وعدت سنة
عام مضى من عمرنا القصير وإن طال بخيره وشره ينطوي لتكون سنة 2018 سنة صعبة بكل المقاييس على الشعب السوداني الصابر لأكثر من ربع قرن على حال مائل وأوضاع غير مستقرة وحرب تدور في أطرافه، ونزاع بين مكوناته وأزمة اقتصادية بلغت ذروتها فيه في ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والدواء والوقود والخبز، وارتفاع سعر الدولار وانهيار قيمة الجنيه السوداني أمام العُملات الأخرى.
وكانت ٢٠١٨ سنة النكبات والأزمات على بلادنا والضائقة المعيشية الصعبة.
فما يزال الجشع والطمع مسيطرين على السوق السودانية لا ضبط في الأسعار ولا مخافة الله، وما تزال الحكومة عاجزة لحد كبير في إخراج شعبها من نفق الضائقة المعيشة وتردي الأوضاع الاقتصادية، وعدم المقدرة على السيطرة على سعر الصرف.
عن نفسي استشعر خيرا في أواخر العام كل عام أمنيات جميلة ودعوات طيبات لي والجميع.
في العام الماضي كما قبله أحاطني حب كبير طوقني به كرماء فشكراً لوجودهم الحق النبيل وحمداً لله بوجودهم في حياتي وكنت دائماً سعيدة بحميمية هؤلاء.
* ولسنا أنبياء فقد كان هناك من ظلمنا وغشنا وجرحنا وبعدنا عنه ولا أسفاً عليهم، كما هناك من أخطأنا بحقه غفلة أو دون قصد فليسامحنا ويصفح عنا فمن عفا وأصلح فأجره على الله.
أجمل ما خرجت به في هذا العام هي معرفة كنز مدفون بمعاني الإنسانية الحقة والعظيمة مسكون بالإبداع ملئ بالحنان حوله كل الأمان بعيدا هناك في أقصى الشمال، ونوارسي أدمنت ضفافه فهو قلب صادق وملاك يدنو لنا كل ما تضيق ويلات الأيام .
*بلغ العام نهايته وأنا أحيا بألف حب واقتل حبا واحدا مزيفا أكثر من ألف مرة نسفته للأبد وارتديته في مزبلة المخادعين والكذابين.
وقد ألهمني قول الكاتبة “أحلام مستغانمي” وهي تقول: (نحن لا نشقى سوى بما سبق أن سعدنا به، وعليك أن تستعد لما تحيكه الأيام ضدك وهي تمنحك سعادة شاهقة)..
أملي بأن لا تغدر بنا الحياة منذ أول عيد وعام جديد.
*أول وآخر أمنياتي هي أن يشفى الله أمي المرأة الحنونة الصابرة شفاء عاجلا ويطيل عمرها الزاهي بيننا.
أهمس إليك يا أمي بأن مرضك ليس بخطير لا تخافين.. الله معك وأجر وكفارة ليك يا نقية السيرة والسريرة وتقية ستكونين بخير في هذه السنة الجديدة وسنكون سعداء في أسرتنا الجميلة وكل عام وأبي وأخي الوحيد وشقيقاتي بخير وكل أمنياتهن محققة وصديقاتي المخلصات بخير أيضا وكل معارفي في أمن وأمان والشعب السوداني الثائر الصابر الصامد بخير .
رحيق الهمسة:
بالعودة إلى الملهمة “مستغانمي” أخذ:
يبقى خيار العقلاء الذهاب إلى الحب بفرح حذر، ولعل أجدي نصيحة تلك التي تركها لنا “أندريه جيد” (لا تهيء أفراحك) فأكثر الخيبات كثيرا ما يأتي على سجاد فاخر فرشناه لاستقبال السعادة.. ونصح “كوكو شانيل” المرأة بأن تخرج كل يوم من بيتها في كل أناقتها، فالحُب قد يكون في انتظارها عند منعطف الطريق.