فوق رأي

إعادة تدوير الحكايات

هناء ابراهيم

أذكر أن أستاذنا المكلف من قِبل وزارة التربية والتعليم وإدارة المدرسة بحمل التاريخ (الثقيل) وكبه داخل رؤوسنا (الصابرة على الأذى) كان أثناء سرده لتفاصيل قصته الـ(من قِفا نبك) دائماً ما يقول: (شوف عيني)..
وأنا اليوم في هذا الموقف التاريخي لا أقول لكم (شوف عيني) ولكن إلى اللقاء في الأسبوع القادم..
وهسه شربنا الشاي..
كانت “هند” ابنة “النعمان بن المنذر” (كتاحة) زمانها..
زولة قصة وبت ستين جمال..
فوُصف لـ”الحجاج بن يوسف” حسنها وجمالها حيث قيل له إن لـ(النعمان بن المنذر بت وردة شديد فأحسن تناسبو والله).. وقبل أن يشاور عقله أرسل يخطبها وبذل لها مالاً جزيلاً (حوالي 2 مليار جنيه إسترليني… ومرسيدس 2020 وما خفي أغلى) وجعل لها مؤخر صداق مبلغاً وقدره (مائتي ألف مليون إسترليني) ورحل بها من بلد أبيها (المعرة) إلى (العراق)..
كانت “هند” فصيحة أديبة، وذات يوم (بمبي الملامح)، وجدها “الحجاج” تنظر في المرآة وتدندن مع “ماجدة الرومي” إحدى أغانيها ثم أنشدت تقول:
وما هندٌ إلاَّ مهرةُ عربية
سليلة أفراسٍ تحلّلها بغلُ
فإن ولدت فحلاً فللَّه درّها
وإن ولدت بغلاً فـجاء به البغلُ..
اتفرجتوا؟
تتجااااااازي يا بت النعمان..
وقتئذ انصرف “الحجاج” راجعاً ولم تكن علمت به فأراد “الحجاج” طلاقها فأرسل إليها “عبد الله بن طاهر” ومعه مائتي ألف مليون إسترليني قال له: (طلقها بكلمتين، ولا تزد عليهما).
وبينما هي جالسة تتابع أحداث المسلسل التركي (سنوات الضياع) دخل “عبد الله بن طاهر” وقال لها: يقول لك “أبو محمد الحجاج” كنتِ فـبنتِ… وتعني بالسوداني (إنتِ طلقانة) وهذه الـ(مائتي ألف مليون) التي كانت لك قبله (مؤخر صداقك يعني).
ابتسمت ابتسامة لها نور وقالت له: (اعلم يا “ابن طاهر”: إنا والله كنا فما حمدنا يعني (الداير لي حجاج منو؟) وبنا فما ندمنا يعني (ظاااابط ياود الطاهر) وهذه الـ(مائتي ألف مليون) بشارة لك بخلاصي من كلب بن ثقيف.
شايف كيف؟!
بختك يا ود عمو الطاهر..
هذا وقد تناقلت الصحف والقنوات هذا الخبر الذي تابعه أمير المؤمنين “عبد الملك بن مروان” عبر قناة الجزيرة الفضائية ووصف له جمالها و(هو ذاتو) أرسل لها عبر (الإيميل) الخاص بها رسالة طلب من خلالها يدها فهاكم ردها: (أعلم يا أمير المؤمنين أن الإناء ولغ فيه الكلب) فلما قرأ “عبد الملك” الإيميل ضحك من قولها وكتب إليها يقول: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبعاً إحداهن بالتراب……)
قرأت (مسج) أمير المؤمنين ولم يمكنها المخالفة..
قالت له في محادثة عبر الـ(إسكاي بي) إنها موافقة لكن بشرط..
: ما هو؟
: بصراحة يا عبدو أنا عايزة يكون في تغيير.. عِرفتا؟ يعني بدل السيارات والطائرات تكون السيرة والزفة بي الخيول والإبل وأكون على هودج..
: هودج شنو يا بنت النعمان؟ دا كلام ما بجي..
: عشاني أنا؟
: خلاص ماشي.
: وشرط يقود محملي “الحجاج”.
: إنتِ تأمري إنتِ.
بعد هذه المحادثة مباشرة أرسل الحاجب رسالة إلى “الحجاج بن يوسف” في حسابه الخاص على (فيسبوك) يقول فيها: (يا أصلي قال ليك تمشي تجيب العروس من (المعرة) اللهم إني كلمتك).
وفور قراءة (المسج) سار “الحجاج” في موكبه حتى وصل بلد “هند”، فـركبت في محمل الزفاف وحولها جواريها وأخذ “الحجاج” بزمام البعير يقوده ويسير بها بينما هي تتواغد عليه وتضحك مع الهيفاء (الدادة) بتاعتا…
ثم إنها قالت للهيفاء: أكشفي لي سجف المحمل، فـكشفته فوقع وجهها في وجه “الحجاج” فضحكت عليه فقال لها: (أضحكي سمح ما ياما ضحكت عليك).
فـأجابته تقول:
وما نبالي إذا أرواحنا سلمت
بما فقدناه من مال ومن نشب
فالمال مكتسب والعز مرتجعُ
إذا النفوس وقاها الله من عطب..
ثم حين اقتربت من بلد الخليفة رمت ديناراً على الأرض ونادت “الحجاج” قائلة: يا أنت سقط منا درهم.. أرفعه إلينا. فـنظر “الحجاج” إلى الأرض ولم يجد إلا ديناراً فقال: إنما هو دينار. فقالت: بل هو درهم. قال: بل دينار. فقالت: الحمد لله سقط منا درهم فعوضنا الله ديناراً فخجل “الحجاج” وسكت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية