عندما تغيب الرؤية من البعض أو الكل وتدخل الأمور جلها في منطقة مظلمة لا ضوء فيها ولا شعاع ينير المكان.. تصبح الحاجة للعقلاء أمراً لازماً وأخيراً لتجاوز المرحلة والأخذ بيد الناس والبلاد لبر الأمان.. العقلاء وحدهم الآن من يجب أن تُفسح لهم الدائرة ويُفتح لهم الطريق لتجاوز فعل القاصرين في رؤاهم وأفكارهم والساقطين في سلوكهم وأفعالهم.. فما نعيشه الآن لم يعد يقبل بنشاز القول أو الفعل وساقطه.. لذا فليبدأ العقلاء الفعل والحديث الآن ليتوقف سفيه الحديث وأجهل الفعل وأبعده منطقاً وموضوعية واحتراماً للناس والعباد.. فإن ما يخرج في هذه اللحظات بسقوطه هذا يشعل دونما شك الفتنة بين أبناء الوطن الواحد الذي لا نريد له تشرذماً ولا تشظياً ولا انقساماً يؤدي بالجميع إلى دمار أكيد وهلاك قريب.. وعلى الذين بيدهم أمر هؤلاء المتفلتين في حديثهم وأفعالهم أن يوقفوهم فوراً ويبعدونهم من المشهد تماماً.. ففي الوقت الذي يحتاج فيه الناس لموضوعية الفعل والقول من جميع الأطراف.. يترك لهؤلاء هدم آخر الحصون التي تحمي وحدة المجتمع وتماسكه.
ونعم فقد حانت بالفعل لحظة العقلاء ليعتلوا منصة الأحداث ويوجهونها بفكرهم ووطنيتهم وتجردهم التام.. فليخرج هؤلاء إذاً من جميع الأطراف وليعلنوا عن أنفسهم حتى يلتف حولهم الناس.. وليكن هذا الوطن الغالي في حدقات عيونهم جميعاً ليعبروا به وبأهله.
أصحاب الكفاءات المتجردون والمحايدون في مواقفهم هم من يجب أن يدفع بهم من جانب من لا زالوا يمسكون بدفة الأمور.. والوطنيون الصادقون هم من يجب أن تدفع بهم الأطراف الأخرى التي تريد التغيير من أجل ما هو أفضل وأسلم لهذا البلد وأهله.. إذن أفسحوا الطريق الآن وفوراً للعقلاء أين ما كُنتُم في هذا المعسكر أو ذاك.