أسمح له بالغناء مجاناً في مناسبة تخصني، و(دا كلو مشروع وطبيعي)، ولكن الاستبدال والتبادل لا يتم بإزاحة جيل وحلول جيل آخر، بل سُنّة الحياة تفرض تواصل وإحلال هذه الأجيال. 
{ هل التوريث شيء متوقع في نصوص الاتحاديين؟
– منذ زمن بعيد رمت الختمية بثقلها على الحزب الاتحادي، ولها استحقاقات مؤكدة لا ينكرها أحد، ومنذ تأسيس الحزب الاتحادي لم يمر سوى رئيسين هما “الأزهري” ومولانا “الميرغني”، والأخير جاء من السجادة الختمية حينما اعتلى مولانا “الميرغني” عربة مكشوفة أثناء تشييع “الأزهري” باعتبار أنه رئيس الحزب وراعي الختمية.
{ كأنك تقرّ مبدأ التوريث؟
– طبيعي أن يخلف “الحسن” أو غيره أباه مولانا “الميرغني” مرشداً للختمية، بعد أن كان متوقعاً أن يحل السيد “أحمد” مسألة الخلافة على سجادة الطائفة الختمية، والطريقة الختمية مؤمنة بمبادئ الحزب الاتحادي.
{ ذكر القيادي “علي السيد” لـ (المجهر) في حوار سابق أن الحزب يديره الخلفاء بجوار مولانا “الميرغني”؟
– (دا رأي علي السيد) وأنا لست “علي السيد” وهو مسؤول عنه، ومع ذلك أقول إن الحزب لا يديره الخلفاء، لكن الطريقة الختمية لابد أن تشارك في إدارة الحزب.
{ تشارك الختمية في إدارة الحزب لا أن تقوده؟
– (مافي ختمية في القيادة.. يا حليل الختمية).
{ نسمع برجل اسمه الخليفة “عبد المجيد” يتحكم في كل مواعيد  وشؤون مولانا بخصوص الحزب؟
– الخليفة “عبد المجيد” واحد من رجال السيد وقريب من مولانا، ومن هذا المنطلق – أي كونه واحداً من مستشاري مولانا، ولا يوجد معنا في اللجان التحضيرية ولا القيادية في الحزب – استطاع أن يكون مؤثراً على مولانا لأنه قريب منه.. فما الغريب في هذا؟! 
{ ابتعاد الحزب الاتحادي عن عضويته بسبب ابتعاده عن السلطة لعقود من الزمن، ألا يؤثر في عدم الحماس للتجاوب مع مؤتمركم العام الذي تقترب ساعة انعقاده؟
– غيابنا عن السلطة حرمنا من تقديم خدماتنا للعضوية الاتحادية كمواطنين سودانيين.. ومطمئن على تجاوبهم.. لأن الاتحادي الحقيقي لا يقاطع مؤتمراتنا العامة، وسنظل الحزب الأول جماهيرياً مهما تطاول الآخرون.
{ نتيجة حزبكم في انتخابات 2010م تعكس حقائق أخرى مختلفة؟
– هل تصدق أنت أن مجموع الأصوات التي أحرزها حزب الاتحادي الديمقراطي (400) ألف صوت؟ هل هذا ممكن أو معقول؟! 
{ سمعنا في تلك الأيام أخباراً غريبة بإيفاد مولانا “الميرغني” ابنه للدعاية الانتخابية للرئيس في كسلا؟
– (نفينا الخبر دا من زمان).. والرجل الذي ذهب لم يكن ابن “الميرغني”.
{ من هو إذن؟
– (يا أخي ما عارفو والله أمشي فتش وأعرف اسموا).
{ لماذا لم يزر مولانا في أيام الحملة الانتخابية الولاية الشمالية.. تلك الزيارة التي أعلن عنها ولم تتم؟
– لا أذكر أنه قطع تاريخاً معيناً أخلفه، بالرغم من أن طواف مولانا كان مطلوباً، ولم يسم الوقت وهناك أسباب لوجستية في الحسبان.
{ ماذا تعني بأسباب لوجستية؟
– يعني الاستعدادات. 
{ ما هي مخاوفكم الأساسية في انعقاد مؤتمركم العام؟
– ما عندنا أي مخاوف كبيرة.. ستحول الإمكانيات المادية دون حضور ومشاركة أكبر عدد من الاتحاديين.
{ هل سيطول تأجيل انعقاد المؤتمر العام؟
– لا أحدد زمناً معيناً، لكنه لن يطول وسينعقد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية