بكل الوضوح

مصر داخل كيان وجدان سودان

عامر باشاب

{ الرابط الجغرافي والحضاري والثقافي شكل مجرى التواصل الاجتماعي والثقافي، السودان ومصر وظل تيار المحبة والأخوة يدفع العلاقات المتبادلة بين الشعبين إلى أعلى مستويات المحبة وظلت مصر تتربع داخل الكيان الوجداني للشعب السوداني من خلال تأثير الأعمال الإبداعية والفنية موسيقى وغناء ودراما والأخيرة شكلت حضوراً كبيراً في النفس السودانية الذواقة للفن الأصيل.
والدراما الهادفة
{ الشعب السوداني ممثله مثل الشعوب العربية ظل حتى نهاية التسعينيات يتغذى ثقافيا وروحيا من الدراما المصرية في عهدها الذهبي، حيث كان التنافس على أوجه بين مجموعة من نجوم الفن التمثيلي الذين تربوا على تقديم الدراما الهادفة جيلاً بعد جيل وحرصوا على غرس القيم النبيلة عبر أدائهم التمثيلي العالي الجودة والتأثير، وتستحضرني هنا مسلسلات (قمة في روعة القيمة والأداء)
{ اذكر على سبيل المثال من الأعمال الدرامية الاجتماعية ذات القيمة مسلسل (شكراً أبنائي الأعزاء) التي اشتهر جماهيرياً باسم مسلسل (بابا عبده) وهو الدور الذي قدمه عملاق الدراما العربية “عبد المنعم مدبولي”، وأيضاً (لا يا ابنتي العزيزة) الذي قدمه “عبد المنعم وهدى سُلطان” واشتهر بأغنية الأطفال (توت.. توت) ومسلسل (الشهد والدموع) بطولة “يوسف شعبان وعفاف شعيب” و(أحلام الفتى الطائر) بطولة “عادل إمام وعمر الحريري ورجاء الجداوي”. (ليالي الحلمية) بطولة “يحيى الفخراني وصلاح السعدني” (الضوء الشارد) بطولة “ممدوح عبد العليم ومنى زكي ومحمد رياض”.
{ قبل هذا وذاك مسلسل (لا إله إلا الله).. بأجزائه المختلفة،
من أشهر الأعمال الدرامية الدينية تأليف “أمينة الصاوي” التي عرفت الناس عبره على تاريخ التوحيد وسيرة الأديان السماوية، وشارك فيه كوكبة من نجوم الدراما العربية أبرزهم “حمدي غيث وأحمد مظهر والدفراوي وكريمة مختار وإيمان الطوخي وصفاء أبو السعود”.

هذه أمثال من ضمن سلسلة من الأعمال الدرامية الهادفة التي كانت تشدنا بقوة التأثير المثير ونحن ماولنا صغار.
{ من هنا اطلب من المسؤولين بوزارة الإعلام والفضائيات السودانية أن يجتهدوا في إعادة هذه الأعمال الهادفة مهما كلفهم ذلك، فمن حق الأجيال الجديدة متابعة كل ماهو قديم ومجود من الأعمال الدرامية ذات القيمة المضافة التي كانت تستهدف عقل ووجدان المتلقي وليس غرائزه.
{ وضوح أخير :
{ للأسف الشديد مصر نفسها تفتقد الدراما الهادفة.
{ رغم التأثير والأثر الذي أحدثته الفنون المصرية في الشعب السوداني، إلا أن التواصل والترابط الإبداعي بين مصر والسودان ظل ضعيفاً للغاية خاصة في مجال الدراما وما يؤكد الدراما السودانية لم تستفد من الدراما المصرية.
{ للأسف الشديد لا ادري لماذا ؟!!
{ ولا ادري هل التقصير مننا نحن السودانيين.
أم إخوتنا في شمال الوادي ؟!!
أسئلة تحتاج لإجابة فهل من مجبيب؟!!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية