{ ألم أقل لكم من قبل هنا وبكل الوضوح، إن برلمانيي هذا الزمان أو نواب البرلمان في هذا الزمان ليسوا جديرين بتمثيل الشعب السوداني، وأنهم لا يملكون القدرات والمواصفات والخبرة السياسية التي تؤهلهم للجلوس على كراسي السُلطة التشريعية مدافعين عن حقوقنا كمواطنين.
{ وكثيرا ما أشرت بكل الوضوح إلى أحداث ووقائع هزلية وقت تحت قبة البرلمان جميعها تسيء لمكانة وتاريخ البرلمان السوداني وتؤكد بأن الترضيات والموازنات السياسية أتت بأعضاء غير أكفاء وليس لديهم غير المهاترات والمداولات المستفزة والأطروحات والمقترحات المثيرة للجدل و(الشكل) والتصريحات المحبطة والمثيرة للسخرية والهزل، هذا بخلاف الغياب والأخطاء الإجرائية وغير ذلك.
{ ومن بين محن الزمان التي ظلت تتحدف علينا أو تأتينا باستمرار من تحت قبة برلمان هذا الزمان حالة الهرج والمرج ودراما المهازل التي سادت في جلسة الإثنين الماضي، وبدأت بمخاشنات كلامية وقعت بين بعض النواب مع رئيس البرلمان البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” لدرجة جعلته يصفهم بـ(الفوضويين).
{ وسقطة أخرى وقعت بخيبتها تحت قبة المحن وفي ذات جلسة الأحداث المثيرة تمثلت في مطالبة بعض النواب البرلمانيين بطرد البرلمانية “إشراقة سيد محمود” من الجلسة والسقطة الكبرى محاولة الاعتداء من قبل برلمانيات على البرلمانية نفسها “إشراقة سيد محمود” داخل حوش البرلمان وبطريقة عنيفة جعلت “إشراقة” تدخل في حالة من الخوف والرعب مما دعاها تستنجد بالصحفيين وتطلب منهم الحماية من تلك الهجمة الشرسة .
{ بالله عليكم هل هذه قبة برلمان أم حلبة مصارعة؟! وهل هذه الفئة المستنيرة التي يفترض أن تمثل القدوة الحسنة قبل أن (تمثل الشعب) وهل هؤلاء هم البرلمانيون الذين ينتظرهم السودانيون لكي يطرحوا مشاكلهم المزمنة وينوبوا عنهم في المطالبة بحقوقهم الضائعة والمهملة ويناقشوا قضاياهم المصيرية وكل ما يتعلق بمعاشهم وأمنهم .
{ وضوح أخير :
{ أيضا وزير الداخلية في تلك الجلسة ذات المشاهد الدرامية الغريبة لم يكن موفقا بوصفه المواطنين المحتجين بـ(الصبية) في وقت اعترفت قيادات عليا بأحقيتهم في الاحتجاج وبمشروعية مطالبهم.
{ حقا صرنا كلما تأتينا محنة من محزن برلمان هذا الزمان نستدعي الذاكرة للرجوع للبرلمان السوداني في عصره الذهبي، لنترحم على أرواح رواد الفكر الديمقراطي من الوطنيين الذين ناضلوا من أجل تأسيس برلمان يخدم الشعب ويحمي البلاد، وعملوا على إرساء القيم الإنسانية والوطنية والحضارية داخل قبة البرلمان أمثال الزعيم “الأزهري ومحمد أحمد المحجوب ومبارك زروق ويحيى الفضلي” وغيرهم من الشخصيات السياسية والوطنية النيرة.
{ سودانا اليوم بحاجة لأمثال رموزنا الوطنية ممن يحتذى بهم في النزاهة والاستقامة وتغليب المصالح العامة للوطن على المصالح الخاصة الحزبية والذاتية.