رأي

أعملوا حسابكم!! قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة ساري المفعول

تجانى حاج موسى

يبدو أن معظم أولادنا وبناتنا البيغنوا الذين واللائي دخلوا ساحة الغناء عبر بوابة أستاذنا الشاعر الملحن الإعلامي القدير “السر أحمد قدور” عبر برنامجه (أغاني وأغاني) – معظمهم – نال شهرة ونجومية.. فقد أتاح البرنامج الذي أصبح راتباً تبثه قناة النيل الأزرق في شهر رمضان بعد الإفطار.. اختيار ذلك التوقيت جعل المشاهدة عالية لأن الأسر مجتمعة على مائدة الإفطار، وبذلك تكون القناة و”قدور” مهداً لميلاد نجوم جدد لساحة الغناء والموسيقى.. لكن المأخذ على ظهور الشباب عبر ذلك البرنامج أولاً عدم توفيق الأوضاع القانونية مع أصحاب الحقوق من مؤلفي الألحان ومؤلفي الأشعار إن كانوا على قيد الحياة أو مع ورثتهم ، إن لم تنقضِ مدة الخمسين عاماً بعد وفاتهم والتي تسقط الحق المادي.. طبعاً الحق الأدبي لا يسقط مدى الحياة إذ ينتقل للورثة، ولا يجوز لأي مستغل لمصنف مورثهم إغفاله في أي محفل يقدم فيه مصنف مورثهم ، وإن انقضت الخمسون عاماً على وفاته المسقطة للحق المادي.. مثال.. يمكن لأي مغنٍ أداء أغنية (ما هو عارف قدمو المفارق) وهي من كلمات وألحان الشاعر المناضل الراحل “خليل فرح” فحقه المادي سقط بالتقادم (مضت الخمسون عاماً على وفاته) ، لكن القانون يلزم المغني أن يفصح عن اسم “خليل فرح” شاعراً وملحناً طالما أدى الأغنية في محفل يضم جمهوراً يزيد عن الثلاثة أفراد، فهذا حق أدبي لا يسقط مدى الحياة.. إن أغفل المغني ذكر اسمه أمام الجمهور يكون عرضة لمقاضاة الورثة ولهم الحق في المطالبة بالتعويض المالي المجزي.. لكن الذي يحدث في عالم غناء هؤلاء الشباب الذين قدمهم البرنامج، حينما يطلبونهم للغناء في كافة المناسبات لا يتورعون مراراً وتكراراً مع سبق الإصرار في مخالفاتهم الصريحة لقانون حق المؤلف والحقوق المجاورة المعدل في العام 2013م، وبذلك يعتدون على الأحياء والأموات من شعراء وملحنين سخروا مواهبهم وأنتجوا درراً من الأغنيات الرائعة.. ويتمدد الاعتداء ببث الإذاعات المرئية والمسموعة وإعادة بث تلك الأغنيات.. لذا أنصح الشباب الذين واللائي امتهنوا الغناء الذي يتقاضون عليه مبالغ كبيرة أبدأوا منذ الآن بترتيب أوضاعكم وفق قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة إذا رغبتم في ترديد أغنيات الغير من الفنانين.. مش أي أغنية عجبتك تقوم تغنيها فهذا السلوك مخالف للقانون.. كما أن ترديد تلك الأغنيات لا يضيف لك شيئاً، فأنت مقلد مهما أبدعت في أدائك لها، إذ يظل المؤدي الذي قلدته هو المبدع الحقيقي، ومن ناحية أخرى إذا أنت فنان جاد أسعى وأبحث عن أغنيات جديدة وألحان جديدة، هنا تكون أنت جاد كمغنٍ ولجت الساحة الغنائية كفنان مبتدئ.. وأبتعد عن الأغنيات المبتذلة مهما ذاع صيتها لأنه بأدائك لها أيضاً تكون مخالفاً للقانون وهنا تتحمل عقوبة المخالفة.. وأبشر الحادبين على تلقي الغناء المعافى بأن عملاً دءوباً يجري الإعداد له من قبل المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية لإنفاذ قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة، وذلك ببسط رقابة كل الحفلات الغنائية، إذ أن هنالك إدارة رقابة بالمجلس الاتحادي وإدارات أخرى بمكاتب المصنفات بكل ولايات السودان، وهنالك شرطة المصنفات الاتحادية والولائية والمستقبل القريب سيشهد آلية حفظ حقوق المؤلفين ويجري إنشاؤها باسم الإدارة الجماعية للحقوق يديرونها بأنفسهم، فالقانون يعطي حق إنشاء تلك الإدارة وهذه الإدارة تمكن المؤلف من أخذ حقه بواسطة الإدارة الجماعية للحقوق، إذ تقوم بكافة الإجراءات القانونية لاستخلاص تلك الحقوق بالتفويض الذي يمنحه صاحب الحق للإدارة، كذلك سيتم تفعيل اللجان المتخصصة والتي تجيز الأصوات والألحان والأشعار بحيث لن يؤدي الغناء للجمهور إلا من منحته تلك اللجان الترخيص بالغناء للجمهور، وأي مغنٍ لا يملك هذا الترخيص يعتبر مخالفاً للقانون ويستوجب مقاضاته، أمام القضاء المختص الذي يوقع عليه العقوبة المنصوص عليها في القانون.. وهنالك خطوات إيجابية بخصوص الإنفاذ تتعلق بالتنسيق التام مع الجهات الرسمية كالمجلس الاتحادي للمصنفات ومجالسه بالولايات ومجلس المهن الموسيقية واتحادات الفنانين والدراميين والشعراء وكافة الكيانات الناشطة والعاملة في مجالات الإبداع وشرطة النظام العام وشرطة المصنفات.. والآمال معقودة لخلق مناخ إبداعي غنائي معافى يعيدنا لزمن الغناء الجميل إن شاء الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية