بكل الوضوح

إعلانات مترفة على شارع الأزمة !!

عامر باشاب

{ المتابع للضجة والجوطة الإعلانية التي ظلت تلاحق الناس في كل مكان لتؤكد  بغرابتها وترفها وقرفها أن الجهات المعلنة لها تنفصل تماما عن الواقع الذي يعيشه المواطن السوداني المسحوق، وهذه الإعلانات دائما ما تطل عبر العديد من الشاشات التلفزيونية وفي المواقع الشوارعية المتفرقة، خاصة على الشوارع الرئيسية وتقاطعاتها بالعاصمة القومية جميعها من النوع المستفزة للمشاهدين وعابري الطريق.

{ وفي الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة شعر بها حتى النمل في باطن الأرض بعد أن وصل الحال إلى مرحلة انعدام طحين الخبز، ووصل الضيق بالمواطن مراحل تعدت حد الصبر فخرج إلى شارع الاحتجاج بمطالبه المشروعة وفي هذا الظرف الضاغط نجد شارع الإعلانات يضج بالعديد من اللافتات المستفزة للمواطن البسيط الذي ظل يكابد كل ساعات المشاق في العمل ثم ساعات الوقوف في الصفوف لأجل أن يملك (رغيف يومه) ومن بين اللافتات المستفزة لافتات تروج للطحين الذي صنع خصيصا لصنع البسبوسة والتورتة والبقلاوة وإعلانات تروج للمكرونة المكوعة واللحمة المدردمة، وهناك إعلانات تتحدث عن مهرجان الأثاثات الفاخرة والأواني المترفة.

{ ومع تفاقم أزمة السيولة وفي وقت يتزحزح فيه غالبية (العاملين والموظفين في الأرض) على صفوف الصرافات الآلية لسحب ما تيسر من مرتباتهم المحبوسة والمدسوسة، نجد العديد من المصارف والبنوك تعلن عن افتتاح فروع جديدة وأخرى تروج لتطبيقات ذكية للتسوق الإلكتروني الساهل والمريح والتحويلات (المالية الموبايلية) وغيرها تتحدث عن فرص التمويل الأصغر والمرابحات الكبيرة والتعاملات البنكية خارج حدود الوطن وهناك بنوك ومصارف تعلن عن حاجتها لموظفين.. وغير ذلك من الإعلانات البنكية والمصرفية الغريبة والعجيبة في هذا الوقت الذي كما يبدو انعدم فيه الإحساس قبل انعدام السيولة.

{ أما إعلانات شركات الاتصالات هي الأخرى ظلت تدور في فلك ركاكة وتكرار الأفكار ونقل الاستفزاز إعلانيا حيث ظلت غالبيتها تركز على نقل مستوى حياة طبقات الرفاهية والثراء وهو بالتأكيد واقع بعيد كل البُعد عن الواقع الذي تعيشه الغالبية الكادحة من الشعب السوداني الفضل .!! .

{ وضوح أخير :  

{ الإعلانات التلفزيونية المستفزة مقدور عليها فالمشاهد أول ما يتفاجأ بها تجده يسرع على الفور إلى إغلاق التلفزيون في الحال أو يلجأ إلى خيار الانتقال إلى محطة أخرى خالية من الاستفزاز الإعلاني لكن إعلانات الشوارع كيف نحاربها ومن يتصدى لها ويغير صورها الاستفزازية.

 

 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية