ربع مقال

رحم الله الشيخ “سيف الدين أبو العزائم”

د.خالد حسن لقمان

عندما يستطيع أحدهم الفلاح في إحداث تأثير حقيقي على مساحة واسعة حوله ببيئتها وبشرها ذلك التأثير الإيجابي الفاعل والمنعكس خيراً على فكر الناس وسلوكهم.. يجدر بالجميع احترامه وتقدير ما قام به اعترافاً بفضله وثناءً عليه.. ومن بين هؤلاء عرف الناس الشيخ “سيف الدين أبو العزائم” إمام وخطيب وشيخ الطريقة العزمية بالسودان.. والذي انتقل قبل أيام قليلة إلى رحاب ربه تاركاً ذلك الأثر الخير في كتلة بشرية معتبرة لم تشمل مريديه فقط.. وإنما شملت كل من عرفه من مصليي مسجده وطلاب درسه ومشاهديه ومستمعي محاضراته ودروسه.. ومن بين هؤلاء أبناء منطقته (المايقوما) الحي الذي نشأ فيه في كنف والده الفقيه رجل الخلاوى وتحفيظ القرآن.. وكذا كل أبناء أحياء الديوم الشرقية المتداخلة على بعضها البعض في غرب وشرق ووسط وجنوبي الخرطوم.. والتي استطاع الفقيد الضخم أن يؤثر فيها ويغير ويوجه سلوك جل ساكنيها إلى خير الأعمال صلاة وفلاحاً وملازمة لفعل الخيرات.. وما من فرد في هذه المناطق خاصة.. إلا وبكى رحيل الرجل بكاءً مؤمناً بقضاء الله وقدره.. ولكنه الفراق الذي سيغيب عنهم شيخهم من حلقات علمه ودروسه التي اعتادوا أن يتحلقوا فيها أمامه.. ومن بين هؤلاء رواد مسجده العامر المتقاطرون إليه في موسم رمضان المعظم من أطراف العاصمة المثلثة ليدركوا معه في كل عام صلاة التراويح شيباً وشباباً.. ونساءً وفتيات وصبية وحتى الأطفال.. وهي الصلوات الموسمية التي جعل منها الشيخ الراحل دوحة تربوية رائعة يرتل فيها ويشدو مع من حوله بحلو الكلام وأجله قرآناً ودعاءً ومناجاة.
رحم الله الشيخ “سيف الدين أبو العزائم” ورفع قدره عنده في فردوسه الأعلى تحت عرشه الكريم.. وألهم آله وذويه ومريديه صبراً جميلاً وسلواناً حميداً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية