فوق رأي

جاءنا الظن التالي

هناء إبراهيم

الناس في مواقف الحياة واحد من اتنين، إما معاك أو مع (الناس إياها).و(الناس إياها) هم فئة من البشر مجهولي المهنة والرقم الوطني، تجدهم في كل الأشياء التي لا تتوافق مع حضرة سعادتك.
فإذا كنت مشتاقاً بلا حدود، فإن الناس إياهم ما مشتاقين البتة وإذا كنت ما بتنسى إطلاقاً، فإن الناس إياهم ملوك النسيان لذلك إذا اتهمك أحدهم إنك بقيت نساي وافتريت، وأعطاك من اللوم نصيب الأسد والـ”سوسيو”، لن تحرص على نفي هذه التهمة بقدر حرصك على نفي علاقتك بالناس إياهم لذلك نجدك تقول: أنساك كيف؟ إنت قايلني من الناس إياها؟!
إياها إنت دا..
وأغلب الذين ينفون صلتهم بـ(الناس إياهم) ويتغابون العرفة فيهم هم أقرب الأقربين لهم.
وتعتقد حبوبة جيرانا أننا نحسن الظن بأنفسنا ونسيء الظن بالناس إياهم كلما جاءنا الظن التالي، فأبناء الناس إياها حسب تقارير سوء ظننا: يتعاطون المخدرات ويعارضون الخير ويعطون إبليس درساً خصوصياً في الإغراء ودروس عصر في الكيمياء النووية.
أما أعمام الناس إياهم فهم الذين يقفون في وجه حملات التطعيم، ومجانية العلاج، ويلعبون (الليدو) منتصف النهار.
وأخوالهم يبيعون تاريخهم للمستقبل بنصف قيمة الحاضر ويتسببون في أزمة المواصلات ويسبسبون شعرهم صلعة..
سؤال حلال: لماذا الناس إياهم هم من يفعلون الأخطاء في أي حاجة حتى في (جدول واحد في واحد يساوي واحد) ويعقدون اتفاقيات مصيرية مع الشيطان الأزرق بينما نحن الغنماية تأكل عشانا؟ أو هكذا نعتقد.
في حياة كل شعب أناس وهميون اسمهم (الناس إياهم) يحدثون الفوضى بأيدينا.. يقتلون الجمال، يخونون ويسرقون ثم لا يُعاقبون وفق (صدر ضد مجهول).
مجهول إنت دا..
وإن كان عن نفسي أنا شخصياً، دايرة اسأل سؤال واقف لي هنا دا: الناس إياهم ديل منو؟!
و……..
الما بخاف الله سيدو حقو الناس تخافو
والله جد..
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية