توتر شديد يصيب الآن كلاً من تركيا وروسيا وإيران وسوريا وذلك في أعقاب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية المضي قدماً في خطتها التي فجرها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والخاصة بسحب قواتها من منطقة شمال العراق التي تفصل بين القوات التركية والأكراد و قوات النظام السوري .. روسيا التي أيدت بقوة قرار الانسحاب الأمريكي تريد للنظام السوري السيطرة على المنطقة فور الانسحاب المنتظر للقوات الأمريكية ومن ثم إجراء مصالحة سورية – كردية .. إيران تطمح في التمدد والسيطرة على مساحة الفراغ الأمريكي المنتظر في هذه المنطقة الهامة .. الأتراك لديهم خططهم في ضرب الأكراد في شرق الفرات بهدف تأمين حدودهم هناك وهذا يعني تصادم بين ما تريده أنقرة وبين ما تخطط له موسكو، بالرغم من إعلان كلاهما وجود تنسيق بينهما بشأن واقع المنطقة بعد الأمريكان .. أطراف أخرى مثل إسرائيل تشعر بأن الانسحاب الأمريكي سيضعف موقفها لذا فهي تسعى جاهدة الآن لتدابير تعالج هذا الفراغ الخطير في المنطقة ..
القوات الأمريكية بدأت بالفعل في الانسحاب من الشمال السوري بسحب معدات أرضية والأمريكان يفعلون ذلك دون أن يعبأوا بحلفائهم الأكراد الذين قاتلوا معهم قتالاً شرساً ودون أن يبدوا اهتماماً لائقاً بمن سيغطي فراغهم هناك .. هذا المشهد الملئ بالتجاذب الإقليمي و الصراع الدولي يحدث وللمفارقة داخل حدود دولة عربية كانت بالأمس إحدى دول المواجهة الرئيسية الصامدة وما كان لإحدى دول الإقليم هذه أو حتى دول العالم الكبرى أي طموحات يمكن أن توصل خيالهم للحد الذي ترفرف فيه إعلام بلادهم فيها .. المدهش في هذا كله أن العرب أصحاب اللحم والرأس ينظرون إلى هذا الذي أمامهم الآن وكأنه يحدث في بلاد الواق واق .. أي ضعف هذا ..؟؟ .. وأي مصيبة هذه التي أصابت هؤلاء العرب الذي باتوا كخيال المآتة المنصوب في فلاة جرداء لا طير فيها و لا جراد ..؟؟!!